الرياض - سعيد الخوتاني
تصدرت بيروت الوجهات السياحية المفضلة لدى السعوديين في إجازة عيد الأضحى المبارك هذا العام. وكشفت لقاءات مسحية محدودة قامت بها (الجزيرة) خلال الأيام القليلة الماضية لبعض مسؤولي تسويق الرحلات السياحية في وكالات السفر في العاصمة الرياض. فقال فينود مدير قسم السياحة بالشركة العربية لخدمات المسافرين المحدودة ان الوجهات السياحية القريبة في الشرق الأوسط مثل بيروت ودبي البحرين والقاهرة شرم الشيخ وبعض الأماكن في الشرق الأقصى مثل ماليزيا صارت الأكثر شعبية في إجازة عيد الأضحى المبارك لدى السعوديين الذين يشكلون 90% من عملائنا، ولكن بيروت تصدرت تلك الوجهات.
أما أوروبا فلم يكن الإقبال عليها كما كنا نتوقع. أما الإقبال الكلي مقارنة بالعام الماضي فكان أقل قليلا بنسبة 10 %. وعزى فينود ذلك إلى الكساد العالمي الحالي وأنه تمت ملاحظة بوادر ذلك قبل شهر من الآن، كما تمت ملاحظة أن السعوديين صاروا أكثر وعيا بالأسعار ولا ينفقون كثيرا مقارنة بما كانوا عليه سابقا وصاروا حريصين على الاقتصاد ومراعاة إمكاناتهم المالية.
وأكد خالد أبو جبل مدير وكالة هادي للسفر أن الوجهات الأهم للسعوديين في إجازة عيد الأضحى الحالية هي بيروت ودبي، تليهما القاهرة أما من لم يفضل إلى الخارج فقد اختار التوجه لجدة. ويرى أبو جبل أن التوجه للأماكن القريبة من المملكة ليس لتأثير الأزمة المالية العالمية الحالية فحسب وإنما أيضاً لكسب الوقت لقصر الإجازة حيث إن الذهاب للمناطق البعيدة يستهلك وقت إجازة عيد الأضحى المبارك القصيرة نوعا ما، فضلا عن أن كثيرا من السعوديين يفضلون في هذا الوقت السياحة البرية خاصة بعد هطول الأمطار واعتدال الأجواء.
وأكد أبو جبل أن الأزمة العالمية أيضاً بدأ يظهر أثرها حاليا، حيث صارت الوجهات مختارة من السعوديين وتخضع للمفاضلة بناء على رخص الأسعار. وذكر أن هناك نقصا في العمل يصل إلى نسبة 20 في المائة.
ويوافق نعمان موسى مدير المبيعات لوكالة رتل للسياحة والسفر بأن غالبية السعوديين توجهوا إلى بيروت ودبي والقاهرة في إجازة عيد الأضحى الحالية، ولم يتوجهوا إلى ماليزيا وإندونيسيا، بسبب قصر الإجازة، ولكن أغلبيتهم توجهت إلى بيروت ودبي. ولم يوافق موسى على أن ذهاب السعوديين إلى الوجهات القريبة هو سببه اقتصادي لأن بيروت ودبي ليستا برخيصتين، وأن من يسافر الآن بعد عودته قبل مدة قصيرة من الإجازة السابقة لعيد الفطر المبارك والإجازة الصيفية فإن وضعه المالي من المؤكد جيد. وذكر بأن وكالته حققت زيادة في المبيعات في كل الإجازات الصيفية والعيدين بنسبة 30% عن السنة الماضية. وذكر بأن من كثرة الإقبال على بيروت أن شركة طيران الشرق الأوسط قامت بتسيير أكثر من 20 رحلة إضافية خلال المدة الماضية، مما جعل التوجه إلى بيروت ممكنا بسبب توافر الرحلات إلى بيروت في حين أن الخطوط السعودية لم تسير أي رحلات إضافية لبيروت واكتفت برحلاتها الثلاثة أسبوعيا وتوجهت لنقل الحجاج بمناسبة موسم الحج، بينما لم تسير خطوط مصر للطيران إلا رحلات إضافية محدودة إلى القاهرة.
وأكد مدير خطوط طيران الشرق الأوسط في منطقة الرياض والمنطقة الوسطي مقداد على مقداد ما ذهبت إلي مسؤولين وكالات السفر والسياحة التي استطلعتها (الجزيرة) فقال ان الإقبال على التوجه لبيروت كان كبير جدا وفوق المتوقع بنسبة30 % عن إجازة عيد الأضحى العام الماضي.
وأرجع ذلك إلى بدء استقرار الأوضاع الأمنية في لبنان، مؤكدا أن لبنان اثبت بأنه الوجهة السياحية المفضلة للمواطنين الخليجيين بمن فيهم السعوديون لما يجدونه فيه من سياحة متنوعة تشمل السياحة الاستجمامية والصحية والثقافية والترفيهية وغيرها. وذكر مقداد بأن معظم من يستقل الخطوط اللبنانية حالياً هم من السعوديين، وأوضح بأن خطوط طيران الشرق الأوسط زادت من رحلاتها ما بين الرياض وبيروت خلال الأيام الماضية إلى ثلاث رحلات يومياً وفي بعض الأيام إلى سبع رحلات جميعها كانت محجوزة بنسبة 99 % تقريبا.