تزخر صحفنا السعودية بالعديد من الكاتبات الصحفيات السعوديات وهذا بطبيعة الحال نجاح يجير للصحف السعودية والتي تميز كثير منها بفتحه المجال للمرأة السعودية ليكون لها مكان في الصحافة السعودية حتى أصبحنا نرى الكثير من زميلاتنا الكاتبات والصحفيات وهن ينثرن إبداعاتهن على صفحات الجرائد والمجلات سواء من خلال كتابة المقالة أم من خلال تلك التحقيقات والأخبار الصحفية.
ولكنني لاحظت في غالبية الكاتبات الصحفيات السعوديات ومن خلال مقالاتهن الصحفية أنهن يعانين من مقص الرقيب وأنا هنا لا أقصد بمقص الرقيب رئيس التحرير، بل أقصد مقص الرقيب المتمثل بثقافة المجتمع حول المرأة وما يؤثره ذلك على قلم الكاتبة السعودية وعلى نوعية الموضوعات التي تنوي الكتابة حولها.
من خلال متابعتي لكثير من الكاتبات الصحفيات السعوديات في صحفنا المحلية وجدت أن نسبة كبيرة منهن يتجاهلن الحديث عن قضايا اجتماعية مهمة تخص المرأة والمجتمع عموماً خوفاً من أفراد هذا المجتمع والذين بالطبع سيعيبون على هذه الكاتبة حديثها عن أمور لم يعتد المجتمع أن يسمعها من أنثى.
هناك كاتبات حينما يردن طرق قضية اجتماعية حساسة تهم المرأة فإنهن يلجأن إلى أسلوب التلميح والإيحاء والذي يفقد المقالة قوتها فتصبح المقالة بلا صدى وبالتالي تضيع تلك القضية في ظلمات ذلك الإيحاء. وهناك كاتبات وجدن في المقالات الفلسفية فرصة للابتعاد عن أكبر قدر من جمهور القراء ليكون مقالها موجه للنخبة من المثقفين الذين ارتقت بهم ثقافتهم عن مستنقع الجهل الاجتماعي وبهذا تكون الكاتبة قد نأت بنفسها عن ألسنة العامة الذين يترصدون لكل من يخالف الأعراف والتقاليد فتكون بذلك ألسنتهم جاهزة للنيل من ذلك الكاتب أو تلك الكاتبة.
نعم هناك كاتبات تحررت أقلامهن من بعض تلك الخطوط الحمراء التي فرضها عليهن المجتمع بفكره وثقافته حول المرأة حيث أقرأ لبعض الكاتبات مقالات تتميز بجرأة الطرح, لكنهن يبقين قلة قليلة من بين أعداد الكاتبات السعوديات اللاتي تمتلئ بهن صحفنا المحلية. أكد أجزم أننا ككتاب سعوديين نهتم بمناقشة قضايا المرأة أكثر من اهتمام زميلاتنا الكاتبات السعوديات واللاتي يعانين من خطوط المجتمع الحمراء والتي كبلت أقلامهن عن طرق أمور من المفترض أنها تتصدر اهتماماتهن.
ما يجب أن تعيه المرأة السعودية وقضاياها هو صوت المرأة نفسها وأن المساحة التي تفرد للكاتبة والمثقفة في الصحف والإعلام يجب أن تستثمرها لخدمة أخواتها المواطنات واللاتي يعولن عليها الشيء الكثير في إيصال قضاياهن وهمومهن للمسؤولين.