«الجزيرة» - الرياض:
طرح الفريق العلمي النسائي بكرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود جملة من الأفكار والتوصيات في الحلقة، حلقة النقاش التي أقيمت مؤخراً بعنوان: (البدء في محاولة وضع مؤشرات تساعد الأسرة السعودية على اكتشاف التطرف الفكري لدى أبنائها)، ولعل من أبرزها: محاولة تصنيف المؤشرات في مجموعات مقسمة كمؤشرات شخصية، ومؤشرات اقتصادية، ومؤشرات تتعلق بالبيئة الاجتماعية، ومؤشرات مرتبطة بخصائص المجتمع، وخصائص المنحرف، ومؤسسات التعليم والإعلام.
كما أشارت بعض المشاركات إلى جملة من الأمور يمكن الاستفادة منها في كشف حالات التطرف الفكري كعدم القبول الشاب أو الشابة بالنقاش في المسائل الدينية محل الخلاف وتبني النظرة الحدية للأشياء والأحداث فهي عنده أو عندها إما أسود أو أبيض صحيح أو خطأ، ولا يوجد مناطق بينهما، ويصحب في الغالب هذه السمة مؤشرات لفظية وفعلية تدل عليها وينتج عن ذلك عدم القدرة على تفهم وجهات النظر المخالفة أو المعارضة أو رؤية الأمور من الزاوية الأخرى، ومن تلك المؤشرات الانعزال والرغبة في الانطواء وعدم المشاركة في اللقاءات الأسرية والمناسبات الاجتماعية، وكذلك طول المكوث على الإنترنت مع دخول مواقع خطرة أمنياً والاستمرار في التخفي ومسح ما يتعلق بالمحفوظات في كل مرة خشية أن يكتشف أمره.
وكذلك تغير السلوك على غير ما كان عليه الابن أو الابنة إما من النشاط إلى العزلة أو من الهدوء إلى الغلظة، كما أن هناك سمات شخصية مساعدة تكشف إمكانية الوقوع في التطرف الفكري إلى غير ذلك من السمات العديدة التي طرحت في تلك الحلقة النقاشية. عقد وقد أدارت هذه الحلقة الدكتورة وفاء بنت عبدالله الزعاقي منسقة الفريق النسائي بكرسي الأمير نايف، وشارك فيها مجموعة من عضوات هيئة التدريس وهن: أ. د. لطيفة السميري أستاذ في قسم المناهج ود. جواهر آل الشيخ أستاذ مساعد قسم المناهج ود. بسمة الطيار أستاذ مساعد قسم المناهج ود. رباب المطلق قسم التربية ورياض الأطفال ود. فاطمة السلمي قسم التربية ورياض الأطفال وأ. ريشة عسيري قسم الثقافة الإسلامية وأ. ماجدة باجابر قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة وأ. أمل الدعيجي قسم الثقافة الإسلامية والكاتبة الصحفية أمل الحسين.وقد صرح أ. د خالد بن منصور الدريس المشرف على الكرسي بأن الكرسي سيستمر في طرح هذه القضية بكيفيات متعددة، وسنحاول أن نركز على كل مؤشر بمفرده كما سنطرح ندوة نناقش فيها كيفية التعامل الأمثل مع التطرف الفكري لدى الأبناء، وهناك أمور أخرى سنعلن عنها في حينها، وأشاد الدكتور الدريس بما أنجزه الفريق العلمي النسائي حتى الآن، موضحاً أنه تلقى صدى إيجابياً وتفاعلاً ملفتاً للنظر مع هذه الحلقة النقاشية من قبل عدد من الفعاليات في المجتمع.
وقال الدريس: إن المشاركات أثنت على موضوع الحلقة النقاشية وأكدن على ضرورة الاستمرار في عقد حلقات نقاشية مشابهة لكي يتمكن المجتمع العلمي النسائي من تقديم مساهمة فاعلة في تفعيل قضايا الأمن الفكري بأسلوب علمي منهجي يخدم المجتمع بصورة مباشرة بعيداً عن اللغة الأكاديمية التي قد تكون صعبة على كثير من الناس.