الرياض - نواف الفقير
لم يدر بخلد منتسبي غرفة الرياض أن يفتح الفرع النسائي ذراعيه بعد أكثر من نصف قرن من الزمان لاحتضان صناديق اقتراع يتم عبرها ترشيح سيدات أعمال لعضوية مجلس إدارة الغرفة ولكن الدورة 15 التي تمثل مطلع نصف القرن الثاني من عمر الغرفة استطاعت أن تضع حداً لسيطرة رجال الأعمال على الترشح حيث تقدمت آمال محمد بدرالدين وباسمة محمد سعد الدين وهدى الجريسي لخوض غمار التجربة كأول سيدات أعمال يتقدمن بالترشح لعضوية مجلس إدارة الغرفة وظل منتسبو الغرفة يرسمون مستقبل غرفتهم عبر الانتخاب الحر لمن يتولون دفة قيادتها.
وشهدت مسيرة انتخابات الغرفة خلال 14 دورة مبادرات عدة لتحفيز العمل الانتخابي كمنهج سارت عليه الغرفة منذ أكثر من 5 عقود حيث ظل بناء مجلس الإدارة مبنيا على أساس الانتخاب المتين إذا استثنينا جزئياً دورة الغرفة الأولى التي تشكلت عضويتها من المؤسسين.
وتبدو مخيمات تم نصبها جنوب الغرفة حيث تقع بوابة دخول الناخبين اليوم كمظهر من مظاهر العمل الانتخابي الذي يتوقع أن يشهد اتساعاً هذا العام بعد فتح الباب أمام المنتسبات للترشيح والترشح إضافة للآليات التقنية التي تم استخدامها لتسهيل عملية التصويت في انتخابات هذا العام.
ويتوجه صباح اليوم منتسبو الغرفة بالرياض إلى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في مجلس إدارة الغرفة في دورته الجديدة حيث اكتملت كافة الترتيبات الفنية والتنظيمية المتعلقة بالانتخابات التي تشرف عليها لجنة مختصة تابعة لوزارة التجارة والصناعة.
وتتميز انتخابات هذه الدورة بمشاركة سيدات الأعمال كمرشحات وسط اهتمام كبير بما ستسفر عنه نتائج الانتخابات والتي يتنافس بها 37 مرشحا لشغل 12 مقعداً عن طريق الانتخاب فيما ستقوم وزارة التجارة والصناعة بتعيين 6 أعضاء وفقاً لنظام الغرف التجارية، وتم خصص الطابق الأول من مبنى الغرفة لعملية الانتخاب التي تبدأ بالتسجيل ومطابقة الهوية وقد خصص لها أكثر من (13) موظفاً ثم التوجه إلى كبائن الاقتراع الالكتروني والتي جهزت بـ 14 شاشة حيث تعتمد الغرفة الانتخاب الالكتروني وذلك بعد أن اطلعت اللجنة المشرفة على الانتخابات على التطور التقني الكبير الذي يتضمنه برنامج الاقتراع الالكتروني الذي حظي بقبول واسع منذ انتخابات الدورة الرابعة عشرة.
وتسعى الغرفة من خلال برنامج استعداد مكثف بدأ منذ شهور لإنجاح هذه التظاهرة الانتخابية بمقرها الرئيسي اليوم وغدا وتحظى بمتابعة واهتمام كبير من الأوساط الاقتصادية والإعلامية.
وكانت انتخابات الدورة الماضية (الدورة 14) قد حققت نجاحاً كبيراً بتدشين نظام الدائرة الانتخابية الإلكترونية وذلك في نطاق السعي الجاد إلى إبراز مفهوم الغرفة الإلكترونية الذي قطعت الغرفة شوطاً كبيراً في تطبيقه.
وتبدأ الدائرة بتسجيل الناخب إلكترونياً من خلال تصميم نظام أخذ فيه جميع شروط الانتخاب، حيث يضمن عدم تجاوز الشروط ومنع ازدواجية الانتخاب للمنشأة الواحدة من خلال قاعدة البيانات على مستوى منطقة الرياض التي تشمل جميع فروع الغرفة التجارية.
وفي المرحلة الثانية يتسلم الناخب رقماً سرياً مشفراً في مظروف مغلق يستطيع من خلاله الناخب فتح بطاقة التصويت الإلكترونية عبر الشاشات المخصصة لذلك التي تعمل بتقنية اللمس والموضوعة في غرف الانتخاب والتي من خلالها يستعرض الناخب أسماء المرشحين ويمكنه انتخاب من يرغب، ثم يتسلم الناخب آلياً صورة من القائمة مؤشر فيها إلكترونياً على أسماء المرشحين الذين قام باختيارهم حيث يقوم بوضعها في صندوق الانتخاب كإجراء احتياطي حيث تم اعتماد التصويت الإلكتروني.
ورفعت الغرفة شعار (لا خاسر في الانتخابات)، وقالت: هذا ما تثبته المسيرة التاريخية للانتخابات التي اتسمت بالتنافس الشريف والاحترام المتبادل بين المتنافسين، واعتاد قطاع الأعمال في الرياض على هذه الميزة التي تحسب للقطاع الخاص بأكمله وتعزز مسيرته كقطاع يسعى إلى تحقيق أهداف سامية تحقق المصلحة للاقتصاد الوطني وتمنح العمل الغرفوي المشاركة في مسيرة ونمو الاقتصاد.