كفيفو البصر ل(الجزيرة): لم نجن من دمجنا في التعليم العام سوى السخرية)..
كان هذا عنواناً لموضوع حساس، وهو ما يجده ذوو الإعاقة البصرية من سخرية من لدن طلاب التعليم العام، هذه المعاناة جعلتني أجزم على كتابة موضوع لطالما وددت الكتابة عنه.. وهو ما يجده ذوو الإعاقة الذهنية بدرجاتها من سخرية، وهي أضعاف ما يجده ذوو الإعاقات الأخرى، ولا تنصب عليهم من الطلاب، بل من أفراد يحيطون بهم.. ولو كانوا يدركون الشكوى لوجدناها مسطرة، لكن من نعم الله عليهم أنهم لا يحسنون تحليل تلك السخرية، وإلا لضاقت عليهم الأرض بما رحبت، حيث يوجد من الناس من جعل من أولئك المعاقين ذهنياً رموزاً للاستخفاف، وإضحاك الغير، فهل يستغل وجودهم ليحيل مجلسه إلى تهكم وسخرية بهم، كطرح بعض الأسئلة عليهم، والتندر بإجاباتهم، أو التنبيه على عيوبهم ونواقصهم، أو التقليل من شأنهم.. ولربما يستطيل هذا الخلق السيئ حتى يصل إلى اعتداء جسدي من لدن صغار تربوا على خلق السخرية بتلك الفئة.
هذا المشهد إن لم نشاهده في الواقع فسنجده في المسلسلات، مما رسخ في العقول أن المعاقين ذهنياً رموز للتندر (حيث يصور المعاق ذهنياً بأنه أشعث أغبر حافي القدمين يجري خلفه الأطفال للتسلية والمرح).. ومخجل أن يترسخ هذا الخلق، وهذا التصور لدى الناشئة عن تلك الفئة.
وعليه فلنحترم إنسانيتهم، فهم بشر قد كتب الله عليهم أن يولدوا فاقدي بعض الحواس والقدرات التي نتمتع بها، ولتكن معاملتنا لهم مقرونة بالرفق واللين، ولندمجهم معنا بأفراحنا، ونشجعهم بما يطيقون.. أذلك خير؟ أم جعلهم رموزاً للتندر والضحك..! ولنفكر قليلاً بأوليائهم، فإن تلك السخرية لها أثرها البالغ على نفوسهم.. وإن لم يبدو ذلك ظاهراً.
*بريدة