توقفي .. ما بكِ تركضين..؟ ألا تقفين لقرينتك قليلاً ريثما أعبر بكومة الأفكار في رأسي وأدلقها فوق كفي وأعيد ترتيبها ثم أشرع في تنفيذها وبعد أن أجلس لكوب الشاي تتحركين..؟
ألا تتريثين فلا تسجلين تحت كف قدمي أثرك حتى أفرغ من أثرك الذي عبر بها قبل حين..؟
ألا تمنحينني فرصة أتأكد فيها أن بصمة الذي كان قد أخذت مكانها في دفتر الذي سيبقى..؟
ما بكِ تراكضين تتمادين في المضي دون أن تعيري حواف الإطار الذي يحتويك نظرة فتعلمي كيف تكوَّن من شجرة السنديان..؟.. وكيف حفرته يد الصانع بإتقان..؟ وكيف أسقته الغيمة ذات نمو فناف في علو الفضاء..؟ وكيف اجتثه بعد اليباب الحطاب..؟ وعالجه النجار..؟ وزخرفه الدَّهان..؟
وأنتِ تمشين في خطواتك بهدوء.. غير أنه يكسر الصمت.. في وقار لكنه يتمرد على الأمل.. وفي انسيابية لكنها تكسر الترجي...
متى تلاحقيننا بها..؟ وأين تجلديننا بها...؟ وكيف توغرين في الماهية ألف سؤال عنها..؟
ألا تدرين بأنك كلما افترقت عن رفيقتك تحثين..؟.. وكلما التحمتما توقظين..؟.. وكلما عدتما للبدء ووصلتما للانتهاء كثرت أوراق الكتاب...؟.. وحبِّرت سطوره..؟ وأبلجت حروفه..؟
يا من تلتفين حول معاصم الأيدي..
وتتصدرين واجهات كل الواجهات.., يا من تقفين سوطا أمام وعد.. أو عهد يتخلف عنك فيه أحد... فتنفضينه خوفا وتهزينه قلقا.., وتقفين بشارة عند محطات الواصلين دون تخلف...
يا ساعة الوقت هلا تتريثين...؟ أم أنك صماء عند هذا السؤال..؟.. بكماء عند الإجابة عنه...؟