لا أدري لماذا تكثر الشكوى من كل مدير أو مديرة مدرسة بالذات؟
ولا أدري لماذا لا يحاول سعادته وسعادتها معاملة منسوبيهم على أنهم بشر مثلهم لا أقل منهم؟
ظاهرة التضجر من تصرفات المسؤولين تأتي من قبل منسوبيهم ظاهرة بدأت تظهر على السطح بشكل قوي؛ فأين الخلل؟ وهل هو في المدير والمديرة أو في مرؤوسيهم؟
بعد نشر مقالة (المدرسون والمدرسات يعطون أكثر...) جاءتني رسائل لا أقول عنها إنها مثل سيل عفيف ولكنها كثيرة، ومجمل مضامينها التضجر من سعادة المدير والمديرة.
إحدى السيدات بعثت برسالة تقول فيها: (إن مديرة مدرستنا تتعامل معنا على أننا كائنات أقل منها قدراً وقيمةً، وأشبعت مساعداتها بهذا المفهوم حتى صار ممارساً علينا. لا أريد منكم يا دكتور محمد رقم لجنة حقوق الإنسان، لكن أريد رقم لجنة حقوق الحيوان لأننا لم نصل في نظرهن للإنسان). أ. هـ.
رسالة غريبة جداً، ومثلها وصلني من مدرسين أيضاً؛ فأين الخطأ؟
ومن الذي زرع في روع المديرة أن المدرسات الشابات أقل منها شأناً لكي تمارس أسلوب الدونية معهن وتحقيرهن كل لحظة؟ وبالرغم من أنها كانت شابة قبل سنين وكان لها مديرة، فهل تذكر ذلك أم أنه إرث ورثته من مديراتها السابقات وها هي تقتص ممن تديرهن الآن؟
لو أردت أن أذكر بعض الرسائل التي تلوم المديرات بالذات لملأت الصفحة كاملة من الشكاوى التي يصل أسلوب بعضها إلى وصف مقزز لتعامل السيدة المديرة للمدرسات الشابات بالذات، حتى أن إحدى الرسائل المضحكة المبكية تقول: (أغلب المدرسات الجديدات جميلات ومديرتنا شكلها (شيفه) لكنها تقتص من جمالهن بتحقيرهن أمام الطالبات والمدرسات العجائز). أ. هـ.
فعلا شيء مضحك حقا؛ فما دخل الجمال والقبح في مسألة العمل التعليمي؟ وهل تضاد المديرة (إن الله جميل يحب الجمال) فلماذا تحاول تحقير ما يحبه الله؟ ولماذا أصلاً لا تشجع الشابات؟!!
أعتقد أن من مهام المديرة الواجبة تحفيز المدرسات الجديدات على العمل والإنتاجية بانتهاج أسلوب الأم مع ابنتها لا أسلوب التسلط والعجرفة والتهكم الذي نسمع عنه كثيراً من مدرسات في الابتدائية والمتوسطة والثانوية.
بقي أن نسأل عن دور المفتشات والمشرفات تجاه مثل تلك المسائل، وهل المدرسات يشتكين لهن ويطالبن بحق مفروض أم أنهن يسكتن على مضض خوفاً من النقل إلى مكان بعيد كنتيجة للوقوف في وجه التيار الاجتماعي السائد؟
* ما أجمل أن تكون المديرة كأم أو أخت تعطي المحبة والنصح بأسلوب راق لمدرسات مدرستها.. لو حصل هذا لصار الفضاء مبهجاً للكل.
فاكس 2372911
Abo_hamra@hotmail.com