جدة - الجزيرة
توقع كبير اقتصاديي البنك الأهلي التجاري تراجع الطلب على النفط العام المقبل مع توسع الركود الاقتصادي وامتداده خارج الولايات المتحدة إلى أوروبا واليابان وحتى الدول الناشئة مما سيؤدي إلى انخفاض أسعاره .
ويرى الدكتور سعيد الشيخ أن الآثار السلبية على المملكة ستكون محدودة إذ إن سعر برميل النفط من المتوقع أن يكون فوق المستوى المطلوب لتحقيق التوازن في ميزانية الدولة للعام المقبل، فسعر التصدير للنفط السعودي المتضمن في ميزانية الدولة لعام 2008م يقدر بنحو 50 دولاراً للبرميل متوقعاً أن تصل فوائض النفط إلى 298 مليار ريال في العام 2009م.
وأضاف الشيخ قائلاً: (في ظل هذا التراجع في العوائد، من المحتمل أن ترشد الحكومة المصروفات الجارية وتبقي على مستوى الإنفاقات الرأسمالية، مع التنويه إلى أن وصول الاحيتاطيات إلى 940 مليار ريال سعودي سوف يمكن الدولة من المضي في خططها الاستثمارية إذا ما تراجع التمويل من القطاع الخاص).
وتابع الشيخ (نتيجة لذلك نتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي الإجمالي بالأسعار الحقيقية في عام 2009م، وذلك نتيجة الانكماش المتوقع في نمو قطاع النفط. ومع وصول التضخم إلى حده الأقصى في يوليو 2008م مدفوعاً بالطلب المحلي وتراجع سعر الصرف فإن هناك احتمال أن يتجه إلى الاعتدال مع تراجع أسعار السلع الرئيسة وتباطؤ الطلب). وتطرق الدكتور سعيد الشيخ خلال ندوة اقتصادية حول الأزمة المالية التي يعيشها العالم في الوقت الحالي إلى تراجع مؤشر (تداول) للأسهم السعودية بحدة نتيجة تأثيرات عدوى المخاطر، رغم مستويات الربحية الجيدة، وفيما يتعلق بقطاع البنوك ذكر الشيخ إلى أن انكشاف البنوك السعودية على التزامات ضمان الدين والتزامات ضمان القروض دفعها إلى رفع مخصصات الخسائر الذي ساهم في تراجع أرباحها في الربع الثالث من العام الحالي.
وحول مشروعات البنية التحتية والصناعية العملاقة أشار الشيخ إلى ارتفاع قيم المشروعات المعلنة بنسبة 180% خلال الأشهر التسعة والعشرين الماضية لتصل إجمالي قيمتها إلى 556 مليار دولار أميركي. أما بالنسبة للمشروعات التي تمت ترسيتها وتلك التي في مرحلة تقديم العطاءات أشار الشيخ إلى أن قيمة هذه المشروعات تقدر بنحو 272 مليار دولار، ولكن تراجع رغبة الممولين الأجانب ومحدودية التمويل بالدولار محلياً ربما يدفع الدولة إلى إعادة ترتيب الأولويات .
بدوره وخلال الندوة التي أقامتها إدارة الخدمات البنكية الخاصة بالبنك الأهلي التجاري اوضح الدكتور يارمو كوتيلين، كبير اقتصاديي الأهلي كابيتال أنه لم يكن هناك إمكانية لأي تحرك سريع في الوقت الذي تتوسع فيه الأزمة المالية في تأثيراتها السلبية على مجريات الاقتصاد العالمي، وبث الدكتور يارمو روح التفاؤل وأفاد بأنه بالإمكان تغيير مجرى الأحداث لما تبقى من العام 2008م، ولكن ببذل المزيد من الجهود حتى انتهاء هذه الأزمة واستعادة أسواق المال توازنها وعملها الاعتيادي. وأضاف: (أن تخوف المستثمرين من المخاطر التي قد تلازم التحديات الاقتصادية زاد الأمور تعقيداً. وبالنتيجة فيبدو أن الأزمة تسببت في تحول كبير في مجريات النظام المالي وتوازن القوى الاقتصادية العالمية في ظل التشريعات المتزايدة والاتجاه نحو الاستثمار محدود المخاطر) مستشهداً بالمقولة الشهيرة للرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت: (الأمر الوحيد الذي يستوجب أن نخاف منه هو الخوف نفسه).