نعمل في مسرحية (مثلي مثلك) على إنجاز مقاربة بين (مقولة) النص وبين مدرسة (المسرح الفقير) باعتبار المسرح الفقير يخدم فكرة النص التي تضع (الجسد) في المقدمة بوصفه علامة ذات دلالات متعددة كتأكيد على جوهر الممثل وإعطائه مساحة أكبر للتعبير عن ذاته وإنضاج مشاعره إلى أقصى مدى.
أما الإضاءة والعرق والتنفس فترسم على وجه الممثل بعضا من علامات الموقف وهذا ما يغنينا عن بذخ الماكياج بألوانه وإيهاماته، فيما يبقى اللباس والنص والإكسسوارات والخشبة، علامات ثانوية تتضاد مع الممثل ليبقى أكثر بروزا وقوة وبطولة، ومن جهتها تكون المؤثرات الموسيقية أكثر ألما - فرحا - توترا - دهشة - بما تلبسه إياها مشاعر الممثل، فالموسيقى هنا لا تدعم الممثل ولكن انفعالات الممثل تضفي على الموسيقى رونقا أخاذا، إنها تأخذ من آهات المثل ثيمة تزداد بها جمالاً.
من خلال أدوات المسرح الفقير تخلصنا من الكليشهيات المحفوظة والمكررة، ونظفنا الفضاء المسرحي من الزوائد، وصار معنا مشاعر إنسان أكثر فرحا بالمسرح، فعندما يقول ذو الإعاقة شيئا، فإن إطار المسرح يتحول إلى فم كبير يصرح في وجه العالم: (أنا هنا).
إننا بحاجة إلى سماع صوته في ظل زحمة الحياة التي لا تفتأ تسمعنا صوتها مع كل إشراقة شمس جديدة، خذوا هذا الفعل اليومي: الأصوات اليومية الصاخبة، ووازنوا بينها وبين صوت معاق لا يقول كلمته إلا (كل سنتين) عمر مراحل نمو المهرجان، إنها مدة طويلة لا يقطعها الكرسي المتحرك بسهولة.
نشير إلى أن مسرحية مثلي مثلك ستمثل المملكة في المهرجان المسرحي الأول للمعاقين بدول مجلس التعاون الخليجي الأسبوع القادم بالدوحة، وهي تحت إشراف ودعم وزارة الشؤون الاجتماعية وتنفيذ جمعية الثقافة والفنون بالرياض.
Ra99ja@yahoo.com