«الجزيرة» - أحمد القرني
أبدى تجمع طبي تحفظه على إعطاء تطعيم الدرن في وقت مبكر للمواليد، وأشارت نقاشات علمية متعمقة حول الالتهابات لذوي المناعة المنخفضة من الأطفال إلى أهمية مراجعة سياسة تطعيم الدرن للأطفال حتى زوال احتمالات نقص المناعة الوراثي.
وصرح الدكتور هايل مطر العبدلي استشاري الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض ورئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر (الالتهابات الميكروبية لذوي نقص المناعة)، الذي عقد يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في المستشفى التخصصي، إلى أن المختصين أشاروا إلى النظر في تأجيل إعطاء التطعيم المضاد للدرن حتى نهاية العام الأول للمواليد عوضاً عن اليوم الأول حتى يتم التأكد من أن هؤلاء الأطفال ليس لديهم نقص مناعة وراثي الذي عادة ما يتبين في نهاية السنة الأولى.
وشدد الدكتور العبدلي على أن إعطاء المواليد من ذوي نقص المناعة الوراثي هذا التطعيم وهو الذي يحتوي على بكتريا درن مضعفة قد ينتشر ويتسبب في حدوث التهاب بالدرن وفي حالات عديدة تنتهي بالوفاة، معللاً ذلك بأن كثيرا من الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى نقص المناعة لا تكتشف إلا بعد أشهر من عمر الطفل.
ولفت إلى أن المؤتمر تميز بحضور مكثف من المختصين وشهد تفاعلاً بين المتحدثين والحضور وتطرق إلى جوانب في غاية الأهمية حول التشخيص والعلاج المبكر للالتهابات الفطرية والفيروسية، وكذلك عدوى المستشفيات والتأكيد على استخدام المعايير العالمية لمنع حدوثها وذلك باتباع خطوات محددة متعارف عليها عالمياً.
وبين الدكتور العبدلي أن المؤتمر تطرق من خلال محاضرات مختلفة للاكتشافات الحديثة في أسباب نقص المناعة غير المعروف عالمياً خاصة عند الأطفال السعوديين وتم اكتشاف طفرات جينية معينة تؤدي إلى التهابات متعددة، مشيراً إلى أن ذلك نتاج تعاون بحثي بين مختبر البروفسور الفرنسي (لورانت كازانوفا) ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وجامعة الملك سعود بالرياض.
وكان المؤتمر الذي اختتم مساء الأربعاء قد ناقش آخر المستجدات التشخيصية والعلاجية في الالتهابات الميكروبية لدى ذوي نقص المناعة وأشار الدكتور العبدلي إلى أن المؤتمر يعتبر فريداً في تطرقه للأمراض والالتهابات لذوي المناعة المنخفضة، التي تعد زراعة الأعضاء كالكبد والكلى والقلب والرئة، من أبرز مسبباتها وكذلك العلاج الكيماوي للسرطان والعلاج المزمن بمخفضات المناعة كالكورتزيون وغيرها من الأدوية.مشيراً إلى أن هذه الالتهابات تشكل خطورة على حياة المرضى في كثير من الأحيان وعلاجها يتطلب معرفة عميقة بالتطورات العلمية المتسارعة في هذا المجال.
وشهد المؤتمر مشاركة أربعة متحدثين دوليين هم البروفسور الفرنسي (لورانت كازانوفا) والبروفسور (جون بيرفكت) من الولايات المتحدة الأمريكية والبروفسور (بن دي باو) من هولندا، والبروفسور (جي فيشمان) من الولايات المتحدة، إضافة إلى محاضرات متنوعة حول التهابات الأمراض المزمنة، وعدوى المستشفيات، والتهابات نقص المناعة لدى الأطفال.