يأتي التطور الكبير الذي مرت به المباني المدرسية والتعليمية في المملكة العربية السعودية شاهداً تاريخياً حياً على النهضة الشاملة التي تتفيأ بلادنا - حرسها الله تعالى - ظلالها في ظل الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز؛ كما تأتي الرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين للنهضة التعليمية على وجه الخصوص.. امتداداً وتواصلاً لجهود من سبقه من قادة المملكة وتُوج ذلك بتنفيذ مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام بتكلفة 9 مليارات ريال ويتم تنفيذه خلال 6 سنوات ضمن إطار تحكمه الشريعة الإسلامية التي على أساسها صيغت سياسة التعليم في بلادنا.
وللتعليم ثلاث ركائز أساسية هي: المعلم والمنهج والبيئة المدرسية التي لا تقل أهمية عن المعلم والمنهج، فتوفير البيئة المدرسية ضرورة ملحة والعناية بتحسين مستواها وتطوير تصاميمها وتحديث تجهيزاتها من الأمور التي تأتي في مقدمة الاهتمامات لدى المختصين، بل إنها تحظى باهتمام المجتمع بأكمله لما لها من آثار فاعلة على درجة تحصيل الطلاب ومستوى أداء المعلمين، فإيجاد المبنى المدرسي الذي يجمع بين الجمال المعماري والأداء الوظيفي الجيد يساعد على نجاح العملية التربوية والتعليمية ويهيئ البيئة الصالحة للأداء التربوي ويرغب الطالب ويحفزه إلى مزيد من التحصيل وحب العمل والإبداع ويربي فيه الرغبة في المحافظة على المنجزات والاعتزاز الدائم بمدرسته.
إن تحقيق التميز والجودة والإتقان للمبنى المدرسي هدف ننشده جميعاً ولعل من أهم الوسائل التي تحقق هذا المقصد هو التواصل المهني بين المسؤولين والمهنيين في تطوير المباني المدرسية وتبادل الخبرات في هذا المجال وتقييم التجارب الإبداعية المتميزة لأن ذلك سيؤدي للارتقاء بمكونات البيئة التعليمية وتطوير نطاق خدماتها التربوية والاجتماعية.
وضمن ذلك السياق يأتي اللقاء الثاني لمسؤولي المشاريع والصيانة بإدارات التربية والتعليم والذي يعقد بمنطقة القصيم برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير المنطقة. وهذا اللقاء سيتم من خلاله عرض التجارب والدراسات والأبحاث الخاصة بالمباني المدرسية وتطويرها للمناقشة ورصد الملاحظات والأفكار التي تساعد على حسن التطبيق وتبادل الخبرات بين المهندسين وخلق التواصل بين العاملين في هذا القطاع لتحسين أداء العمل وخلق بيئة تنافسية، وكلي أمل من أن نستفيد من تجاربنا متطلعين صوب الكمال الإنساني لنظل نرقى دائماً وأن تكون مدارسنا بيئة صالحة ليتلقى فيها أبناؤنا العمل والمعرفة. والله نسأل التوفيق والسداد...
* وكيل الوزارة للمباني المدرسية