Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/11/2008 G Issue 13197
السبت 17 ذو القعدة 1429   العدد  13197

دفق قلم
الشامة وخدُّ الازدهار
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

مع التحية إلى الحي الذي عشنا فيه مع أمي الغالية سنوات مزدهرة بالحب)

أُتبعُ الليل بأشواق النهار

معلناً في شُرفةِ الذكرى انتظاري

صامداً في وجه همي وشجوني

رافعاً بيرق عزمي واصطباري

كلّما عُدتُ إلى البيت تراءى

لي خيالٌ منك في ساحة داري

وإذا أقبلت نحو الحيّ أدنى

شجر الأحلام لي أحلى الثمار

أينما يمّمتُ أبصرتكِ وجهاً

كضياء البدر موفور الوقار

عن يمني إن توجّهتُ يميناً

وإذا أيسرتُ وافى عن يساري

لم يزل للحيّ في قلبي مكانٌ

فيه أُفقي ومجالي ومداري

إنّه في رحلة الحب طريقي

حين أمشي وإذا طِرتُ مطاري

وإذا سرتُ على قُضبان شوقي

وحنيني أصبح الحيّ قطاري

كيف لا أعشق حيّاً فيه ألقى

ذكرياتي وأرى حسن الجوار

وأرى صورة أمي تتجلّى

في خيال الحبّ رمزاً لافتخاري

رحم الله ثراها وجزاها

جنّة الفردوس في دار القرار

وأرى من زوجتي صدق وفاءٍ

وأرى نشأة أولادي الصغار

أيّها السائل عن أسرار حبي

وحنيني واشتياقي واختياري

كيف لا أهوى رياضا عشتُ فيها

طالباً، أنهل من علم الكبار

جئتها، والباحةُ الخضراء لحنٌ

في نشيدي، وإلى نجدٍ مساري

جئتها أحمل إحساسي بأمي

وبأهلي، وبآثار دياري

حاملاً منها شذا الريحان يلقى

عطره الفوّاح أشواق القرار

أيها السائل دعني، لا تُثرني

كم سؤالٍ لم يُثر غير الغُبار

لا تحرك كامن الأشواق عندي

ربّما حرّكت لي جذوة نار

قيمة الدّار بمن فيها، وإلا

فهي سقفٌ فوق ركنٍ وجدار

غايةُ القصة أن الأرض عندي

شامة في خدّ حيّ الازدهار

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد