مال البستاني على زهوره فلاحظ نشاطاً محموماً في شرنقة بالقرب منه، وبعد الفحص اكتشف البستاني أن فراشة تريد أن تخرج من هذا النسيج الأبيض القوي، فأخرج البستاني السكين من جيبه، وقام بعمل ثقب لكي تخرج منه الفراشة.. وبعد لحظات خرجت الفراشة متعددة الألوان إلى يد البستاني، ولكن بعد أن تحطمت أجنحتها ووقعت على جانبها ميتة!!
هكذا ماتت الفراشة؛ لأنها كانت تحتاج إلى الكفاح والنضال داخل الشرنقة لكي تقوي أجنحتها من أجل الطيران، ودون الجهد الذي وضعه الله لكي تواجهه الفراشة، فإنها لا تستطيع أن تصبح قوية بما يكفي لكي ترتفع فوق الحديقة وتحلق في يوم من أيام الربيع الهادئة، إن قلب البستاني الرحيم قد منعه أن يجلس بعيداً ويراقب كفاح الفراشة؛ فكانت النتيجة أن حرم جمالها وهي تصفق بجناحها فوق الورود. وكذلك نحن الآباء لن نستطيع رؤية أبنائنا يمارسون الحياة في قوة وسعادة إذا لم نتركهم يشقون طريقهم وسط النسيج الخشن الذي تحيطهم بها شرنقة الحياة.