تختلف كثيراً طرق توصيل المعلومة للمسؤول، في جميع بلدان العالم أصبح الجهاز المرئي (التلفزيون) همزة ملتقى، بث أخبار، متابعة القضايا، أنت متواجد في شرق آسيا تشاهد على الهواء مباشرة أخبار القارتين الأمريكية والإفريقية دون عناء، العالم أصبح في منزلك.. الإعلام هو المتكفل الوحيد بمتابعة كل ما يستجد، الحروب على مدار السنين، الكوارث العالمية، الاقتصاد بنزوله وارتفاعه، كل ما يتعلق بالحراك اليومي في العالم أصبح لديك معلومة عنه وعن مجريات كل ما حصل، مفندة بحقائق وبث مباشر للأحداث.
تعددت وسائل (الاتصال) تكاثرت القنوات، خدمة الإنترنت أصبحت كافلة وكفيلة بقضاء حاجاتك وكل ما يتعلق بك، بنوك، طيران، حجز فنادق، اتصال بصديق، طلب معلومة، خوض معركة، كل هذا وأنت جالس في منزلك ومروق البال! وغيرها الكثير.
الهاتف النقال (الجوال) يخدم الصغير قبل الكبير، حتى العمالة المنزلية أصبحت لا تكترث كثيرا على مفارقة أبنائهم، كل لحظة وكل ما (اشتاقوا) دقوا وانتهى الإشكال.
الإعلام المرئي أصبح هو ملتقى المفكرين والمثقفين والمسؤولين، ملتقى يتم فيه تناقش كل ما يخص المواطن، المواطن يحتاج الكثير، لديه إشكالية ما في أحد القطاعات الحكومية، ملاحظة معينة، الموظف، المعلم، الطالب، الطبيب، والغير كثير، يحتاجون الكثير من تحسينات من معالجة مسألة، البرامج تعددت وهذا يعكس مدى ثقافة الجهاز الإعلامي، حتى البرامج أصبحت (مباشرة)، مداخلات هاتفية من أروع ما يمكن وخاصة بالمسألة المتعلقة بالحوار، استقطاب مسؤول، رجل أعمال، كاتب صحفي، لديهم الكثير لمعالجة ومواساة أي شخص.. مواضيع متعددة في القنوات لدينا، حتى البرامج الرياضية وما يريد الشارع الرياضي نجدها متوفرة بالبرامج، تحقيقات، تعليقات، تحليلات، الرياضة هي هواية ولدينا الكثير جدا ممن يعشقون الرياضة وخاصة (كرة القدم)، كل شخص يشجع ناديا معينا ويهمه متابعة فريقه، مسابقات محلية وخليجية وعربية. البرامج الثقافية والاجتماعية، نجد أنها هي أهم البرامج التي تشد انتباه المتلقي، فقد يحتاجها وهو في منزله، يشده العنوان للحلقة، عن السعودة تحدثوا، عن الطلاق والعنف الأسري، تحدثوا، عن الأسهم، ارتفاع الأسعار، الأزمة المالية، مشكلة الشباب، اضطهاد الفتيات، مجالس البلدية، الاحتفالات، المعلم والمعلمة، المدارس وصيانتها، وهناك الكثير، المواضيع تلك هي محور حديث المجالس، وتكمن الحقائق والجدية عندما تجد برنامجا على الهواء مباشرة بوجود مختصين وأهل الشأن وتسمع ما يدور وما يتم محاورته والمواطن يصغي لهم، نعم، المواطن بأمس الحاجة للبرامج الحوارية المفيدة والتي نجدها بحراكه اليومي، فلو نظرنا إلى القنوات لدينا، أصبحت متابعة لما يجري بالشارع الاجتماعي، بل أصبحت هي همزة الوصل بين المواطن والمسؤول، نعلم كثيرا أن الصحافة هي متابعة للمجريات والتغطيات والتحقيقات، بل أصبح تنافسا فيما بينهم للتسابق (سبق صحفي) للمواضيع، وهو حق مشروع لكل صحيفة، مثل تلك المسابقات نجدها أيضا في القنوات لدينا.. إن المتابع الحقيقي لمجريات الإعلام يجد أن هناك شفافية وحرية بالمواضيع المدرجة في الهيكل التنظيمي للإعلام المرئي، لا نشاهد في السابق مواضيع وحوارات جريئة، الآن أصبحت متوفرة لدينا، أصبح هناك وعي، إدراك، فهم المفاهيم التي تساعد على نهوض القناة ببرامجها، العقلانية بالطرح، المواضيع المجدية والتي يجد المواطن أنه يحتاجها وبأمس الحاجة لها، سعة صدر المسؤول عند استقطابه من أهم ما يميز الحوارات والبرامج، يسمع (الاتصال الهاتفي من المشاركين)، يسمع من مقدم البرامج الفاكسات الواصلة، لم يأت إلى الاستديو إلا ولديه القناعة التامة والاستعداد النفسي والذهني لموضوع الحلقة، الإعلام المرئي أصبح الجزء الأكبر من عوامل إصلاح القضايا الموجودة.
وهناك الكثير للمواضيع والحلقات في التنظيم الجديد والهيكل التنظيمي المتبع لأي قناة فضائية موجودة، كما هو معروف مع بداية كل عام هجري جديد، نتمنى أن تلاقي تلك البرامج رضا المتلقي وأن نجد من الأشخاص المعنيين على كل قناة بث ما يحتاجه الشارع الاجتماعي.
s.a.q.1972@gmail.com