الذي يعمل يخطئ والذي لا يتعلم من خطأه أيضا مخطئ، من الخطأ نتعلم الطريق الأجمل والأكمل لمعالم النجاح، إن المتأمل لمسابقة شاعر المليون يجدها بذرة جميلة ولكن للأسف لم تنم النمو الطبيعي لعدة عوامل قد نختلف ونتفق في أسبابها ومسببتها ولكن الأكيد أن هناك نقصا ما يجب أن يعالج لتستمر المسيرة ويسمو الشعر.. فالملاحظ أن هذه المسابقة لا تعتمد على رؤية نقدية متبعة وواضحة في تقييم النصوص المطروحة أمامها، مما يفقدها مصداقيتها ويشكك في عدالتها الذي بدوره لا يعطي الصورة الحقيقية والواقع الصادق للنص المطروح على مسامعهم، فتقييم اللجنة يقوم على أهواء شخصية، ونظرة ذاتية كل على حسب حالته النفسية في تلك اللحظة فمثلا (فالك البيرق، قصيدة جزلة، صح للسانك، إلا نبي شيله أو موال) هل نعتبر هذا تقييم لجهد شاعر متميز استطاع أن ينال الأفضلية مع 48 شاعرا هذا إن سلم من الكلمات البذيئة والسخرية الواضحة وكلمات التعالي والغرور ومن لم يقتنع يرجع للحلقات المسجلة سواء في التصفيات التمهيدية أو ما بعد الثمانية والأربعين، وهذا يتطلب قبل كل شيء إيجاد آلية نقدية للجنة، كذلك عملية حسب النقاط يجب أن تكون واضحة ومعلنة وفقا لتلك الأهداف المحددة والعناصر الشعرية المعروفة بحيث يأخذ كل عنصر حقه المعروف من النقاط وفقا لتلك العناصر المراد تطبيقها على النص مثل (الوزن وموسيقاه، القافية، المعاني، الألفاظ الصياغة، التشبيهات والاستعارات، الثقة بالنفس وحسن الأداء). فكل عنصر يحسب له عشر درجات مثلا ويكن هناك مقرر يعلن الدرجة النهائية مباشرة بعد تقييم كل عضو من اللجنة للنص، والسبب الآخر يتعلق بالجمهور حيث إن النسبة الأكبر من الدرجات الممنوحة للنص تقوم على أعلى نسبة تصويت من الجمهور فأعتبره عامل سلبي في نتيجة التصويت، فالجهور هنا يرسل الرسائل لاتباعهم الرغبة الذاتية وابتعادهم عن الصدق والموضوعية في عملية الترشيح، مما يؤدي إلى دخول عينات لا توجد لديها أي خلفية عن نتاج مرشحها ومستوى تميزه الشعري بل لأنه ابن عم أو حتى أحيانا لأنه (كفيلي)!؟ فإتاحة التصويت من قبل الجمهور دليل قاطع على أن القائمين على البرنامج يبحثون عن الكم لا عن الكيف، فهل نعتبر فوز هذا الشاعر أو ذاك بمثل هذه المسابقات يعكس مصداقية الإبداع والعطاء الشعري الذي أهله دون غيره للفوز بهذه الجائزة. كذلك آلية توزيع أسماء القبائل على حلقات بطريقة فاضحة وواضحة، مع العلم أن المتلقي أصبح أكثر وعيا لهذا التخبط ومنذ الوهلة الأولى، وهل الفاصل الذي يتخلله غناء صاخب ورقص ماجن أساس لنجاح البرنامج كما أن المنظم الرئيس لهذا الحفل يستطيع إيجاد بدائل أخرى غير استنزاف المشاعر والجيوب مثل النقل الحصري للمسابقة (مرئي ومقروء ومسموع)، وعن طريق بيع التذاكر، والمجلة المخصصة للبرنامج، والدعايات التجارية التي تتخلل البرنامج؟.. فقط إنها المتاجرة بالشعر وذبح المشاعر على الطرقة الخليجية.!!؟