أن يعفو الكبير عن أخطاء أخيه الصغير فهذا ما اعتدنا عليه أفراداً ودولاً، أما أن يذهب الصغير في خطئه إلى حد القذف والكذب فذلك ما لا يمكن السكوت عليه.
هذا بالضبط ما اقترفه شخص اسمه عاطف عدوان ويشغل مسمى (عضو المجلس التشريعي للمجلس الفلسطيني)، أي ما يمكن مقارنته بمجلس النواب، هذا الشخص خاض بما يمكن أن نعتبره تجاوزاً من أشخاص لا يفقهون بما يتكلمون، أو أنه يقيس الآخرين بمقياس ما هو عليه؛ فهو يرى الآخرين بالفَهم الذي يفهم به، ويقيّم الوضع الذي ينظر إليه من زاوية الموقف الذي هو عليه. ولكي نكون أقرب إلى الصورة التي نتحدث عنها نذكر ما ادعاه هذا الدَّعي من أن المملكة منحت تأشيرات الحج إلى الفلسطينيين الذين اختارتهم حكومة سلام فياض وحرمت مَن اختارتهم حكومة إسماعيل هنية..!!
هذا الدَّعي غاب عليه أن حكومة المملكة تعامل الفلسطينيين بعيداً عن أي تصنيف، وأنها لا يمكن أن تزيد جراحهم بالانحياز إلى فياض أو هنية؛ لأنها تتعامل مع فلسطين كقضية وليس كأشخاص أو مواقف سياسية، هذا بالنسبة إلى القضايا السياسية، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بمسألة عقدية ودينية كقضية الحج، فهل يمكن أن تنحاز المملكة في قضية تتعلق بالدين؟.. وهل تنحاز لعباس أو فياض في مسألة غريمها الله...!!
هذا مفهوم لا يصل إلى إدراك عدوان وغيرهم، الذين في عقيدتهم شرخ ولبس وتداخل ما بين المصلحة السياسة والمصالح الدنيوية..!!
فهم الآخرون لدور قيادة المملكة العربية السعودية وشعبها وخدمتهم لقضايا الأمة الإسلامية والعربية، الذي من خلاله يتعاملون مع المملكة وأهلها.. يجب أن يوضح لهؤلاء وإفهامهم أن المملكة قيادة وشعباً وإن تجاوزوا عما يقوم به الأشقاء والأصدقاء من تجاوزات وقدح وتصرفات سيئة لا يمكن أن نتقبلها ونتجاوزها؛ فالأكرمون والعافون عن الغيظ لهم مدى معين لا يمكن أن يستمروا في تجاوزه، وإلا عد ذلك ضعفاً وليس كرماً..!!
فنحن نتابع الإساءة والتجاوزات التي بلغت حداً لا يمكن القبول به، ومن...!! من الذين أغرقناهم بالمساعدات وبالمواقف الداعمة وأشركناهم في لقمة عيشنا، واقتسمنا معهم المصير، فحسبوا ذلك ضعفاً وليس تمسكاً بالمبادئ.. فذهبوا في غيهم أي مذهب؛ ولهذا يجب أن يعلموا أن المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً لا تقبل أية إساءة من أي كان؛ لأنها تعرف واجبها وتقدم ما تعتبره واجباً دون منّة. وليعرف الجميع أن عليهم أن يحترموا كبارهم، وأن يُسكتوا صغارهم عن ارتكاب الآثام التي يعرفون إلى أية جهة يجب أن يوجهوها..!
jaser@al-jazirah.com.sa