حذّر فضيلة الدكتور علي بن عبدالرحمن الرومي أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من خطر ضعف الهوية على المجتمع والفرد قائلاً: إن ضعف الهوية خطير على الفرد والمجتمع، فالهوية منبع الانتماء، وعلى أساسها تتحقق وظائف نفسية واجتماعية عديدة، وإذا كان الحديث عن الآثار الاجتماعية فإن أهمها ضعف التماسك الاجتماعي والضبط الاجتماعي، حيث يضعف ارتباط الفرد بمجتمعه، وبالتالي يفقد المجتمع سنداً ومدافعاً، وتضعف نتيجة لذلك قدرة المجتمع على حماية نفسه أمام المجتمعات الأخرى. وقد يتحول ذلك الفرد إلى سلاح خطير بيد الأعداء. وأقل ما يمكن أن يقال أن يصبح الفرد انهزاميا وعبئاً وعالة على مجتمعه، ويمكن تصور ذلك بالنظر في واقع بعض الشباب الذين فقدوا الرؤية والطموح، بحيث لا تجد لهم رؤية مستقبلية ناضجة، ولا يملكون من الطموح والدافع للعلم والعمل ما يجعلهم نافعين.
وأردف الرومي: أضف إلى ذلك أن ضعف الهوية سبب في انتشار النفور بين أفراد المجتمع، حيث إن ضعفها ضعف للرابط أو الجامع بينهم، والأخطر من ذلك أن وجود هوية قوية لدى بعض الأفراد وهوية ضعيفة لدى غيرهم مدعاة للفرقة في المجتمع وضعف التواصل بينهم، بل مدعاة لوجود تناقضات في السلوك العام لأفراد المجتمع، مما يشكل خطراً على شخصية الأجيال القادمة التي تنشأ على رؤية المتناقضات.
كما أشار فضيلته إلى أثر ذلك على مستوى الضبط الاجتماعي بقوله: وعلى مستوى الضبط الاجتماعي تضعف قدرة المجتمع على توجيه أفراده وضبط سلوكياتهم، فتكثر بذلك الانحرافات والجرائم ويضعف الأمن، وبالتالي يفقد أفراد المجتمع الشعور بالأمن والثقة بمن يجاورونهم ويشاطرونهم المكان.
كما أوضح الرومي المقصود بمفهوم الهوية قائلاً: مفهوم الهوية مفهوم عام يتداخل مع قضايا كثيرة، لكن يمكن القول إنه غالباً ما يستخدم للدلالة على الانتماء لأمة الإسلام وللمجتمع المسلم. ومن المعلوم أن الإنسان مدني بطبعه يحتاج إلى الانتماء إلى مجتمع ما وثقافة ما. وهنا ينبغي الحذر من استخدام كلمة فقدان، والأفضل استخدام كلمة ضعف الهوية لأنها أقرب لوصف الواقع.