المهتمون بشؤون المياه من علماء وباحثين وداعمين وأكاديميين موعودون مع تجمع علمي أكاديمي بحثي لبحث شؤون المياه، يعقد في الرياض؛ إذ تشهد العاصمة السعودية في الفترة من 18 إلى 21 من شهر ذي القعدة الحالي عقد المؤتمر الدولي للموارد المائية والبيئة الجافة والمنتدى الأول للمياه.

هذا التجمع العلمي يعقد برعاية وتبنٍّ من لدن نائب خادم الحرمين الشريفين سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذي يعطي هذا الموضوع اهتماماً خاصاً منذ وقت طويل من خلال استشعار ورؤية مستقبلية لأهمية المياه في حياة البشرية.. البشرية جمعاء؛ فالمياه أصبحت عنصراً استراتيجياً مؤثراً، وأحد عناصر الأمن القومي والأمن الغذائي وحتى الأمن الاجتماعي.

وإذا كانت الحروب في الفترات السابقة تشن للاستيلاء على الأرض وتأمين المصالح من سيطرة على النفط أو مصادر الغذاء وتأمين فرق الإمدادات، فإن القادم من الأعوام ستكون أسباب الحروب فيها لمحاولة السيطرة على مصادر المياه وتأمينها؛ ولذلك فإن تبني ورعاية عقد الملتقيات والمؤتمرات العلمية لتنمية موارد المياه وتشجيع البحوث لتحقيق وفرة مائية لتلبية احتياجات البشرية جمعاء أمر مهم، وهذا بالضبط ما سعى ويسعى إليه الأمير سلطان بن عبد العزيز منذ أول منصب تقلده، حيث كلنا نتذكر أن سمو ولي العهد كان قد تقلد منصب وزير الزراعة والمياه، ومن يومها وهو مهتم بهذا الموضوع المهم حتى وقبل أن يتحدث أحد عن أزمة المياه.

اهتمام الأمير سلطان بن عبد العزيز لم يتوقف ولم يرتبط بالمنصب كونه وزيراً للزراعة والمياه آنذاك، بل استمر وخاصة في دعمه ومساندته للدراسات والأبحاث التي تصاعدت إلى مستوى إنشاء المراكز العلمية ومنح الجوائز المحفزة للعلماء في هذا الشأن وعقد المؤتمر الدولي للموارد المالية والبيئة الجافة الذي نتحدث عنه، والمنتدى العربي الأول للمياه، المتزامنين مع حفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز للمياه، إضافة إلى المعرض الذي يصاحب أعمال المؤتمر والمنتدى الذي ستشارك فيه الجهات المحلية والدولية المهتمة بالمياه، إضافة إلى دعمه وتمويله لعدد من كراسي البحث العلمي المختصة بالمياه في الجامعات السعودية والعربية والدولية.. جميعها تترجم الاهتمام والتواصل الإيجابي منذ أكثر من أربعة عقود بهذا الشأن المهم الذي يُعدّ همّاً سعودياً خالصاً؛ لأن بلادنا من أكثر الدول احتياجاً لتوفير المياه.

على كل حال، اهتمامات الأمير سلطان بن عبد العزيز بكل ما من شأنه رفع مستوى البشرية جمعاء من دعم للأعمال الخيرية والإنسانية وتبنٍّ للجهود العلمية ليست بخافية على أحد، ونحن هنا لا نريد أن نتحدث مدحاً لأعمال رجل أعماله تتحدث عنه، ولكن الذي يجب أن نهتم به، بالإضافة إلى التذكير بجهود الكبار في تلمُّس حلول لهذا الموضوع المهم، هو فتح آفاق جديدة لتحقيق أهداف (سلطان الخير) تتوافق مع فعاليات المؤتمر الدولي والمنتدى العربي وما تحفز إليه جائزة سموه في حث وإثراء وتطوير المعرفة وتبادل المعلومات في مجال المياه والبيئة والصحراء والاستفادة من التقنيات الحديثة. وهو ما سنحاول الكتابة عنه خاصة بعد أن أثارت (السيول) وغزارة الأمطار التي شهدتها مناطق المملكة أفكاراً هي بمثابة أحلام تنقل بلادنا إلى جنان خضراء..

من أحلام سلطان الخير سنواصل حديثنا عن استنباط أساليب جديدة لتنمية موارد المياه.