انهار الاقتصاد العالمي، وانحدر سهم المال إلى الآخر..
ويعيش العالم الآن تحت أزمة الاقتصاد بداية جذوتها.. انهيار أكبر بنكين في أمريكا وفي العالم... الربويين بصريح العبارة..!
تتجلى عبودية الإنسان للمال، وعشقه للدينار، وكيف أن الحياة كلها تنتحر.. بهبوط المال!
تعبر بشكل واضح عن التصاق حب المال بغريزة الإنسان.
وكيف أن المال هو (الحياة) بمفهوم البشر..!
ولا يسع أحد إنكار هذه الحقيقة والغريزة الطائشة والجلية في ملامح البشر..
قررها الخالق تعالى: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمَّاً).
إذاً لا مفر من فطرة الخلق الأولى من عشق المال واعتماد الحياة على قوامه..
ورسوخ الطمع في ذات الدينار.
والإنسان بمبدأ أساس الخليقة مطالب بالتسليم للعقيدة، والعيش على منوالها وتوحيد الرب بكامل الروح والجسد.
والاستسلام لأمر السماء.. وذاك بقهر النزوة والشهوة وتحدي الإنسان في ذات الإنسان. ليقيم للرب الجلال، وليستحق جزاء الجنة.. لكبد التحدي في دنيا الابتلاء.
إذاً لا مفر من غرائز فطرة الخليقة وأساسيات الحياة الأولى في الطين قبل الجسد..!
والرب تعالى لم يمسخ الفطر ويقهرها حتى تدين بالتوحيد وبالعقيدة.
بل هذب الفطر ووجهها.. وكبح جماح طمعها.
وسواها بأبهى الصور.. تليق بالإنسان لترقى به في سمو الدرجة بمحاذاة القمم..!
انهيار البنكين الربويين صور للبشرية مدى الهروب من الروح إلى الذات!
ومن الخالق للمجهول! وقتل روح الفطرة في عقل البشر..!
أكد الانهيار أن الإنسان بحاجة الروح.. وأن سرطان المادة قتل على مأدبة المال..!
خسر الحياة والمال والروح معاً..
حين تنكر فطرة الإنسان.. وهرب من الوحي.. وانزوى خلف الشهوة الطائشة.. لينتكس الطرف خائباً وهو حسير.
يندب الإنسان حظه الخاسر.. ويعلن للكون ولعالم المخلوقات..
عاقبة الفخار بشريعة القانون.. راغماً.. وبلا اختيار..!
هي عودة.. ونسمة من نسائم رب الخليقة، (الله لطيف بعباده).
يقدر لهم السوء بميزان أعينهم، وهو الخير كل الخير للإنسانية جمعاء..، هي وقفة محاسبة ونذير من خطر السقوط وتنبيه ذي الجلال للعباد.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ}.
جدير بك ياذا العقيدة..
إن تراجع حساباتك وأن تعود من المفر إلى لا مفر..
لا ملجأ من الله إلا إليه.
فاتقوا الله يا عباد الله.
J.s.d-1@hotmail.com