الجزيرة - ناصر السهلي
شدد معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الأستاذ فهيد بن فهد الشريف على ضرورة أن تكون المملكة رائدة في مجال تقنية تحلية المياه، نظراً لعدم امتلاك القدرة والإمكانية لتطوير تقنية التحلية لتستفيد منها الدول النامية والفقيرة، خصوصاً أن شح المياه مستمر، إلى جانب قلة الأمطار واستنزاف المياه الجوفية، كما بدأ العالم كله يعاني من شح المياه بسبب التغيرات المناخية مما يحتم تطوير تقنية تحلية المياه لأنها تؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من المياه بتكاليف أقل.
وبيّن الشريف أن تقنية تحلية المياه لازالت عالية التكلفة رغم التطور، خصوصاً في دول الخليج التي تبدو فيها أنتاج المياه عالية نسبياً مقارنة باستخراج المياه من الآبار الجوفية، مشيراً إلى أن المؤسسة العامة خطت خطوات متقدمة من خلال العمل مع العديد من مراكز الأبحاث في المملكة أو خارجها لتطوير تقنيات مختلفة سواء تلك الموجودة حالياً أو إيجاد طرق تقنية جديدة، وقال: (لدينا اتفاقيات مع شركات يابانية لها باع في تقنية التحلية، وكذلك مع جهات سنغافورية، لتبادل الخبرات فيما بيننا في تقنية التحلية وإعادة استخدام المياه.. كما لدينا اتفاقيات بحثية مع شركة أرامكو السعودية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية)، مشيراً إلى أن اتفاقيات استخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه لا زالت في بداياتها، ولكن هناك حماس لتنفيذها.
وأضاف الشريف أن المؤسسة تعمل على إبرام اتفاقية متطورة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وهناك تعاون مستمر مع مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء، فيما يتعلق بالعمل في تطوير المياه ومعالجة النقص على مستوى المملكة والعالم. هذا إلى جانب محاولات للتعاون البحثي مع عدد من الجامعات السعودية الأخرى.
وقال الشريف أن جائزة الأمير سلطان لأبحاث المياه التي منحت للمؤسسة العامة فيما يتعلق باستخدام تقنية الأغشية متناهية الدقة في تحلية المياه المالحة رفعت رأس المؤسسة عالياً بسبب تقدير القيادة لها، مشيراً إلى أن اهتمام المملكة السعودية بقضية المياه وجعلها قضية عالمية أعطى بعداً إنسانياً ودولياً.
وأضاف فهيد الشريف أن جائزة الأمير سلطان لأبحاث المياه ومركز أبحاث المياه والصحراء والبيئة، إلى جانب اهتمام المملكة بقضايا المياه ممثلة في وزارة المياه والكهرباء أعطت القضية بعداً دولياً وإنسانياً. مبيناً مشاركة المملكة في العديد من مؤتمرات المياه في العالم، ما دفع العديد من دول العالم للاستفادة من خبراتها في هذا المجال.
وأوضح فهيد الشريف أن المؤسسة العامة لتحلية المياه منذ أن بدأت أعمالها في إنتاج المياه المحلاة والكهرباء منذ 35 عاماً وهي تعمل جاهدة على تطوير تقنية التحلية وتوطينها، نظراً إلى أن المملكة والمؤسسة هي أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم وتستخدم أحدث التقنيات ويجب أن يكون مقدار حجم المحطات وحجم الإنتاج تقارن بما يؤدي إلى تطوير وتحسين تقنية التحلية، وبيّن أن المؤسسة بدأت بفكرة إنشاء معهد أبحاث التحلية في الجبيل للعمل على حل الإشكالات فيما لو حصلت في محطة التحلية أو العمل على تحسين وتطوير تقنية التحلية الموجودة في العالم التي قال إن المملكة تستهلكها وتستوردها بشكل مباشر عن طريق المقاولين والمصنعين.
وأعرب الشريف عن شكره لمجلس جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه على تفضلهم على منح الجائزة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في ذراع التقنية المتعلق باستخدام الأغشية متناهية الدقة في تقنية التحلية، مما أدى إلى تخفيض تكلفة الإنتاج وزيادة إنتاجية المياه، وأردف: (أن سعادتي لا توصف وسعادة جميع الزملاء بالمؤسسة عامة وفي إدارة الأبحا ث وتقنية تحلية المياه وفي معهد أبحاث تحلية المياه المالحة بشكل أخص بسبب أن عمل الخبراء والعلماء الذين عملوا بالمعهد وجد من يقيّمه ويقدره ويثبت نجاحه).
وفيما يتعلق باجتماع المجلس الوزاري، أعتبر محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بأن أي نقاش أو حديث أو اجتماع لمناقشة قضايا المياه إنه بالتأكيد يلقى الاهتمام من الجميع، مشيراً إلى أن المنطقة العربية لديها اهتمام خاص بقضايا المياه، خصوصاً أن معالي وزير الموارد المائية والري المصري هو عضو في العديد من المجالس العالمية للمياه وهو يمثل محور اللقاءات بين الدول والمناطق. وتابع: (أعتقد أن المؤتمر سيمهد لقضايا علمية في كيفية حل مشكلات المياه بين الدول والمناطق، ويكون تمهيداً لاجتماع سيعقد في اسطنبول في العام المقبل).