إذا لم تكن أديت فريضة الحج فإنك ستظل غير قادر على استيعاب الأداء اللغوي الواسع الذي تتميز به عبارة (حج يا حاج) والمواضع التي تقال فيها ولو كان بمقدورك أن تتصور أن سماء المشاعر المقدسة تتقافز فيها هذه العبارة حتى تكاد تفوق التسبيح والتهليل والتكبير.. فلابد أن تتوقف وتتأمل!!!
عدت من فريضة الحج قبل أعوام وأنا أكرر (حج يا حاج) على سبيل التندر من كثرة ما سمعتها وألفتها وضقت كثيراً من مستخدميها الذين يتحزمون بها ويطلقونها في وجه كل العوائق التي يمكن أن تقف في طريقهم غير آبهين بحقوق الآخرين المماثلة لهم.
** وأنت تعبر الطريق يتناولك المفترشون للطرقات بأوانيهم وأطفالهم الصغار ويصرخون (حج يا حاج) ويعتبرون كل من مر بقربهم معتدياً على حرياتهم، على الرغم من أنهم يعرضون الحجاج لموت جماعي إثر التدافع والدهس من جراء احتباسهم في ممرات ضيقة بعيداً عن الأمكنة الواسعة من الطريق التي يفترشها هؤلاء!!
** لقد أسعدني تصريح اللواء علي بن سعود السهلي قائد قوات أمن الحج لشؤون الأمن الذي أشار فيه إلى أن الرقابة ستكون عبر كاميرات وأجهزة مزروعة في الطرقات لمنع أي افتراش يعوق مسيرة الحجاج.
** كما أتمنى أن يبذل الدعاة جهداً في تنوير الحجاج القادمين خاصة من شرق آسيا إلى خطأ معتقدهم بأن كل من يموت في الحج شهيد، حيث يتدافع كبار السن واليائسون تدافعاً جماعياً ويشكلون صفاً افتراقياً لجموع الحجاج يرددون بصوت واحد (حج يا حاج) ويقتحمون الطواف والمسعى ورمي الجمرات بهذه الصفة تحت رغبة عارمة في الموت ونيل الشهادة.. (!!؟)
إن تدريب المسلمين على اليسر وعلى البحث دائماً عما يحفظ الأرواح والأبدان ويبعد عن الناس المشقة هو الطريق الأصوب في حماية الحجاج من المخاطر والتزاحم والتدافع.. فالعبادات رحمة في ظاهرها وباطنها والحج إحداها ولابد أن يسعى المسلمون إلى الالتزام بتعليمات الأمن والمرور والصحة حتى يخرجوا من حجهم هذا ويعودوا لبلادهم وهم في أحسن حال من الأمن على الأرواح والأموال.. غير مُؤذَين ولا مُؤذِين وتقبل الله من الجميع عباداتهم في هذه الأيام المباركة.
fatemh2007@hotmail.com