مع التحية إلى الحي الذي عشنا فيه مع أمي الغالية سنوات مزدهرة بالحب) |
أُتبعُ الليل بأشواق النهار |
معلناً في شُرفةِ الذكرى انتظاري |
صامداً في وجه همي وشجوني |
رافعاً بيرق عزمي واصطباري |
كلّما عُدتُ إلى البيت تراءى |
لي خيالٌ منك في ساحة داري |
وإذا أقبلت نحو الحيّ أدنى |
شجر الأحلام لي أحلى الثمار |
أينما يمّمتُ أبصرتكِ وجهاً |
كضياء البدر موفور الوقار |
عن يمني إن توجّهتُ يميناً |
وإذا أيسرتُ وافى عن يساري |
لم يزل للحيّ في قلبي مكانٌ |
فيه أُفقي ومجالي ومداري |
إنّه في رحلة الحب طريقي |
حين أمشي وإذا طِرتُ مطاري |
وإذا سرتُ على قُضبان شوقي |
وحنيني أصبح الحيّ قطاري |
كيف لا أعشق حيّاً فيه ألقى |
ذكرياتي وأرى حسن الجوار |
وأرى صورة أمي تتجلّى |
في خيال الحبّ رمزاً لافتخاري |
رحم الله ثراها وجزاها |
جنّة الفردوس في دار القرار |
وأرى من زوجتي صدق وفاءٍ |
وأرى نشأة أولادي الصغار |
أيّها السائل عن أسرار حبي |
وحنيني واشتياقي واختياري |
كيف لا أهوى رياضا عشتُ فيها |
طالباً، أنهل من علم الكبار |
جئتها، والباحةُ الخضراء لحنٌ |
في نشيدي، وإلى نجدٍ مساري |
جئتها أحمل إحساسي بأمي |
وبأهلي، وبآثار دياري |
حاملاً منها شذا الريحان يلقى |
عطره الفوّاح أشواق القرار |
أيها السائل دعني، لا تُثرني |
كم سؤالٍ لم يُثر غير الغُبار |
لا تحرك كامن الأشواق عندي |
ربّما حرّكت لي جذوة نار |
قيمة الدّار بمن فيها، وإلا |
فهي سقفٌ فوق ركنٍ وجدار |
غايةُ القصة أن الأرض عندي |
شامة في خدّ حيّ الازدهار |
|