القهر النابع عن العجز يدعو للجنون..
كلما أغرق المجنون في عجزه جن قهره..
ما يمكن أن يكون لشعب خسر دماءه الزكية ورموزه الوطنية.. وثروته التراثية.. وهو أعزل من الدرع..
أفرغ من الأمل.. أوهن من الوهن.. أخلي من السند.. يبح صوته في ناي مثلومة جدرانه.. يقطر حرقته في تربة موغلة في التصدع..؟.. يتحول عنده الرمز لتلك الحرقة الدفينة في النفس السجينة لرغبة عارمة في الخروج على أي صورة يمكنها منها جنون قهره, عجزه, فراغه, خساراته, وحدته, غربته, عزلته؟
هذا كان جنون حذاء العراقي.. في لحظة قهر لم تكن لتحسب فارقاً كبيراً بين كلمة أو رصاصة أو حذاء.. طالما أن الموقف لا يتيح السلاح, ولا يبيح القول..
هذه خلاصة ما تدور عنه أحاديث شتى ويتناحر في مدى أخلاقية هذا السلوك من عدمه.. والرجل فقد كل شيء حتى حذاءه ومن ثم ضلوعه وساعده.. هو الآن بين أيدي من سيزيدونه أغلالاً, وسيسحقونه استرداداً لموقفهم الضيق جداً وهو خروجهم الذاتي منفرداً، ملمعين في معية من سيغادر بيته الأبيض وتاريخه الأسود حرصاً على منصب وتمسكاً بأبهة بينما تجرهم عربة محملة ببقايا إرث القهر والخسارة وسواد الصحف إلى حيث ذاكرة تاريخ ربما يرحم إن كتب بماء ملوث, أو لا يرحم إن قيّضت له ألسنة وأسنة نقية.. فمجنون من لا يقرأ جنون القهر حرفاً حرفاً في جملة أفعال..