من المؤكد أن خطة تطوير الدوري السعودي للمحترفين التي أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل هي بمثابة الخطوة الأولى لانطلاقة كروية سعودية نتطلع إليها في هذا التوقيت الصعب، وفي خضم ما تمر به منتخباتنا الكروية من تراجع مخيف على صعيد القاعدة.. وهي كذلك نقلة نوعية للأندية الممتازة باتجاه الاحترافية الحقيقية والتحول إلى (الخصخصة).. لكن وبقدر ما تستحقه وتجده الخطة من احتفاء وثناء إلا أنها تحتاج إلى أصوات تتحدث بصدق وتبحث بجد عن مكامن العيوب ومواطن الخلل، وأيضاً آراء ومقترحات التصحيح بما يضمن لها توفير وتحقيق هدف التجديد والتطوير.
الخطة بمبادئها وأهميتها من المفترض أن تخضع للنقد الصريح والتشخيص المباشر من الجميع وفي مقدمتهم الأندية بما يتلاءم مع مصالحها ويحاكي واقعها، وصولاً إلى رؤية موضوعية شفافة، وخطة عمل ناجحة وقادرة على الارتقاء بالكرة السعودية، وصناعة فكر يتجدد وممارسة تتألق وأجيال تشرف الوطن وتحقق له المزيد من الإنجازات.
الهلال يكسب بالاحترافية
بعد صدور قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بإيقاف المحترف الليبي ونجم الهلال طارق التايب قبل شهر ونصف كتبت هنا تحت عنوان (هي المؤامرة بعينها) بأن هناك ثغرات قانونية وإجرائية في مضمون وتوقيت القرار تستهدف الهلال النادي أكثر من التايب المحترف على خلفية قضية سابقة موقف الهلال فيها يعد سليماً؛ وبالتالي لا تجوز معاقبته على خطأ لم يرتكبه.
اليوم وبعد أن أيدت المحكمة الرياضية الدولية استئناف الهلال وسلامة موقفه وتأجيل العقوبة إلى بداية الموسم المقبل، فإنها من جهة أخرى - أي المحكمة - تؤكد صحة ما ذكرناه آنذاك، وأن قرار (الفيفا) كان في الأصل خاطئاً، خصوصاً في مسألة التوقيت، كما أن قرار المحكمة يثبت أن الاتحاد الدولي جهة معرضة لارتكاب الأخطاء، وأن قراراته ليست جميعها صحيحة ونزيهة يجب التسليم بها وعدم الاعتراض عليها كما روّج له البعض في أطروحاتهم.
الجميل واللافت في أحداث ومستجدات قضية التايب هو أن القرار الأخير جاء انتصاراً للإدارة الهلالية ولاحترافيتها في التعامل مع العقوبة، حينما احترمتها وسارعت في تنفيذ ما جاء فيها من غرامة وايقاف، ولم يصدر عنها أي تصريحات انفعالية متشنجة، لكنها في المقابل سلكت الطرق النظامية والقنوات المشروعة لها وقدمت - بقيادة وجهد وفكر دكتور الاحتراف عبدالله البرقان - ملفاً متكاملاً أثمر في النهاية إنصاف الهلال وسلامة موقفه ونجاح إدارته للأزمة بالحكمة والعقل والكوادر السعودية المتخصصة، وليس بالصراخ و(الفزعة) والبحث عن التسهيلات والحلول الجاهزة.
ماذا عن الأولى؟!
جاء التصريح القوي والمنطقي لرئيس نادي سدوس محمد المعمر ل(الجزيرة) ليس ليؤكد مجدداً براعة وخبرة وفهم المعمر فحسب وإنما كشف جوانب مهمة تتعلق بمعاناة أندية الدرجة الأولى مع الاحتراف، فهي لا تختلف عن أندية دوري المحترفين الممتازة فيما يخص أعداد اللاعبين المحترفين وحجم المبالغ المطلوب من النادي تأمينها لهم للإنفاق على المرتبات والبدلات والمكافآت ومقدمات العقود وغير ذلك من المصروفات، لكنها على الرغم من هذا كله نجدها لا تحظى ولو بقليل من الاهتمام الموجه كلياً للدوري الممتاز بالنسبة للتنظيمات والإعانات والحوافز والشركات الراعية؛ الأمر الذي يجعل الاحتراف في الأولى ناقصاً، ومردوده الفني والجماهيري والاجتماعي محدوداً جداً وربما ضرره أكثر من نفعه.
الأكثر إقناعاً وأهمية في تصريح المعمر هو استغرابه من أن رعاية الشباب وضعت نظاماً يقضي بعدم السماح لأي ناد عليه مديونية بتسجيل لاعبين جدد، في الوقت الذي يؤخرون فيه الإعانة شهوراً طويلة.. وهو استغراب في محله ويكشف لنا غياب التنسيق والتكاملية الإدارية والهيكلية بين الكثير من الإدارات واللجان في الرئاسة واتحاد الكرة، وأن كل إدارة أو لجنة تصدر لوائحها وتعليماتها بدون خطة عمل متكاملة، وبمعزل عن الجهات الأخرى المرتبطة مالياً وإدارياً وتنظيمياً ببعضها، مما يتسبب في الازدواجية والقرارات المتناقضة كما في القرار الذي أشار إليه رئيس نادي سدوس..
دوري الأولى عنصر مهم ومؤثر وداعم للكرة السعودية، وعزله وإهماله بهذه الطريقة ستكون له انعكاسات سلبية خطيرة تعيق أي خطة أو برنامج لتطوير الاحتراف، والكرة عموماً.
(أبوظبي) ومأزق البلوي
حتى وإن أسفر ماراثون التجديد مع محمد نور عن نهاية سعيدة للاتحاديين وتم توثيق عقده الجديد بصفة رسمية من لجنة الاحتراف، وحتى لو دفع الرئيس السابق وعضو الشرف المؤثر منصور البلوي كامل قيمة العقد، إلا أن هذا لا يلغي ما حدث من فوضى واستعراضات وأكاذيب أشغلت وأقلقت الجماهير الاتحادية، وأزعجت الشارع الرياضي برمته نتيجة انعدام الشفافية، وغياب المصداقية الإعلامية من منطلق تغليب المصلحة الشخصية على حساب المصالح الأعم والأشمل.
أتساءل هنا عن موقف قناة (أبو ظبي الرياضية) وهي ترى وتتأكد من أن منصور البلوي أحرجها ولم يكن صادقاً معها وضحك عليها، عندما صرح واتصل وأكد لها غير مرة أنه تم حسم التجديد بمبلغ عشرة ملايين فقط ولمدة خمس سنوات، وأن الاختلاف مع نور كان على نسبة المقدم؛ فهو يطالب مقدماً بخمسين بالمئة من اجمالي المبلغ أي خمسة ملايين ريال، ولم يكتفِ البلوي بذلك بل هاجم الزميل حسين الشريف (عكاظ) وقال إنه اختلق المعلومات والوثائق المنشورة في جريدته، ونفى نفياً قاطعاً أن تصل قيمة التجديد إلى عشرين مليون ريال! نعم ما هو موقفها من مشاهديها بعد أن ظهرت الحقيقة واتضح أن العقد تجاوز العشرين إلى 25 مليون ريال؟! وأن البلوي استخدمها - أي القناة - لتحسين صورته وتصفية حساباته مع الأطراف الصحافية التي لا تحقق أهدافه وطموحاته؟! أين أمانة ضيوف برنامج (خط الستة) الذين مارسوا نفس التعتيم، واستسلموا لكلمات البلوي على أنها حقيقة دامغة مسلم بها باستثناء صالح الطريقي الذي وجد نفسه وسط جوقة من المطبلين المستنفعين؟! هل تتعامل القناة بمهنية وتعتذر للزميل الشريف وللمشاهدين، أم تكون جزءاً من اللعبة وشريكاً أساسياً في صياغة وترويج (الكذبة)؟! بل هل تجرؤ وتطلب من البلوي الاتصال بالبرنامج والاعتذار علناً عما بدر منه من مغالطات واتهامات لا يجوز السكوت عليها وتجاوزها لمجرد أنها من منصور البلوي..؟!
أسئلة ستضع مصداقية ومهنية وتوجهات القناة على المحك، فهل تفعلها وتنقذ نفسها أم تثبت أنها متورطة مع سبق الإصرار والترصد..؟!
* * *
* تأييد لجنة الاحتراف لمقترح الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالسماح بمشاركة لاعب غير سعودي رابع في الدوري قرار موفق سوف تستفيد منه كل الفرق الممتاز.
* نأمل أن يكون تصريح الأستاذ عبدالله العذل للزميل فرحان الجارالله البشرى السارة والخبر الأكيد لنهاية معاناة الطائيين والبدء ببناء منشآتهم الجديدة..
* ما ورد في خطة التطوير حول اختيار أفضل فريق ولاعب أسبوعياً عبر تصويت الجماهير يعد معياراً خاطئاً وتوجهاً خطيراً ومرفوضاً دينياً واقتصادياً الهدف منه استغلال الجماهير أكثر من أي شيء آخر..!
* يقول رئيس الاتحاد: (صحفيان أقنعا نور بالتوقيع للاتحاد).. هكذا تنقلب مهنة المتاعب إلى لعبة مكاسب..!!
* ليس هنالك ما يمنع من الاستفادة من تجارب وخبرات ونجاحات الاتحاد الإماراتي بعد تأهل منتخبي الناشئين والشباب لنهائيات كأس العالم.
* بروز نجم الاتحاد نايف هزازي دليل آخر على براعة ودهاء المدرب كالديرون الذي راهن على نجوميته.
* فجأة وفي غضون أيام قلائل تحول محمد خوجلي من حارس أساسي إلى قائمة الانتقال.. إنها القناعات والأهواء المزاجية.. في الأزمنة العجيبة..!