Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/11/2008 G Issue 13186
الثلاثاء 06 ذو القعدة 1429   العدد  13186
قبيل بدء الانتخابات الأمريكية بيوم
ملايين المتطوعين (الأوباميين) ينتشرون كخلايا النحل بشوارع أمريكا

ارلنغتون - (الولايات المتحدة)

منى سالم - (أ ف ب)

وقفت سيدة بيضاء مع شابة سوداء على أحد الأرصفة تحملان لافتة زرقاء كتب عليها بالأبيض (أوباما - بايدن) وأخذتا تلوحان إلى السيارات المارة، فيما ظلت الابتسامة مرتسمة على وجهيهما؛ إذ كان ركاب السيارات يردون التحية في الغالب بأفضل منها.

وهاتان السيدتان جزء من جيش يضم ملايين المتطوعين الذين يفخر بهم مسؤولو حملة باراك أوباما الذين قرروا اقتطاع أجزاء كبيرة من وقتهم خصوصاً في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات من أجل مساعدة المرشح الديموقراطي على الوصول إلى البيت الأبيض.

وفي مقر حملة أوباما الانتخابية في مدينة ارلنغتون في ولاية فرجينيا التي لم يفز بها أي مرشح ديموقراطي منذ العام 1964 كان عشرات المتطوعين يعملون كخلية نحل الأحد الماضي. وعند مدخل المقر وقفت شابة في الخامسة والعشرين من عمرها، تبدو متمرسة في مهامها كمتطوعة؛ لتستقبل المتطوعين الجدد الذين وقفوا في طابور منظم، وسألت أحدهم (هل تريد المشاركة في إجراء الاتصالات الهاتفية هذا المساء؟)، فأجاب الشاب بنعم، فدلته على طاولة أمامها على الفور، وتسلم قوائم بأسماء الناخبين ليقوم بالاتصال بهم والتيقن من أنهم سيتوجهون إلى مكاتب الاقتراع وسيعطون أصواتهم لباراك أوباما.

عشرات مثله يجلسون في هدوء ويؤدون المهمة نفسها بلا كلل، فيما ينكب آخرون على أجهزة الكمبيوتر لاستخراج البيانات ومتابعة متطلبات الحملة، بينما تقوم فرق من المتطوعين أيضا بزيارات ل(طرق الأبواب) يتنقلون خلالها من منزل إلى منزل في أحياء المدينة المختلفة.

ويدعو أوباما في كل جولاته الانتخابية منذ أسبوع أنصاره إلى مواصلة الجهد بل مضاعفته، ويؤكد (لا مجال للراحة الآن.. مع كل هذه الرهانات المطروحة على الطاولة)، وذلك في إشارة إلى أن الاختيار، كما يقول هو نفسه دوما، هو (بين التغيير واستمرار الأمر الواقع بعد ثماني سنوات من السياسات الفاشلة) في عهد جورج بوش.

أمريكيون من كل الأعمار والمستويات الاجتماعية، بيض وسود، لا بل ناشط بريطاني أيضاً ضمن المتطوعين في حملة أوباما. وكما أن مشاربهم مختلفة، فإن حماستهم للرجل، الذي سيكتب اسمه في صفحات التاريخ الأمريكي كأول أسود يترشح للرئاسة حتى لو لم يفز بها، تنبع من دوافع مختلفة، وإن كانت كلها تصب في الأمل في التغيير.

ويقول مارك غاتلسون، وهو شاب في الثامنة والعشرين من عمره جاء من بريطانيا خصيصاً للمشاركة في حملة أوباما (لست وحدي.. هناك ناشطون آخرون أتوا من بريطانيا مثلي، وهناك من جاء من ألمانيا أيضاً).

ويؤكد أنه أراد المشاركة في حملة أوباما (لأن التغيير في أمريكا يعني التغيير في العالم أجمع، وأنا أظن أنه سيتبنى سياسات أفضل للعالم في مجال التغييرات المناخية ومكافحة الإرهاب وفي المجال الاقتصادي وهذه كلها مشاكل عالمية مترابطة تمسنا جميعاً). ويتابع هذا الناشط الذي ينتمي إلى الحزب الليبرالي الديموقراطي في بريطانيا (أؤيد أوباما لأنني أشعر بأننا بحاجة إلى زعيم من العالم الحر يجلس ويتحدث مع القادة الآخرين لحل المشكلات الدولية).

وتأتي سيندي ووف وهي ربة منزل في الخامسة والثلاثين من عمرها للمشاركة في حملة أوباما كلما أتاح لها وقتها، أي مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، وتقول إنها تدعمه (لأنه ضد الحرب، وقد رأينا كيف أن حرب العراق أساءت لصورة الولايات المتحدة في الخارج، وقد سئمنا الحرب ولا نريد لأبنائنا ولا لأبناء الدول الأخرى أن يقتلوا). وتضيف (نريد أن نستعيد احترام العالم لنا؛ فهذه مسألة مهمة للغاية كذلك).

أما ماري فينغر، وهي محاسبة متقاعدة في الثانية والسبعين من عمرها، فتأتي كذلك بعد الظهر إلى المقر الانتخابي للمرشح الديموقراطي مرتين في الأسبوع. وتستطيع فينغر رغم تقدمها في العمر المساعدة؛ فهي تتولى بيع الشارات والقمصان التذكارية التي تحمل اسم وصورة أوباما. وتؤكد فينغر أنها تتمنى أن يفوز أوباما لأنها ترى أن (موقفه ورؤيته للولايات المتحدة وللعالم مختلفة، وهو يريد تغييراً حقيقياً إلى الأفضل في كل شيء، ويريد خصوصاً تحسين علاقات الولايات المتحدة في العالم).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد