شقراء - محمد عبد الله الحميضي
بعد هطول الأمطار وامتلاء ممالح القصب بالمياه بدأت أسعار الملح بالارتفاع مدعومة بصعوبة القدرة على الوصول إلى معظم الممالح لعدم وجود طرق معبدة بها, حيث لا يزال الملح منذ مئات السنين بأساليبه القديمة التي اعتاد عليها أصحابها ولم يطرأ عليها تغيير يذكر سوى بعض التعديلات في عمليات التسويق والنقل. وقد لجأ المنتجون إلى المخزون الاحتياطي من الملح الذي يخزن بطريقة قديمة وناجحة حيث يوضع الملح في منطقة مرتفعة مجاورة للممالح وأرضها رملية ولا تتجمع فيها المياه ويسهل الوصول إليها وقت الحاجة كما هو عليه الآن, ويأتي هذا التخزين في أوقات وفرة الإنتاج في فصل الصيف وتدني قيمته السوقية. وتتلخص هذه الطريقة بتجميعه بأكوام كبيرة يصل حجمها في المتوسط إلى 500 طن من الملح السائب ثم يوضع عليه من تراب الممالح بسماكة حوالي 30 سم تقريباَ ويترك لعدة سنوات دون تغيير أو تلوث ثم تزال الطبقة الترابية عند الحاجة ويعبأ في أكياس ويوزع على مراكز البيع مما يضمن استمرارية توزيع الملح كما كان عليه قبل الأمطار, وهذه الطريقة تضمن للمتعهدين الوفاء بعقودهم وعدم توقفهم والوفاء بما التزموا به.