Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/11/2008 G Issue 13208
الاربعاء 28 ذو القعدة 1429   العدد  13208
وصف إيصال الكهرباء لها بغير المجدي اقتصادياً.. نائب رئيس شركة الكهرباء.. المهندس اليمني ل(الجزيرة):
تبقى لنا 1.3% من القرى والهجر لتتم تغطية كافة مناطق المملكة بالخدمة الكهربائية

حوار - عبد الله المحيسن

قال نائب الرئيس للشؤون العامة بالشركة السعودية للكهرباء عبد السلام بن عبد العزيز اليمني إن إيصال الخدمة الكهربائية للقرى والهجر لقي اهتماماً كبيراً من الشركة، رغم عدم جداوه الاقتصادية بالنسبة للشركة وقال إن الشركة اعتمدت 2000 مليون ريال لمشاريع كهربة القرى والهجر خلال الفترة الممتدة من 2001م وحتى نهاية هذا العام، وتابع: خطط الشركة تهدف إلى تغطية كافة القرى والهجر التي لم تصلها الكهرباء.. وفي عام 2007م تمَّ إيصال الخدمة الكهربائية إلى 240 قرية وهجرة فيما تم إيصال الكهرباء إلى 364 قرية وهجرة خلال التسعة الأشهر الأولى من العام الحالي (2008م) وأضاف: الشركة السعودية للكهرباء أدركت أهمية المسؤولية الاجتماعية وعملت منذ تأسيسها على تقديم خدمات متعددة لكثير من الجهات الخيرية والتعليمية، مؤكداً على أهمية الدور الذي تلعبه الشركات في خدمة المجتمع.. (الجزيرة) اطلعت على جهود الشركة ومسؤوليتها الاجتماعية، من خلال الحوار الذي أجرته الجزيرة مع اليمني.. وفيما يلي نصه:

* كيف ترون مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركة السعودية للكهرباء؟

- ننطلق في فهمنا للمسؤولية الاجتماعية من الاتجاهات الحديثة في هذا المجال، التي ترى أن هناك علاقة بين المسؤولية الاجتماعية وتعزيز القدرة التنافسية للشركة، بمعنى أن أنشطة الشركة المرتبطة بالمجتمع والبيئة لها انعكاسات على الاقتصاد الكلي.. هذا الفهم الذي تنبهت إليه معظم الشركات في العالم كان مدخلنا للفهم الواسع للمسؤولية الاجتماعية، لذا نربط ربطاً وثيقاً بين المسؤولية الاجتماعية والتنافسية باعتبارنا جزءاً من المجتمع الخارجي، نتأثر بكل ما يجري حولنا في العالم وبما نشهده من متغيرات خاصة في وقت انتشرت وسادت فيه مفاهيم المؤسسة الحديثة واقتصاد السوق الحر.

وتُعتبر شركة الكهرباء جزءاً من النسيج الاجتماعي بالمملكة فهي تتأثر بما حولها من تطورات ومتغيرات، كما أنها تؤثر في الدوائر المحيطة بها، من هذا المنطلق حددت الشركة مفهوم المسؤولية الاجتماعية فهو يبدأ بالاهتمام بالموظفين، فالشركة تسعى للوصول لما يعرف بولاء الموظفين من خلال برامج رعايتهم.

* هل لديكم إستراتيجية محددة لتحقيق هذه الأهداف؟

- ظلت الشركة منذ تأسيسها وبدء أعمالها في عام 2000م تحرص على تطوير تقديم الخدمات الكهربائية المتكاملة، ولكنها لم تغفل دعم أنشطة المجتمع الخيرية والإنسانية والاجتماعية.. وخلال هذه الفترة القصيرة تمكنت الشركة من إنجاز العديد من الأعمال التي تصب في نطاق المسؤولية الاجتماعية وتعددت برامجها في المجالين الإنساني والاجتماعي.. وستواصل عملها في هذين المجالين بالتنسيق مع المؤسسات والشركات الأخرى، بهدف توسيع قاعدة المستفيدين.

ولن نقصر خططنا على الأنشطة والمسؤوليات الاجتماعية الداخلية، فنحن نتطلع إلى توسيع دائرة اهتماماتنا لتستوعب القضايا والمواضيع التي تشغل بال العالم اليوم كالبحث في مصادر الطاقة المتجددة. إن الاهتمام بمثل هذه المواضيع يُعد مدخلاً لتحسين الأداء الذاتي ويسهم في رفع الإنتاجية.

* لكن كيف ترون عملية إيصال الخدمة الكهربائية لطالبيها في القرى والهجر جزءاً من المسؤولية الاجتماعية وأنتم مطالبون وفقاً لنشاطكم وملزمون بتقديمها؟

- يلقى إيصال الخدمة الكهربائية للقرى والهجر اهتماماً كبيراً من الشركة، مع العلم أن تقديم هذه الخدمة غير ذي جدوى اقتصادية، والشركة تعمل على أسس اقتصادية ويمكن لها أن تنظر لهذا الجانب، خاصة أن تعريفة استهلاك الطاقة الكهربائية بعد تعديلها في عام 1421هـ لم تعد متوازنة بين الاستثمار والعائد على الاستثمار.. كما أنه في ظل وجود التعريفة الحالية كيف يمكن للشركة أن تغطي مصاريفها وتلبي احتياجات المشتركين وتدفع رواتب الموظفين وتنفذ سنوياً العديد من المشاريع لكي تزيد من قدرات التوليد والنقل والتوزيع للكهرباء لتلبية الطلب السريع والمتزايد في الطلب على الطاقة الكهربائية.. ودعني أذكر لك أن الشركة اعتمدت 2000 مليون ريال لمشاريع كهربة القرى والهجر خلال الفترة الممتدة من 2001م وحتى نهاية هذا العام، كما أن خطط الشركة تهدف إلى تغطية كافة القرى والهجر التي لم تصلها الكهرباء.. وفي عام 2007م تم إيصال الخدمة الكهربائية إلى 240 قرية وهجرة فيما تم إيصال الكهرباء إلى 364 قرية وهجرة خلال التسعة الأشهر الأولى من العام الحالي (2008م) وبذلك وصل عدد المدن والقرى والهجر التي تمت كهربتها إلى 11317 مدينة وقرية وهجرة، محققة نمواً سنوياً مقداره 5.2%.. ولم يتبق سوى 1.32% من القرى والهجر لكي تتم تغطية كافة قرى وهجر المملكة بالخدمة الكهربائية.. كما أن نسبة تغطية المملكة من الكهرباء وصلت إلى 98% ومعلوم أن تكاليف إيصال الكهرباء لغالبية القرى والهجر عالية وبعضها مكلفة جداً خاصة في المناطق الجبلية والوعرة ودخل الشركة من هذه المناطق محدود جداً نظراً لقلة استهلاك الكهرباء وبالتالي فإن العائد على الاستثمار يكاد يكون معدوماً ولذلك نؤكد على أن تنفيذ هذه المشاريع يتم وفقاً لتوجيهات الدولة بتعميم الخدمة الكهربائية لكافة مناطق المملكة، ومن هذا المنطلق تنفذ الشركة برنامج كهربة القرى والهجر دون النظر إلى العائد المادي ولذلك تعتبر هذا الجهد ضمن إطار المسؤولية الاجتماعية، ونحن في الشركة نعتز ونفتخر بهذا الإنجاز، والدولة لن تتخلى عن الشركة وهي تقدر لها الجهود التي تبذلها في هذا المجال.

* لديكم برامج خاصة في مجال الأبحاث والتطوير، بالتنسيق مع الجامعات ومراكز البحوث، فكيف توجهون مثل هذه البرامج لخدمة المجتمع؟

- لا بد من الإشارة أولاً إلى أن الشركة خلال مسيرتها قد تراكمت لديها خبرات وتجارب، فأصبحت تملك قدرات ومصادر مثل التقنيات والمعارف، ولا شك أن ما يُعرف بالتراكم المعرفي وأنماط العمل المختلفة تعزز بدورها قدرة الشركة على الابتكار والتجديد.. وانطلاقاً من هذا الفهم وحرصاً على تحقيق التبادل المعرفي، تسعى الشركة لتوجيه جزء من برنامج الأبحاث والتطوير بالتنسيق مع الجامعات السعودية ومراكز البحث العلمي لخدمة المجتمع.. وإذا ألقينا نظرة على تلك البحوث التي تدعمها الشركة نجد أنها تركز على جوانب عديدة من خلال البحوث والدراسات والمشاركة في البرامج الوطنية والدعم المادي والمعنوي لحملات الترشيد وتنظيم اللقاءات العلمية.

* أضحت المحافظة على البيئة أحد الأسئلة المطروحة على قطاع صناعة الكهرباء، فإلى أي مدى استطاعت الشركة أن تربط بين البحث العلمي وإصحاح البيئة خدمة للمجتمع؟

- الشركة تعتبر المحافظة على البيئة أحد مرتكزاتها الأساسية عند إعدادها لخططها التشغيلية والرأسمالية.. فالشركة عندما تحد من منع التلوث في عملياتها الإنتاجية فإن ذلك يأتي استشعاراً منها بالمسؤولية تجاه المحافظة على بيئة نظيفة للوطن والفائدة للمواطن والمقيم، لذا فإنها تعمل على توجيه بعض البحوث العلمية التي تقوم بها مع الجامعات ومراكز البحوث لإصحاح البيئة والمحافظة عليها وتعميق الشعور بالمسؤولية تجاه البيئة وسط جميع العاملين.. وقد أجرت الشركة عدداً من الدراسات والبحوث في مجال البيئة.

* وقَّعت الشركة مؤخراً عقود تمويل عدد من الكراسي واللقاءات العلمية، فهل لكم أن تعرفونا بها وبأهدافها؟

- لدى الشركة شراكة علمية مع الجامعات ومراكز الأبحاث الوطنية وقد عملت على تمويل ثلاثة كراسي علمية في الجامعات بلغت تكاليفها 15 مليون ريال.. منها كرسي علمي بجامعة الملك عبدالعزيز تبلغ تكلفته 5 ملايين ريال ويهدف لإدارة الأحمال الكهربائية ورفع كفاءة استخدام الطاقة الكهربائية.. كما يهدف أيضاً إلى عرض الفوائد الاقتصادية والتقنية العائدة على المملكة في مجال تقنية وإدارة الأحمال وتطوير إستراتيجية الشركة لبرامج إدارة الأحمال وتوعية المشتركين في هذا المجال مع التركيز على برامج التعريفة المتغيرة وبرامج شراء الطاقة لبرنامج الاستفادة من التوليد الذاتي وبرنامج التخزين التبريدي وبرامج التحكم بأحمال التكييف.. وهناك أيضاً كرسي بجامعة الملك سعود الذي تبلغ تكلفته 5 ملايين ريال ويهدف إلى تحقيق موثوقية وأمن النظام الكهربائي.. وكذلك كرسي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الذي تبلغ تكلفته 5 ملايين ريال لإجراء بحوث علمية في مجال الحماية الكهربائية والتحكم.

* هل هذا يكفي لدعم البحث العلمي في الجامعات السعودية، خصوصاً في مجال عملكم؟

- ليس هذا كل ما تقدمه الشركة للجامعات ومراكز البحث العلمي بالمملكة فالشركة تقوم برعاية العديد من الملتقيات والندوات المتخصصة التي ترتبط بطبيعة عملها على سبيل المثال لا الحصر قدمت دعماً للقاء العلمي الذي نظمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع مجلس الغرف تحت عنوان (دور رأس المال الجريء في استثمار نتائج الأبحاث في المملكة)، كما شاركت في رعاية المؤتمر الهندسي السابع تحت شعار: (نحو بيئة هندسية منافسة لاقتصاديات العمولة) إضافة إلى رعاية معرض مشاريع التخرج بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود، أضف إلى كل هذا مشاركة الشركة وبصورة منتظمة في أيام المهنة التي تنظمها الجامعات السعودية.

* يلاحظ ازدياد عدد حوادث الكهرباء من جراء عبث الأطفال بالأدوات الكهربائية في المنازل.. ماذا عملت الشركة لتوعية المجتمع بخطورة هذه الحوادث؟

- بالفعل لاحظت الشركة أن هناك تزايداً لهذه الحوادث في كل من المنطقتين الجنوبية والشمالية، ومن منطلق المسؤولية الاجتماعية أطلقت الشركة حملة جديدة ضمن برنامج السلامة، أُطلق عليها اسم (حملة مصباح) استهدفت الشركة من خلالها نحو 600 ألف طالب تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و 18 عاماً في جميع المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية.

وقد نظمت الشركة في هذه الحملة العديد من الفعاليات مثل توزيع مجموعة من المطبوعات والملصقات التوعوية على جميع طلاب المدارس، وتخصيص معارض ل (مصباح) داخل المراكز والأسواق التجارية، كما أنتجت الشركة عدداً من الحلقات الكرتونية، وأطلقت الشركة موقع (مصباح الإلكتروني) الذي يتضمن أقساماً تربوية وتوعوية وترفيهية ومعلومات عامة تتعلق بالسلامة، إضافة إلى مسابقة مصباح التي أطلقتها الشركة لتشجيع الأطفال والشباب على المشاركة، حيث لاقت الحملة قبولاً واسعاً وشارك في المسابقة 3.816 طالباً وتم تكريم الفائزين في الحفل الختامي الذي أُقيم في مدينة أبها.

* ماذا عن دعمكم للجمعيات الخيرية في المملكة؟

- قدمت الشركة دعماً يصل إلى 6 ملايين ريال لأكثر من 1700 جمعية ومؤسسة خيرية مرخصة منذ عام 2003م وحتى العام الحالي.. كما أن الشركة تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة وتعمل على دعمهم بما يمكنهم من تطوير قدراتهم إضافة إلى أنها تفاعلت مع جمعية الأطفال المعاقين من خلال المشاركة في برنامج بطاقات التهاني لجمعية الأطفال المعاقين.

وهناك أيضاً برنامج دعم جمعيات الأطفال الأيتام وتخصص الشركة لهم أياماً ترفيهية في مراكز الترفية الخاصة بها.. ونظمت الشركة يوماً مفتوحاً لأبناء الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) في المركز الترفيهي بالرياض كما أن الشركة مستمرة في تنفيذ برنامج توظيف الطلاب في فترة الصيف والذي يشارك فيه سنوياً 450 طالباً على مستوى المملكة وذلك لتنمية أدائهم وقدراتهم الذاتية لاستثمار أوقات فراغ الطلاب في هذه الفترة من كل عام.

* نأمل إلقاء مزيد من الضوء على المسؤولية الاجتماعية التي تقوم بها الشركة تجاه منسوبيها؟

- تعتبر الشركة منسوبيها ثروتها الحقيقية وهي تهتم بهم وتسعى لتهيئة وتوفير بيئة عملية مريحة.. كما أنها تعمل على إطلاق طاقات الموظف الإبداعية وعلى الارتقاء به لكي يبادر ويبدع ويقدم للمشترك أفضل خدمة ممكنة.. وحرصت الشركة على تزويد الموظف بما يناسبه من خدمات ومنتجات ليستفيد منها هو وأسرته وذلك من خلال موقع الشركة الإلكتروني الداخلي أو بث رسائل عن طريق الشبكة الداخلية.. بجانب ذلك تهتم الشركة بتنظيم الأنشطة الاجتماعية للموظفين وبالحملات التوعوية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد