في عام 1417هـ قام الشيخ صالح بن عبد العزيز بتخصيص بعض ممتلكاته من العقارات والمزارع أوقافاً يصرف ريعها لأعمال الخير، وتتولى إدارة الأوقاف تنظيمها والإشراف عليها وفق الأسس العملية والعلمية، كما يشرف عليها مجلس نظار من العلماء وبعض أبنائه.

ولإدارة أوقاف صالح الراجحي دور رائد وفعال في ميادين العمل الخيري من خلال إسهاماتها المتنوعة في البرامج الدعوية والاجتماعية والصحية لمختلف المؤسسات والجمعيات الخيرية والمحتاجين داخل المملكة وخارجها. فوضعت العديد من الخطط والبرامج لتحقيق أهداف الوقف السامية والمتمثلة في التكافل وخدمة المحتاجين، والمساهمة الفعالة في أوجه الأعمال الخيرية النافعة للمسلمين كافة وفق عمل مؤسسي مُنظم مُلتزم بالضوابط الشرعية وقائم على بذل الجهود في التخطيط والتركيز على تنفيذ أكثر البرامج الخيرية فضلاً وأعظمها ثواباً. وإعطاء الأولوية للبرامج الخيرية التي لها صفة الديمومة والاستمرار، والمُبادرة بتنفيذ الأعمال الإغاثية الطارئة. وتقديم العمل الخيري المبني على الدراسات الميدانية والمعلومات الدقيقة، والعناية بالأعمال الخيرية للمستفيدين والقيمة المضافة للمجتمع.

وقد بلغ مجموع الأموال التي أنفقت على مدى عشر سنوات أكثر من مائتين وسبعة وستين مليون ريال، لتنفيذ عدد من البرامج والمشاريع الخيرية مثل بناء المساجد وفرشها وتكييفها وصيانتها. ودعم البرامج الدعوية المتنوعة، وطباعة الكتب والأشرطة الإسلامية وتوزيعها بمختلف اللغات. وتعضيد الرسالة الدعوية والتوعوية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وتشمل البرامج التعليمية مدارس لتحفيظ القرآن الكريم في الرياض، ومكة المكرمة والبكيرية ومدارس الصالحية الخيرية بجدة، كما أولت للمنح الدراسية الجامعية اهتمامها فرصدت مبلغ 10 ملايين ريال لتغطية تكاليفها.

ونالت البرامج الاجتماعية أهمية قصوى حيث تم إنشاء مركز للتأهيل الشامل للمعوقين في الخرج وبرامج التكافل الاجتماعي لمساعدة الفقراء والأيتام والأرامل. وبرامج لمساعدة الشباب الراغبين بالزواج. وبرنامج توزيع التمور الخيري. وبرنامج إفطار وسحور الصائمين وتقديم وجبات الحج في الحرمين الشريفين وبعض مساجد المملكة. وكذلك توظيف المحتاجات من النساء في مشاريع إدارة الأوقاف الزراعية بالقصيم وفقا لبرنامج الأسر المنتجة، وكذلك برنامج التيسير على المعسرين بالسداد عن المسجونين وكفالة أسرهم.

أما البرامج الصحية فلم تتوقف عند إنشاء مركز لاعتلال السكري في العين التابع لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، بل تجاوزتها بإنشاء مركزين للرعاية الصحية الأولية في حلبان والحوميات ومركزين لإسعاف المصابين في طريقي القصيم الرياض، والقصيم حائل. وتقديم أجهزة طبية للمستشفيات والمراكز الطبية والأفراد المحتاجين لها ضمن برنامجي أجهزة الفشل الكلوي، وأجهزة المعوقين.

وتجاوزت أعماله الخيرية الإنسانية خارج المملكة مثل مساعدة الأسر الفلسطينية، ودعم المتضررين من تسونامي في إندونيسيا وسيرلانكا والمنكوبين من زلزال باكستان بالإضافة لمشروعات دعوية وتعليمية واجتماعية في عدد من الدول الإسلامية.

فتحية إجلال وتقدير للشيخ صالح الذي قدم الثمين لآخرته ووقى نفسه من الشح في عصر تكالبت المادة على النفوس.

وإن المرء ليسر بهذه الأعمال الخيرية ويتطلع للمزيد منها من المقتدرين لإكمال المسيرة الخيرية التي دعا لها ديننا الحنيف وأصّلها وأكد عليها تاريخنا الإسلامي العظيم.