وكأنهم ينتظرون التحلل من وعد وقف نهر الدم في تسابق متعطش للدماء من قادة جيش الإرهاب الإسرائيلي والمتشددين في الجانب الفلسطيني، وهو تسابق في إزهاق أرواح الأبرياء من البشر.
الإسرائيليون الذين امتهنوا القتل واختاروا إزهاق أرواح الأبرياء مهنةً لهم لم ينتظروا انتهاء موعد التهدئة الذي أبرمته مصر بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية والذي ينتهي موعده صباح اليوم الجمعة الساعة السادسة فجراً؛ فخرقوه مراراً، وآخرها مساء الأربعاء وفجر الخميس عندما قامت المقاتلات الإسرائيلية بشن سلسلة من الغارات الجوية على عدة أهداف فلسطينية في أماكن متفرقة من شمال وجنوب قطاع غزة، وأدت إلى استشهاد المواطن الفلسطيني صلاح عبدالهادي عوكل وإصابة ثلاثة آخرين بينهم أحد أحفاد الشهيد.
الذراع العسكري لحركة حماس لم ينتظر طويلاً للرد على الخرق الإسرائيلي حيث قصفت سرايا القدس بلدة كفار عزا الإسرائيلية بصاروخين ليرتفع بذلك عدد الصواريخ الفلسطينية التي أطلقت في أعقاب اغتيال قائد سرايا الجهاد في مدينة جنين، جهاد نواهضة، إلى ثمانية عشر صاروخاً.
هذا الخرق من كلا الطرفين، والذي يكرس عملياً التحلل من الهدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يفتح المجال أمام انفلات كبير في جبهة المواجهة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة، حيث كشفت الصحف الإسرائيلية أن قادة جيش الإرهاب الإسرائيلي لديهم خطط جاهزة لاستعمالها ضد مقاتلي حركة حماس في قطاع غزة، أبسطها سيؤدي إلى مقتل 800 فلسطيني بريء..!
ويذكر أن الكيان الإسرائيلي قد بدأ في التمهيد لارتكاب مجزرة في قطاع غزة عبر ما وصفه بالقيام بعمليات (ضرورية) وملحة لتنفيذ عمليات تصفية واغتيال ضد الكوادر المتشددة من قادة حركة حماس الذين نعتهم بتخريب الهدنة والدفع إلى مزيد من شن العمليات (الإرهابية) ضد الكيان الإسرائيلي بواسطة إطلاق الصواريخ وخطف الجنود الإسرائيليين، وأن الإسرائيليين من أجل إفشال مثل هذه العمليات فإنهم (مضطرون) إلى تنفيذ بعض عمليات التصفية والاغتيال ضد كوادر حركة حماس.
الحملة الإسرائيلية الدبلوماسية والإعلامية هذه تشير إلى أن الكيان الإسرائيلي يخطط لارتكاب مجزرة كبيرة في غزة تأتي تصعيداً لما ارتكبه هذا الكيان الإجرامي من حصار وتجويع لأهل غزة الذين هم الآن في أشد الحاجة إلى دعم الأسرة الدولية؛ لإنقاذهم من خطط الإسرائيليين الشريرة.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244