بين الفينة والأخرى يتم اكتشاف أحد السحرة، أو مجموعة منهم بعد أن يتم الكشف عن خداعهم للبسطاء وسرقة أموالهم عن طريق الشعوذة والسحر.

والغريب أنه وعلى الرغم من كشف العديد من هذه الأعمال وجميعها يقوم بها وافدون ممن يقدمون للمملكة لممارسة هذه الأعمال المنافية للدين والأخلاق والتي تعد من أعمال السرقة مع سبق الإصرار والترصد بالبسطاء والمحتاجين، فعلى الرغم من تعدد الكشف وإيقاع العقوبات بهؤلاء السحرة، إلا أنهم يواصلون أعمالهم، ولكن والحمد لله يتم فضحها وكشفها والحكم على مرتكبيها، وبعض هذه الأعمال تثير السخرية وتكشف أن من يقومون بها يتوقعون أن أبناء هذه البلاد من السذاجة بحيث يصدقون أكاذيبهم وخزعبلاتهم، مثل القصة التي يتداولها أهل الطائف هذه الأيام، والتي تدور حول ساحر سوداني وتابعه التشادي الذي يقوم بدور اصطياد المغفلين الذين يصدقون خزعبلات السحرة، فقد تفتقت حيلة الساحر وتابعه بإيهام أحد المواطنين السعوديين وإقناعه بأن الساحر السوداني سيجعله يلعب بالأموال بيده، ومضاعفتها، وقد وقع اختيار ساحر وتابعه على (صديق) سعودي يسكن بالقرب منهم، فعرض عليه التشادي أن (ينفعه) بأن يضاعف الخمسة آلاف ريال التي يملكها ويجعلها بمساعدة صديقهم الساحر السوداني تصبح نصف مليون ريال..!

تقبل المواطن السعودي الفكرة وطلب جمعه بالسوداني ليناقشه بالأمر وحتى يطمئن وفعلاً جلس الثلاثة خاصة أنهم يعيشون في حي واحد.. حي ابن سويلم الشعبي في الطائف، والسوداني والتشادي معروفان للمواطن السعودي وهم بمثابة الأصدقاء، والتشادي يعمل سائقاً في أحد المصارف ينقل العاملات في الفرع النسوي للبنك، وبعد أن عرض التشادي الفكرة، أكد الساحر السوداني قدرته على جعل 5 آلاف ريال نصف مليون ريال عن طريق تحضير عمل سحري.

وبلهفة سأل السعودي: كيف.. وأين.. ومتى..؟!

بهدوء وبإجابة معدة ومتفق عليها مع معاونه التشادي، نحضر المبلغ من فرع مؤسسة النقد العربي السعودي في الطائف، وما عليكم سوى إحضار تراب من الأماكن التي تحيط بالمبنى، وعندما تحضرون التراب، أبدأ بالقراءة و(أعزم عليه) ثم تنثروا التراب مرة أخرى على باب المبنى وتضع بعض التراب في جيبك أيها الصديق السعودي لأنك الوحيد الذي تستطيع الدخول للمبنى من بيننا كونك سعودي، وبعد أن تدخل سوف تستقبل بترحاب من جميع الموظفين وتستطيع أن تصل إلى أي مكان، حيث ستتوجه إلى الخزنة لتسحب نصف مليون ريال (يجب ألا تزيد ريالاً)..! وتخرج دون أن يعترضك أحد.

اقتنع المواطن السعودي بما قاله الساحر السوداني، وبعدها جرى توزيع الأدوار حيث كان نصيب التشادي إحضار التراب، ودور المواطن السعودي تعبئة جيوبه بالتراب وبعد أن يرش جزءاً من التراب على باب المبنى يدخل فرع المؤسسة ويتوجه إلى الخزنة لإحضار نصف مليون ريال دون زيادة..!! وحدد يوم السبت الماضي لتنفيذ العملية، واتفق على عقد جلسة ليلة تنفيذ المهمة.

بعد عودة المواطن السعودي إلى منزله بعد انتهاء الجلسة استفاق ضميره وعقله في نفس الوقت، مستغرباً أن تتحول الخمسة آلاف ريال إلى نصف مليون ريال، فضلاً عن أن العملية هي عملية سرقة للمال العام..!!

بعد وصوله إلى هذه القناعة قام بإبلاغ الشرطة الذين وجهوه إلى إبلاغ مركز شهار لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كون المركز متخصص في كشف أعمال السحر والشعوذة في الطائف، وفعلاً توجه المواطن إلى المركز الذي طلب منه العاملون في المركز مسايرة الساحر ومعاونه ومواصلة العمل معهما واستدراجهما لإيقاعهما في شر أعمالهما متلبسين، وأشاروا عليه أن يطلب مساعدة الساحر بإجراء عمل لفتاة يرفض إخوتها تزويجها لصديق يطلب المساعدة وأنه يقدم خمسمائة ريال ك(عربون) للعمل.

أعضاء هيئة شهار زودوا المواطن بورقة نقدية من فئة الخمسمائة ريال مرقمة، وفعلاً توجه المواطن إلى الساحر السوداني وتابعه الذي تعهد بقيامه بعمل يحبب الزوج لإخوة الفتاة وقال له بأنه سيعطيه خواتم وأحجار كريمة مقابل الخمسمائة ريال وعليه أن يعطيها للصديق الذي عليه أن يوصلها إلى إخوة الفتاة، واتفق على أن يتم تسليم المبلغ والخواتم في منزل المواطن السعودي في حي ابن سويلم الشعبي في الطائف حيث تمت عملية التسليم، وقبل أن يغادر الساحر السوداني وتابعه التشادي انقض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عليهما ليضعا أيديهما على مبلغ الخمسمائة ريال المرقمة.. والتراب الذي كانت جيوب المواطن محشوة به.. لتصل القضية إلى الجهات المسؤولة للتحقيق في وقائعها.

قصة تكشف إلى أي مدى وصل الجهل.. والغباء وتصديق مثل هؤلاء السحرة.