يمكن أن نطلق على القرارات التي أعلنها صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس هيئة دوري المحترفين السعودي قرارات تأسيس مرحلة الاحتراف الحقيقية للكرة السعودية.. فقد كنا طوال السنوات الماضية ننادي بكثير من الأمور التنظيمية والإجرائية لكرة القدم السعودية على مستوى العمل الإداري الذي يدير كرة القدم بمختلف مسمياتها وفئاتها.. حيث تم تقديم العديد من الآراء والأفكار والمقترحات من كافة العاملين في الوسط الرياضي والإعلامي وفقاً للأحداث التي تمر بها الرياضة السعودية والتي كانت مطلباً ملحاً للوسط الرياضي الذي كان بحاجة لقاعدة قوية وحقيقية من العمل الاحترافي المنظّم الذي تنطلق منه الرياضة السعودية نحو آفاق أرحب.. وجاءت القرارات الأخيرة لتلبي معظم الحاجات الرئيسية للعمل الإداري على مستوى الأندية واتحاد الكرة بطريقة منظّمة ووفق خطة عمل مدروسة تمتد لخمس سنوات قادمة.. حيث يلمس المتابع الرياضي أن التوجه السعودي نحو التخطيط والتخصص والاستفادة من الدول المتقدمة أصبح واقعاً من خلال إسناد المهمة لشركات متخصصة وعلى كفاءة عالية من القدرة والخبرة ما يعني أننا على موعد بإذن الله مع مرحلة جديدة من العمل الرياضي القائم على التخطيط العلمي المدروس والهادف للاستفادة من كل السلبيات الماضية عبر صياغتها بطريقة جديدة تتلافى كل نواحي القصور في عمل اتحاد الكرة ولجانه فيما مضى.. حيث شملت القرارات الجديدة قيام هيئة دوري المحترفين وعبر الشركات المختصة بعمل نقلة حقيقية في موارد الأندية وطريقة عملها وارتباطها بالجهات ذات العلاقة عبر نظام واضح وصريح سيكون مسانداً لكل ما تقوم به الأندية من عمل.. فعلى سبيل المثال فإن المكافآت والحوافز المادية المرصودة ستغطي كثيراً من جوانب النقص في العمل التنظيمي للدوري.. فهناك جائزة لأفضل فريق وأفضل لاعب وجائزة للفريق الفائز وغيرها من الجوائز.. إضافة إلى نقطة مهمة جداً تتعلّق بتنظيم بيع وإصدار التذاكر الخاصة بالمباريات والتي ستتيح معرفة كل شخص داخل الملعب وطريقة حصوله على التذكرة ومصدرها ما يقلّل كثيراً من الإشكالات الأمنية التي حدثت في مباريات سابقة فضلاً عن إمكانية محاسبة جماهير النادي فعلياً إذا ما كان هو المعنى بتوزيع بطاقات مبارياته وإصدارها.. فلا مجال للتنصّل من شغب جماهير تابعة للنادي وحصلت على تذاكرها من خلاله، إضافة إلى إمكانية منع أي مشجع مستقبلاً يصدر منه ما يتطلب منعه من دخول المباريات وهكذا.. وكل ذلك سينعكس على الشكل التنظيمي للدوري وسير المباريات دون إشكالات جماهيرية تعكّر صفوها.. أما الرقابة المالية وطرق الصرف وتنظيمها فهذه نقلة أخرى قدمتها القرارات ستجعل الأندية تدخل مرحلة التخصيص الحقيقي من خلال ميزانيات واضحة وشفافة..
** حقيقة هناك الكثير من القرارات التي قرأناها في الصحف وتابعناها خلال المؤتمر وهي كلها تصب في مصلحة الكرة السعودية على المدى البعيد.. وشخصياً أتمنى أن نتبع هذه القرارات بقرارات فنية تتعلّق بالكرة نفسها ومستوى الأداء واللاعبين واستخدام خبراء فنيين لتقييم الفرق وطرق اللعب وتقديم المشورة لاتحاد الكرة في كيفية تطور مسابقاته وتنسيقها وأيضاً الاستفادة من كل ذلك فيما يتعلّق بالمنتخبات وأدائها وبرامجها وغير ذلك..
فالاتحادات العالمية تعمل جنباً إلى جنب مع الفنيين لوضع الأسس الفنية التي على أساسها تتطور الكرة وتتقدّم وهناك بعض الاتحادات المجاورة استقدمت بعض المدربين الكبار والمشهورين عالمياً لتولي الأمور الفنية في التنظيم والإدارة والتقييم للبرامج الفنية التي تسيِّر الدوري وبرامجه.. وإذا ما فعلنا ذلك نكون بالفعل غطينا جوانب النقص الموجودة حالياً وتخلصنا من العديد من السلبيات المؤثّرة على الفرق واللاعبين والدوري عموماً أعود وأقول إن الخطوات الجديدة لهيئة دوري المحترفين تبعث التفاؤل والأمل.. وأجد لزاماً علينا الإشادة بها وخصوصاً نحن دائماً ما ننتقد ونطالب ونقترح ونلوم اتحاد الكرة ولجانه على الكثير من الأمور.. فعندما يتجاوب المسؤول وبهذا الحجم والطريقة فإننا لا بد أن نقف احتراماً وتقديراً لكل هذا العمل الجبار.. فهنيئاً لاتحاد الكرة قرارات هيئة دوري المحترفين وقرارات المستقبل المشرق بإذن الله.
لمسات
** لقاء الغد الهام في مسيرة الأخضر نحو المونديال هو لقاء الجماهير قبل اللاعبين.. فالمباراة مهمة والخصم قوي والأخضر قوي بجماهيره فلا بد من 70 ألف متفرج في درة الملاعب حتى تكون الجماهير كعادتها خير داعم للأخضر ليحقق الفوز المطلوب بحول الله وقوته.
***
** سماح اتحاد الكرة بمشاركة الأجنبي الرابع سيكون أفضل لو تم اعتباراً من الموسم القادم.. والقرار سيكون محرجاً للأندية بالتأكيد وهي التي فشل معظمها في الحصول على ثلاثة محترفين جيدين فما بالك بأربعة!
***
** قبل شهر تقريباً قلت إن جدولة الدوري بعد رمضان التي تجبر الأندية على لعب 4 مباريات في 18 يوماً ستنعكس على المنتخب الذي سيحضر له اللاعبون وهم مرهقون ومجهدون وبعيدون عن مستوياتهم.. وهذا ما حدث بالفعل، حيث الإصابات تلاحق اللاعبين والغياب الفني يلاحق معظمهم ولذلك على الجوهر إشراك أفضل العناصر الجاهزة حتى وإن كانوا من العناصر الشابة الذين قدموا مستويات جيدة ويستحقون الفرصة والثقة.
***
** نجاح البرقان في قضية التايب هو نجاح للكرة السعودية عموماً.. وهو أكبر رد على من اتهموا الهلاليين بأنهم يريدون كل شيء على كيفهم!!