الإنجاز الذي حققته المملكة في المعرض الدولي للابتكار المقام في بروكسل هذا الشهر وفوزها بثماني جوائز، وقبل ذلك فوزها الشهر الماضي بأربع جوائز في معرض الصين العالمي للمخترعين، هذا عدا عن إنجازها في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة في يوليو الماضي، دليل على أن المملكة ماضية في تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين حول جعل المملكة دولة مبتكرة، وليس فقط مستهلكة لما يخترعه الآخرون.
فالملك عبدالله بن عبدالعزيز قال في كلمة وجهها أواخر 2006م إلى العالم الإسلامي: (أتطلع إلى مخترعين وصناعيين مسلمين وتقنية مسلمة متقدمة، وإلى شباب مسلم يعمل لدنياه كما يعمل لآخرته دون إفراط أو تفريط).
ولتجسيد هذه الرؤية الطموحة أقر المليك استراتيجية دعم الابتكار التي أعدتها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، وتشتمل على رؤية مستقبلية للسنوات الخمس عشرة القادمة والتي أطلق عليها (رؤية 1444 هـ / 2022م).
وتهدف إلى إعداد القيادات والكوادر الشابة الموهوبة والمبتكرة ذات التعليم والتدريب المتميزين من أجل الوصول بالمملكة إلى مجتمع يتمتَّع بصناعات قائمة على المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة.
وأن نكون مخترعين أمر مصيري وليس هو من باب الترف العلمي الزائد، فعلى الرغم من أننا نحن المسلمين أتحفنا البشرية بعدد من المخترعات في مجالات مختلفة، وذلك يوم أن كنا متربعين على قمة الحضارة، فإننا اليوم ومع الأسف الشديد أصبحنا عالة على ما يقدمه الآخرون من اختراعات وسلع، وانغمسنا في الأنماط الاستهلاكية.
ولذلك كان لابد من أن نعيد حساباتنا، وأن ننفض عن أنفسنا غبار العجز والكسل، وأن نشمر عن سواعدنا متسلحين بالإيمان والعلم لنساهم بدورنا في تقدم البشرية.
فنحن عندما ننظر من حولنا ونرى التطور الحضاري الذي بلغته البشرية بفضل الله ثم بفضل جهود قلة من البشر المخترعين، ندرك تماما أن هذا التطور لا يمكن أن يستمر إلا باستمرار العطاء البشري وإمداد المجتمع بالجديد من المخترعات التي تسهل حياة الناس وتزيدها رغدا ورفاهية.
وإنجازاتنا في المحافل الدولية هي بشائر خير، ونسائم مستقبل مشرق لمجتمع مؤمن ومعطاء، فلنستمر بهذا العطاء.