تنتشر لدينا.. المستوصفات والصيدليات والمراكز الصحية بشكل كبير.. لا يوجد له مثيل في أي مكان في العالم.
** في الشارع الواحد.. نجد أكثر من مستوصف أهلي.. هذا عام.. وهذا للأسنان.. بالإضافة إلى العديد من المراكز الحكومية المنتشرة وعشرات المستشفيات الأهلية والحكومية، ومع ذلك.. كلها (ما تلحّق).. زحام شديد.. وطوابير ومواعيد.
** في البلدان الأخرى لا تكاد تجد طبيباً أو مستوصفاً وبالذات في البلدان الغربية.
** هناك أدوية تباع في الصيدليات أو في الأسواق للصداع والمغص والإسهال وما شابه ذلك، وما عدا ذلك يلزمك مراجعة الطبيب الذي لا تجده إلا بصعوبة ومن خلال بطاقة التأمين.
** لا أدري لماذا تنتشر عندنا هذه المراكز والمستوصفات أكثر من غيرنا.. ومع ذلك نحن نملؤها بالمراجعة والفحص والأدوية وهكذا صيدلياتنا التي تملأ كل مكان؟!
** هل لدينا أمراض أكثر من غيرنا؟
** هل كل هؤلاء الرجال والنساء والأطفال الذين ملؤوا العيادات والممرات وأغلقوا الشوارع بسياراتهم.. هل كلهم مرضى و(مِصاخِين)؟!
** هل نحن فعلاً.. موسوسون و(هوالُون)؟
** هل نفتقد الوعي الصحي؟! وهذا شيء لا جدال فيه؟!!
** هل مشكلتنا أننا نتبع طريقة غير سليمة؟
** هل هناك أسباب مجهولة؟
** صيدلياتنا.. تملأ مساحة تتجاوز (600م2) وصيدلياتهم صغيرة.. بل ربما كانت مترين في مترين أو ربما كانت زاوية صغيرة في سوق أو كما يقول العوام (بيت دْرِجِهْ) وصيدلياتنا تملأ مساحات شاسعة ومع ذلك.. فالصيدلية بجوار الصيدلية والزحام موجود في كل صيدلية.. وكل شخص معه ورقة يريد صرفها وآخر معه علاج يريد مثله وثالث يشتري الأدوية بينهم.
** تذهب للمستوصفات التي لا يفصلها عن بعضها سوى بضعة أمتار.. وتجد طابوراً أمامك قبل أن تصل إلى الطبيب.. وإذا وصلت إلى الطبيب تجده مستعجلاً.. لأنه ينتظر مريضاً آخر.. ويعرف أن هناك طابور انتظار وهو يريد إنجاز أكبر عدد ممكن من الناس لأن كل شيء (بحسابه).
** بل وجدت بعضهم في المستوصفات والمراكز الطبية وقد أخذ إحالة إلى أكثر من طبيب وأراد الفحص هنا والفحص هناك.. ويريد المرور على أكثر من طبيب وإذا ذهب إلى الصيدلية أخذ معه كيساً مليئاً بالأدوية.
** دخلت إحدى الصيدليات فوجدت فيها أكثر من ثمانية صيادلة وكل صيدلي له (كاونتر) خاص ومع ذلك هناك طابور أمام كل صيدلي والناس تسحب الأدوية بنهم.
** والغريب - ولا غريب عندنا - أن هؤلاء الرجال والنساء (المرضى) الذين يملؤون المستشفيات والمراكز الصحية صباحاً ومساءً تشاهدهم في الأسواق والمناسبات بعد صلاة العشاء - يتندَّحون ويتندحن -، ولو سألت أحدهم عن سبب مراجعته للمستشفى وهو الآن سليم معافى (لنط) في حلقك وأطلق العنان للسانه.. ويده ترتعش أمام وجهك وقال بصوت مسموع: (قل ما شاء الله.. اذكر الله.. وش عليكم من الناس.. أنتم تِكِدّون عليهم؟!).. وقد يزداد غضبه أو (وسوسته) ويترك العشاء خوفاً من العين أو (النَّضْلَة).
** هل هذا أسلوب صحي سليم؟
** هل هناك مشكلة؟
** ثم.. أين المشكلة؟
** أجزم.. أن أكثر هؤلاء ليسوا مرضى ولا يعانون من أي مرض عضوي، لكنهم (مِصاخِين) بلغة العوام.. و(لا تحرِّك.. تِبْلَشْ)..