** (يا عجباً من الناس يبكون على من مات جسده ولا يبكون على من مات قلبه وهو أشد)
** فماذا تقول لمن شج قلبك إلى نصفين الحي فيهما يبكي الآخر حتى الموت..
** كيف يهدي لك من تحب سكيناً مغلفاً بورق الصمت والخذلان ليتركك تمزق به أوردة الحب في داخلك..
** ما حيلتك وثمة جيل عظيم تراه -بعد الله سبحانه- هو الطود الذي يحفظ لك الحياة من التراخي ومن أن تزل بك ذات لحظة يغدر بها الزمان ويعرض عليك وجهاً لا تعرفه.
كيف وفي لحظة ضعف قد تكون مبرراتها معروفة لكل ذي عقل.. لكنها غير مستساغة فالعظماء مثل الجبال يلزمهم أن يبقوا عظماء.. هذا خيارهم الوحيد، ليس لهم أن يتراجعوا عن سدة الضوء الجميل الذي نحتوه لأنفسهم ومنحوه للآخرين حولهم.
** لا بد أن يبقوا كما الشمس العظيمة - لا تخيب ظن أحداً فيها ولا تخذل من يعيش على (حسها) ويعدها (الملجأ والملفى)!
** هل من حق العظماء أن يختاروا الهرب أو الصمت أو التنكر أو إحراج الآخرين أو احتجازهم في صورة مشوشة، غير مفهومة الملامح والتداعيات، هل من حق أحد أن يتعامل معك مثلما لعبة الشطرنج.. يقربك من قلعته العظيمة متى شاء ويبعدك عنها متى شاء؟
يجعلك تارة أقرب إليه من حبل الوتين.. وتارة يقصيك ويشيد من دونك الأسوار العظيمة المققلة بالمزاليج الغلاظ؟!
** ما قولك فيمن يقتل قلبك..
ويمضي لا ينوي على شيء إلا أن الحياة كفيلة بالمداواة وعودة المياه متى ما أشار إليها إلى مجاريها..
** ينظر إليك من حولك، يلقون عليك تحية الصباح والإمساء يعتبرونك من الأحياء لأنهم لا يبكون على من تموت قلوبهم داخل صدورهم..
لا يرقبون نزفها الساخن وهي تذرف دموعها بصمت حتى الرمق الأخير..
** إنهم يبكون حين يبلى الجسد، حين يتوقف النبض..
لا يعلمون أن القلوب تموت وأن موتها هو الأشد..
وأن قاتلها يمضي بسكين أكاذيبه يمررها على الشرايين والأوردة حتى يحزها حزاً ثم يمضي.. غير آبهٍ بالخذلان العظيم الذي تراكم حتى ضاقت النفس وتاقت إلى الهجران..
** كذب الرجال سكين ماضٍ.. يخلف الموت والحزن والخيبات والجروح العظيمة التي لا تبرأ!!
** هذا المقال من وحي حديث صديقة حميمة، مفجوعة بكذب أهم رجل في حياتها.. وكانت تغالب حزنها العظيم وتردد.. حينما يكذب الرجال.. حينما يكذب الرجال.. فهم يمزقون أوردة الحياة فينا!
fatemh2007@hotmail.com