Al Jazirah NewsPaper Friday  21/11/2008 G Issue 13203
الجمعة 23 ذو القعدة 1429   العدد  13203

قصة وقصيدة

 

المرجع = سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية للراوي والأديب منديل بن فهيد رحمه الله

راشد الهجلي الشمري (أبو كريدي) وهو من الشعراء النابهين في زمنه وكان راشد الهجلي ممن يقطنون في بقعاء عند أهلها وبين فلائحهم وكان رفيقه زيد بن مرهش بن مهيد العتيبي، وكما هي عادة الناس في تبادل المعروف والهدايا والمنايح فقدم راشد لزيد بكرة منيحة يسناه على نخيله فقاموا وشطنوا البكرة للعساف بحبل إلى إحدى النخلات فمر رجل من أصحاب راشد وتلفظ بكلام يعبر عن عدم رضاه عن عملهم بالبكرة فسمع راشد كلامه وأسرها بنفسه وعند الجداد أعطاه جاره زيد كروته واكراميته علاوة على منايح القيظ من النخل وأعاد إليه بكرته وكانت عشراء ولما رحل راشد مع رحيل البادية للصحراء كالعادة مع أوائل البرد والشتاء كانت البكرة قد ولدت وأخذ راشد يشرب من حليبها ويأكل من تمر (حلوة بقعاء) كروتها، وشاء الله أن يسوق ذلك الرجل صاحب الكلام في أحد أيام الشبط شديدة البرد إلى راشد في أحد منازله في النفوذ، وكان الرجل من شدة لفح البرد يتذرى بردن عباته فنزل عنده وكان في قعر من قعارة النفوذ متذري عن هبايب الشبط وكان قد عمل القهوة ويأكل من التمر ويشرب من حليب البكرة وقهواه من دلالة فلما ارتاح عنده وشعر بالدفء وراحة البال قال: اللا يا راشد انت بهذه النعمة ما تغبط السلطان، فقال راشد: هذا من فضل الله ثم البكرة التي لمتني على تقييدها بمجر جاري ابن مرهش، وقد قال راشد قصيدة مشهورة في ذلك المناسبة وهي:

أول زماني مصعدٍ بالهوى غار

مالي شبيه بالملا كود ظلي

يا ما كمعت بذبل تقل نوار

من ذبل ما ذاقهن المتلي

ما أريد أنا أم فلان لو طحت بالنار

واللي حذاه فلاه لو يوزن لي

وثاني زماني مصعد بالشقا حار

من خوفتي تنقص أبخرجيه لي

كم بكرة وضحى بالذود مشكار

نكست حجلها بالمجر مذهبٍ لي

تلقي شحمها بالوهد مثل ما صار

ولا لي حذاها حلوة حشمةٍ لي

ينقد علي به واحد ماله أفكار

لا هو مهلاً به ولا هو مهلي

يا زيد والله ما نوينا بالإنكار

ماني من أهل الدار ولاهم هلٍ لي

تسعين ليلة عندكم تقل خطار

هذاك يفرس لي وهذا يهلي

بين الشقيب وبين مكهف هاك الدار

بهاك البريقا ما حلا منزلٍ لي

إلى اللقاء أخي القارئ في موضوع آخر عبر مدارات شعبية

بدر محمد الأسعدي – بقعاء


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد