لا يختلف أحد على نجومية محترف نادي الهلال الليبي طارق التايب، وعلى أنه من أميز وأمهر اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي.. كما أننا لا ننكر الحب الكبير والإعجاب المنقطع النظير والمكانة العظيمة التي يحتلها في قلوب الجماهير الهلالية صغاراً وكباراً، وكيف أنه استطاع بفنه وعطائه وحماسه داخل الملعب أن ينال إعجابها ويسلب لب عقولها.. ولكن كما قالوا في الأمثال (الحلو مايكملش)؛ فهذه النجومية العجيبة والقدرة الفريدة لم تسخر التسخير الأمثل لخدمة الهلال الفريق، ولم تساهم بشكل إيجابي وبنسبة كبيرة في حسم بطولة أو انتزاع كأس.. فالتايب منذ أن التحق بالنادي منذ ثلاث سنوات (حرم) الهلال من معظم خدماته بسبب ارتباطه مع منتخب بلاده.. وإن حدث أن فك هذا الارتباط فإن الإصابة ستكون بانتظاره لتحرم الفريق من خدماته في مباريات مهمة وحساسة.. وإن لم يكن هذا ولا ذاك فإن الإيقاف الداخلي بانتظاره سواء بكارت أصفر أو أحمر أو قرار من لجنة الانضباط.. ليتخلف عن مشاركة الفريق في مباريات مصيرية تحد هوية البطل وتتحكم في مصير المنافسة.. تماماً كما حصل في الموسم الماضي عندما غاب التايب عن لقاءين مصيريين بسبب الإيقاف أمام الشباب في كأس سمو ولي العهد وأمام الاتحاد في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين.
وإن حصل وسلم ابن التايب من كل ما تقدم فإن ثالثة الأثافي والمفاجأة المدوية التي ما فيها حيلة ولا لها حتى الآن حل كانت في انتظاره متمثلة في إيقاف ليس على البال ولا على الخاطر من أعلى سلطة كروية في العالم، وفي قرار لا يجدي معه التشكيك ولا التأويل ولا إيجاد المبررات والأعذار للاعب.. بل يعكس فوضوية وعدم مبالاة من لاعب محترف كان من المفروض أن يعرف ما له وما عليه قبل أن يتخذ أية خطوة أو يوقع عقداً أو يفسخه ليورط بذلك ناديه ويحرج محبيه ويصدم عشاقه ويحرم الفريق من خدماته.
أنا أعرف محبة التايب في قلوب جماهير الهلال؛ فمحبته ومعزته لديها لا تختلف عن محبتها لسامي ويوسف الثنيان ونواف التمياط والدعيع.. إلى آخره من نجوم الشباك الزرقاء، ولكن مصلحة الهلال لديها يجب أن تكون فوق كل اعتبار، وعليها أن تكون عوناً لإدارة النادي في اتخاذ قرار إيجابي بعيداً عن العاطفة بعد أن تقيّم بكل تروٍّ وعقلانية ماذا قدّم التايب، والأهم ماذا سيقدم لو حصل أن رُفع قرار الإيقاف الغامض.. وكيف سيواجهون بعد ذلك قرار خروجه عن النص في معظم المباريات أو يعالجون إصابته المتكررة التي حدث آخرها بعد أن لعب لقاء ودياً مدته شوط واحد أمام الأهلي الذي جعل أحد الهلاليين الحكماء بجانبي يقول (يا ليل ما طولك.. ويا إدارة الهلال ما أحلمك).
