نجح الأخضر الشاب في حصد ست نقاط قد تكون كافية لتأهله للدور الثاني أو هي كذلك بعض النظر عن ما ستسفر عنه نتيجة لقائه اليوم أمام اليابان.. ففي حالة خسارته لا سمح الله سيحل ثانياً وحتى تعادله سيجعله يحتل نفس المرتبة ما يعني مشاركته بقوة منافساً على الوصول لنهائيات كأس العالم للشباب وهي الأهم بغض النظر عن الفوز باللقب الآسيوي من عدمه.
منتخبنا الشاب خضع لبرنامج إعداد طويل ومكثف لأكثر من ثلاثة أشهر مع مدربه البرازيلي نيلسون غير أن الأداء العام للفريق لا يزال دون المستوى رغم الفوز على إيران ثم اليمن.. وبالنظر للعناصر الشابة التي يضمها المنتخب السعودي في هذه المرحلة نجده يزخر بالمواهب الشابة في كل خطوطه ما يجعل الآمال كبيرة جداً في نجاحه في مهمته الآسيوية وصولاً لكأس العالم.
فالشباب السعوديون كعناصر وأفراد أعتقد أنهم من أفضل الأجيال التي مرت على المنتخب خلال السنوات الماضية لكن العمل الفني في الفريق أقل من المطلوب حيث لم يكن الأداء مقنعاً في كلا المباراتين رغم الفترة الطويلة للجهاز الفني التي أشرف فيها على الفريق.
فريقنا لا زال يفتقد للأداء الجماعي الجيد والترابط في الخطوط واللعب كفريق منظم حيث فشل السيد نيلسون حتى الآن في إضفاء لمساته الفنية على الفريق ليقدم لنا أداء يتوافق مع الإمكانات الحقيقية للفريق واللاعبين.. لكن الشيء الجيد هو هذه الروح العالية والحماس الكبير في الأداء والرغبة القوية في الفوز التي نتمنى أن تساعد الفريق على تجاوز اليابان الأفضل في لقاء الليلة. فأسلوب اللعب السعودي لا يزال فردياً والاجتهادات طغت على اللعب الجماعي مع غياب تام للانضباط التكتيكي بين اللاعبين ولكنها أمور فنية تصب في عمل المدرب الذي لم يكن متوقعاً منه أصلاً تقديم أكثر من ذلك.. فنحن نعرف أسلوب التدريب البرازيلي القائم على اعتبار مهارة اللاعب هي الأهم والأساس في أسلوب اللعب بعيداً عن الخطط والتكتيك وطريقة الأداء وهو ما جعلنا نطالب دائماً بعدم الاعتماد على المدرسة البرازيلية في التدريب كون معظم البرازيليين هم من عينة نيلسون ولا يملكون من طرق التدريب الحديث ما يمكنهم من إضافة جديد للاعب السعودي.
** المنتخب الياباني المنافس في لقاء اليوم هو أحد أقوى وأفضل منتخبات البطولة ما يعني حاجتنا لتطوير أدائنا الجماعي بالشكل الذي يمكن فريقنا من مواجهته كما يجب.. ولعل من حسن حظنا أن يكون اليابان معنا في نفس المجموعة حتى نتلافى ملاقاته في الدور الثاني على الأقل لا نواجهه في لقاء حاسم حتى نضمن الوصول للنهائيات وعندها لن يكون لنتيجتنا معه ذلك التأثير القوي في ظل الهدف الرئيس لنا وهو الوصول للنهائيات.
مخاوف الأهلي
لا أجد أي مبرر للتخوف الأهلاوي من فقدان نجوم الفريق الدوليين في النهائي الخليجي أمام النصر.
فرغم الاحتجاج الأهلاوي الذي ظهر بعد إعلان تشكيلة المنتخب السعودي إلا أن المؤكد أن الأهلي سيستفيد من نجومه في النهائي في ظل التأكيدات الدائمة لمسؤولي اتحاد الكرة بمشاركة الدوليين مع فريقهم في المشاركات الخارجية.. وهو ما يعني إمكانية استفادة الأهلي من نجومه حتى في ظل وجودهم في صفوف المنتخب.. فهناك مرونة تامة لدى اتحاد الكرة في تقدير هذا الأمر والتجاوب مع رغبات الأندية التي تبذل الكثير لتحقيق البطولات والسعي لها بالطرق المشروعة ولعلنا نتذكر كيف سمح اتحاد الكرة لعدد كبير من نجوم المنتخب للمشاركة في اعتزال ماجد عبدالله رغم وجود معسكر للمنتخب في ذلك الوقت وتم السماح لعدد كبير من النجوم للمشاركة في مباراة ودية فما بالك بمباراة بطولة تعني الكثير لمنسوبي الناديين.. إضافة إلى الكثير من المواقف السابقة التي دعمت ممثلي الوطن في مشاركاتهم الخارجية ومنها السماح لنجوم الاتحاد باللعب في نهائي بطولة أندية آسيا رغم قصر الفترة بين المباراة وبين دورة الخليج حيث التحق اللاعبون بالمنتخب قبل خمسة أيام فقط من التوجه للدوحة للمشاركة في البطولة.
من هنا نقول إن اتحاد الكرة بالتأكيد سيتيح للاعبي الأهلي فرصة اللعب كحق مشروع لهم للاستفادة من لاعبيهم طالما أن نظام الاحتراف لدينا يشدد على انضمام اللاعب للمنتخب قبل خمسة أيام فقط من أي مباراة رسمية كما هو النظام المعمول به في بقية دول العالم.
قناة الزعيم
بمتابعتي لقنوات عدد من الأندية العالمية وجدت أن الهدف الرئيس من هذه القنوات بعد الربح المادي والكسب التجاري يتركز على بلورة رأي ورواية النادي للأحداث والأوضاع الرياضية بشكل عام وتقديم عمل إعلامي يتفق ومنهجية النادي وما يريد إيصاله للرأي العام من آراء وأحداث حسب ما يراه.. فهناك هدف عام للقناة لا تخرج عن إطاره وهناك سياسة إعلامية واضحة تكون بمثابة صوت النادي وجماهيره بما يعكس الرؤية الخاصة لمنسوبيه.. لذلك نجد كل قناة تمثل الصورة الحقيقية للنادي والذي تم بلورته عبر نخبة من أفضل الإعلاميين الذين يمثلون الرأي الحقيقي والتوجه الواضح للنادي.
فهناك مجلس إدارة مستقل للقناة وهناك برامج موضوعة بدقة للوصول لهذا الهدف وهناك رسم صريح للسياسة التي تنتهجها القناة بعيداً عن الفريق الكروي وتغطية أخباره وتدريباته.. وبالنظر لقناة الزعيم حتى الآن نجد أنها تركز على التغطية والعمل الميداني أكثر من الرؤية الواضحة للنادي حول قضاياه وما يمس جماهيره ويعنيها.
ولذلك فقناة الزعيم بصفتها تجربة جديدة ينتظر منها أن تقدم نموذجاً للإعلام المرئي القوي (مهنياً) والقادر على التأثير الإيجابي في الوضع الرياضي عموماً وفي الشأن الهلالي على وجه الخصوص وهو ما يتطلب إعادة بلورة هدف وسياسة القناة بالتركيز على التوجه الهلالي وصياغته بما يخدم النادي مع التخلي عن الاعتماد التام على الفريق الكروي وحوارات نجومه وتغطية تدريباته.. صحيح أن القناة هي في بدايتها لكنها لن تنجح في جذب الجماهير الهلالية ما لم تكن منبراً للرأي الأزرق الواضح والهادف والصادق لتساهم في تقديم الإضافة المنشودة في ظل هذا الانفتاح الإعلامي الكبير في كافة القنوات الفضائية على مختلف أنواعها.
لمسات
- يبدو أن المهام والصلاحيات لا زالت متداخلة بين لجنة الاستثمار في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولجنة الاحتراف باتحاد الكرة.. فعقد لاعب النصر والمنتخب الوطني سعد الحارثي مع موبايلي يكشف التداخل التام لعمل الجهتين دون حدود فاصلة يجب أن تكون واضحة جداً للرأي العام؛ فكما نعرف أن العقود هي اختصاص لجنة الاحتراف وحدها وهي صاحبة الشأن في أي عقد بين اللاعب وناديه والأطراف الأخرى.
- تشكيلة المنتخب الأخيرة لا زالت تحمل نفس التساؤلات التي تطرح حول ضم لاعبين لا يشاركون أنديتهم (كميل الوباري) ولاعبين مصابين مثل النجعي ومالك معاذ وتتجاهل لاعبين بحجم ناصر الشمراني!
- قبل صدور جدول الدور الثاني للدوري حبذا لو تم ترحيل مواجهات الفرق المشاركة في دوري أبطال آسيا وهي الهلال والشباب والاتفاق والاتحاد للفترة التي ستشارك بها هذه الفرق خارجياً ومن ثم تأجيلها لموعد لاحق على أن تستمر بقية مباريات الدوري دون توقف أو تأجيل حتى يقتصر التأجيل على مواجهات الفرق بعضها ببعض وبذلك نحقق شيئاً من الاستقرار للمسابقة.
- يبدو أن هناك فجوة بين ما يطرحه الإعلاميون وبين ما يريده مسؤولو الأندية والاتحاد ومنها على سبيل المثال الآراء حول مسابقة كأس الأمير فيصل التي يرى الإعلاميون إقامتها لفئة تحت سن 23 عاماً ويرى المسؤولون إقامتها مفتوحة لكل الأعمار.. ماذا لو تم توجيه الدعوة للإعلاميين لحضور لقاءات اللجان بمسؤولي الأندية حتى تكون الصورة واضحة أمام الجميع.