استطلاع - الفريق الإعلامي للملتقى
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ينطلق عصر اليوم الجمعة بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض فعاليات الملتقى السنوي الثاني (خير أمة) الذي ينظمه فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض ويستمر حتى 24 من ذي الحجة تحت شعار (أمة واحدة).
وحول هذا الحدث وصف فضيلة الدكتور عبدالله بن محمد الشثري مدير عام فرع الهيئة بمنطقة الرياض رعاية سمو الأمير سلمان لهذا الملتقى بأنها امتداد لدعم ومؤازرة قيادة هذه البلاد لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتأكيد لما توليه قيادتنا الرشيدة وما تنشده من تطوير ونماء لهذا الجهاز الهام.
ونوه الشثري برعاية الأمير سلمان للملتقى وقال إنها تؤكد اهتمام ولاة الأمر بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تاج هذه الأمة وعنوان خيريتها استمراراً لنهج هذه البلاد المباركة في تطبيق شرع الله وإقامة أنظمة الدولة استناداً إلى الشرع الحنيف.وقال إن تلك الرعاية تجسيد لاهتمام سموه بالور الثقافي والفكري لمؤسسات المجتمع بشكل عام وللدور الثقافي الذي يمكن أن تنهض به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل خاص.
وقال الدكتور الشثري إن هذا الملتقى يأتي من منطلق دور الهيئة في تعليم الناس العقيدة الصحيحة ومنهج الوسطية والاعتدال الذي كان عليه سلف الأمة ومحاربة الأفكار المنحرفة والهدامة وخاصة بين أوساط الشباب حيث يجمع الملتقى بين الشباب والعلماء والدعاة المعروفين برصانة علمهم وفقههم وورعهم لينهل الشباب من ينابيع العلم الصافي والعقيدة الصحيحة والمنهج السليم.
وأضاف الشثري أن الهيئة تنظم هذا الملتقى للعام الثاني على التوالي لتوطيد العلاقة بين جهاز الهيئة والمجتمع وحرصا على إيصال الرسالة التوعوية التي تقوم بها الهيئة في خدمة المواطن والمقيم مشيراً إلى أن مثل هذه الملتقيات التي تجتمع فيها الجوانب العلمية والخبرة الإدارية تساهم في النهوض بعمل رجال الحسبة من خلال تبادل الرؤى وتلاقي الأفكار ومعرفة الجوانب الإيجابية وتطويرها والجوانب السلبية لتلافيها مبينا أن الحشد العلمي والفكري الذي سيشارك في برامج الملتقى سيكون له أثره الإيجابي والطيب على منسوبي الهيئة للخروج بنتائج ملموسة وطيبة تنهض بتطوير وأداء مرفق الهيئة كما تسهم هذه الملتقيات في توضيح دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حماية المجتمع من الفتن والشهوات، وترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال من الزاوية الشرعية، عدا عن المساهمة في تحقيق مزيد من التكامل بين الجهات الحكومية والأهلية، في تنمية مستوى الوعي الشرعي والاجتماعي والتربوي بين أفراد المجتمع السعودي مما يحقق له الخيرية المنشودة.
وكشف الشثري أن الملتقى سيتشرف بمشاركات متميزة لنخبة من أهل العلم والفكر والثقافة والتي من المتوقع أن تثري أطروحاتهم الملتقى بالمعلومات المفيدة والحديثة والحيوية ضمن فعاليات دعوية وثقافية وتوعوية واجتماعية وبرامج مصاحبة إذ يحاضر في الملتقى الشيخ سلمان بن فهد العودة والشيخ صالح المغامسي والشيخ محمد المنجد والشيخ محمد بن ناصر العبودي والشاعر المعروف الدكتور عبدالرحمن العشماوي الذي يقدم أمسية شعرية. كما يتضمن الملتقى لقاء مفتوحا طوال أيام الملتقى مع كل من معالي الشيخ إبراهيم الغيث الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدكتور عبدالله الربيعة الجراح العالمي المشهور والمهندس سعود الدويش رئيس شركة الاتصالات والأستاذ تركي السديري رئيس هيئة حقوق الإنسان حيث يلتقي جمهور الملتقى مع هؤلاء المسؤولين في حوار مفتوح فضلا عن أربع دورات تدريبية بمعدل دورة كل يوم طوال أيام الملتقى.
وأضاف الشثري أن للنساء نصيبهن في الملتقى الذي يقدم لهن يومي الأحد والاثنين 23 و24 من ذي الحجة محاضرتين للدكتورة رقية المحارب والدكتورة أسماء الرويشد ولقاءين فكريين مع الدكتورة نورة العجلان والدكتورة وفاء السويلم ودورتين تدريبتين تقدمهما الدكتورة أسماء الحسيني والأستاذة صفية الغامدي. وبهذه المناسبة سعت الرسالة لاستضافة ثلة من أصحاب المعالي حول هذا الموضوع فكان هذا الاستطلاع:
مملكة العلم
بداية حمد معالي الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وزير الحج الله تعالى أن هيأ ولاة أمر يضعون في مقدمة ما يحرصون عليه أشد الحرص الجانب الديني الذي هو الأساس، وهو المرتكز لتحقيق تقدم حضاري مبني على قاعدتي العلم والإيمان وفق مقتضى العقيدة الإسلامية السمحة وذلك منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي استقرأ التاريخ جيداً، واستخلص بفطرته النقية وبفطنته وشجاعته وسعة أفقه كل ما يمكن استخلاصه من عبرة وعظة، حيث وجد في دعوة المصلح الشيخ محمد بن عبدالوهاب المنهج العقدي الصافي من الشوائب، فجعل من ذلك التوجه الذي اعتمده لتوحيد البلاد، ولإقامة هذا الصرخ الشامخ الذي يرتفع كل يوم في مدارج العلياء بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل القيادة الرشيدة المتمثلة في خلمفاء المؤسس - رحمهم الله - وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولذلك ليس بمستغرب أن يتفضل صاحب السمو الملكي الأمير أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز برعاية هذا الملتقى الثاني الذي يقيمه فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض تحت عنوان (خير أمة) لعام 1429هـ تهدف إلى أن يبرز من خلاله جوانب خيرية الأمة العلمية والشرعية والاجتماعية، وذلك في إطار شعار (أمة واحدة).
واردف قائلا وعليه لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل لمقام الهيئة الموقرة لحسن صنيعها في هذا الاتجاه الطيب لتبيان مختلف أبعاد الخيرية التي ينطوي عليها الدين الإسلامي الحنيف الذي تحتكم إليه في كل شؤوننا، فتحقق ولله الحمد لبلادنا العزيزة الأمن بمفهومه الشامل الذي يبرز بوضوح أينما حللنا في هذا الوطن الكبير من أقصاه إلى أقصاه.
وبين أن هذا الأمن الشامل من ثماره أن نرى في كل عام مئات الألوف من الحجاج يفدون إلى الديار المقدسة من مختلف أنحاء العالم ليؤدوا نسك الحج أو العمرة أو كليهما معاً فيجدون الأمن والأمان والعيش الرغيد، فيفوزوا بأداء الشعائر بكل يسر وسهولة، ويعودوا لأوطانهم سالمين غانمين وفي وجدانهم نفحات إيمانية إذ تغمرهم الغبطة ويرتسم على وجوههم الفرح والسررو، وهذا قليل من كثير مما رغبت أن أعرض له.
الهيئة ترعى أغلى ما تملك
من جانبه شدد معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي على أن لكل أمة راقية الحق في أن تبني وتؤسس، وأن تقوم بالإعداد الأمثل لأجيال المستقبل على خطى مدروسة نبع من واقع حضارتها ومعتقداتها، وهو ما نعيشه اليوم في ظل قيادتنا الإسلامية التي هيأت لهذه البلاد المباركة جهات مختصة تعنى بالإعداد الحق للمواطنين عامة ومما يسهم في سلامة ونقاء مسيرتهم الحياتية رغم المغريات والمغيرات المتعددة التي يشهدها العالم من حولنا وفي كل مكان في أرجاء المعمورة.
ونوه معاليه في هذا الصدد بدور الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ذلك وقال فكان دورها الرائد في ذلك حيث تسعى بتوجيهات سامية كريمة إلى إعداد وتنمية أغلى ثروة حقيقية في الوطن الكريم وهم أبناؤه وبناته، الذين عاشوا على هذه الأرض الطاهرة أرض المقدسات والحرمين الشريفين، فقامت هذه الهيئة المباركة بجهود مشكورة من منطلق وطني مخلص في توجيه أبناء الوطن لكل ما فيه مصلحة وخير، وكذلك النهي عن كل ما يسيء للمسلم في سلوكه ومعتقده لتكون المسيرة الحضارية لأبناء هذا المجتمع الكريم مسيرة متوازنة ومتزنة دون غلو ولا تطرف، لأننا جميعاً جعلنا الله هنا أمة واحدة تدعم الخير وتدعو إلى الوسطية في الأمور كلها، وتنهى عن الشر كما قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}
وأردف معاليه فالإنسان هو أساس كل نهضة وبداية كل ازدهار، ونحن على ثقة - بإذن الله - بأن الجهات المسؤولة في الهيئة لديها من التأهيل العلمي والعملي ما يساعدها على أداء رسالتها السامية لخدمة الوطن والمواطن وقيادته السامية الرشيدة فالدولة - أيدها الله - في هذا العهد المبارك الميمون تسعى إلى تنمية مسيرة الوطن والمواطن، وتحقيق رخائه، ونشر روح الأخوة والمحبة والتسامح بين الجميع بما يتفق مع عقيدتنا الإسلامية السمحة.
خير أمة.. (كيف)؟
من جانبه استدل معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية بقول الباري عز وجل في محكم التنزيل: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وقال من هنا ومن وحي هذه الآية الكريمة، ينبثق اسم الملتقى وعنوان ما يقودنا إليه، حيث نعمل بالتيقن قبل التلقين أنه الذكر المحفوظ والحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، متمثلين خيرية ما وهبه الله العزيز على هذه الأمة فيما يتصل بأوجه نشاطات الحياة الإنسانية بدءاً بحياة الفرد، وانتهاءً بتشكيل الحضارات.
وأضاف معاليه ولعل المحاور الرئيسة على قائمة أعمال ملتقى خير أمة الثاني والمعنون ب(أمة واحدة) تجسد هذه الرؤية الخلاقة عندما ننظر من زاوية تفكيكية ل(الخيرية) التي شرف الله بها هذه الأمة، كما جاء في الآية الكريمة أعلاه، حيث تبرز أربعة محاور رئيسة في حل مجالات الحياة لدى كافة الأمم لتوضح شكل خيرية هذه الأمة، وكيفيتها، عبر الجانب العلمي والجانب الشرعي، وكذا الجوانب الاجتماعية والجوانب الاقتصادية.
وقال لقد رأينا الملتقى الأول (خير أمة) وها نحن نراه اليوم أمة واحدة في إشارة بليغة للغاية تأخذنا إلى الحس الإنساني العام، مستحضرين عبر عنوان الملتقى لهذا العام أمة واحدة جانب التعايش والقبول البنائية المشتركة فيما يخدم الصالح العام ولعلي أنتهز فرصة الكتابة بهذه المناسبة لأوجه شكري وتقديري لجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما يقوم به من جهود واضحة، ومساع مشكورة لحفظ وتوجيه وضبط المنظومة الأخلاقية العامة لدى أبناء وبنات هذا الوطن وفق الأنظمة والضوابط الشرعية والحكومية والاجتماعية الراسخة.
*العلاقات العامة والإعلام بفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر