يحمل على عاتقه هذه الأيام خط هجوم فريق بأكمله، ليس في أي فريق فحسب، وليس في أي بطولة والسلام.. بل إنه المهاجم الوحيد الذي يعتمد عليه مدربه لأن يكون أساسياً في جميع المباريات التي يخوضها.. إنه ألكسندر رودريقوز داسيلفا المُلقب بباتو، والتي تعني البطة البيضاء؛ نظراً لصغر سنه، لم يتجاوز 19 ربيعاً بعد، ويلعب في خط هجوم أبطال العالم وفي البطولة الأصعب عالمياً بحسب رأي مُعظم النقاد العالميين، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السيد ميشيل بلاتيني. وبالرغم من كل ذلك تألق باتو بشكل لافت للأنظار دفع دونجا مدرب منتخب السامبا لأن يستدعيه إلى صفوف المنتخب المشارك في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم المقبلة. ظهوره الأول كان في مباراة فريقه إنترناسيونالي في البطولة البرازيلية ضد نادي بالميراس في 26 نوفمبر 2006م وبعد تألقه في بطولة العالم للأندية ومساهمته في فوز فريقه إنترناسيونالي على حساب برشلونة الإسباني لفت باتو أنظار الفرق العالمية الكبيرة وبدأت بالفعل في الاهتمام بالتعاقد معه. استمر باتو في تألقه على الساحة الدولية هذه المرة عندما لعب مع منتخب البرازيل في بطولة كأس العالم للشباب، هذا التألق دفع آي سي ميلان الإيطالي لأن يتعاقد معه في صيف عام 2007م، وفيما يلي الحوار الذي دار مع الموهبة الشابة:
- باتو.. بدايتك مع فريقك إنترناسيونالي كانت في عمر مبكرة (17 سنة) فقط وأنت تلعب كأساسي في البطولة البرازيلية هل كان ذلك الحلم الذي تحقق بالنسبة لك؟
= مباراتي الأولى في البطولة البرازيلية كانت ناجحة بالنسبة لي، لعبت دوراً كبيراً ساعد فريقي في تحقيق الفوز وأحرزت هدفي الأول.. ذكريات رائعة لا يمكن نسيانها.
- بعدها بأسابيع قليلة شاركت في بطولة العالم للأندية ضد نادي الأهلي المصري في دور نصف النهائي من البطولة، وقتها كان عمرك سبعة عشر عاماً و 107 أيام أحرزت هدفاً جعلك أصغر اللاعبين إحرازاً للأهداف في تاريخ بطولة من أكبر بطولات الفيفا العالمية؟ وبذلك تفوقت على الأسطورة بيليه بتحطيمك لرقمه القياسي بشكل مؤكد حيث إنك سجلت في سن أصغر منه، ماذا يعني ذلك بالنسبة لك؟
= لقد كان إنجازاً ضخماً بالنسبة لي.. بعد شهر واحد من ظهوري في البطولة البرازيلية سمعت الناس تتحدث عن أدائي وعن المستويات التي قدمتها.
- ماذا قالوا؟
= قالوا: باتو سجل أهدافاً كثيرة بالرغم من صغر سنه.. إنه الظاهرة الجديدة القادمة في سماء الكرة البرازيلية. تلك الأقاويل مغرية واستثنائية، لكن السمعة غير كافية وحدها؛ فهي تحتاج إلى الحظ، وأنا كُنت محظوظاً بتواجدي مع فريق إنترناسيونالي ممثل البرازيل في بطولة العالم للأندية.
- أحرزت الكثير من الأهداف حتى الآن وتتميز باللمسة النهائية لتودع الكرة في الشباك، هل ترى نفسك أكثر كلاعب فريق مع المجموعة أم كلاعب بموهبة فردية؟
= أريد دائماً تسجيل الأهداف.. أكرر ذلك مراراً وتكراراً داخل رأسي.. ولكني إذا لم أتمكن من إحراز الأهداف فسأعمل على مساعدة زملائي في الفريق لتسجيل الأهداف؛ فكرة القدم لعبة مكونة من أحد عشر لاعباً إذا لم يتعاونوا فإنهم لن يحققوا ما يصبون إليه، أما في حال تعاون بعضهم مع بعض فإن الأهداف ستأتي بشكل طبيعي.
- إنتر ميلان وتشيلسي وريال مدريد أبدوا اهتمامات كبيرة بالحصول على توقيعك.. لماذا اخترت الانضمام إلى آي سي ميلان؟
= اختياري لميلان جاء بعد تقبلي نصائح من عائلتي ووكيل أعمالي، الفريق الإيطالي يعج بالبرازيليين، ويمتلك شعبية كبيرة في البرازيل. بعد اتخاذي قرار الانضمام إلى ميلان قال لي والداي: هيا اذهب؛ فنحن متأكدون الآن بأن مستقبلك سيكون باهراً، كما أن تواجد رونالدو عند انضمامي للميلان كان له الأثر الأكبر في انتقالي حيث إنني مُولع بشكل كبير بهذا اللاعب خاصة عندما كُنت صغيراً، كنا نذهب للعب الكرة بالقرب من الشواطئ في البرازيل مع أصدقائي وكُنت أرتدي قميص نجمي المُفضل ولا زلت أتذكر قولي لهم: أنا رونالدو.. أنا رونالدو.
- انضمامك إلى ميلان كان في صيف عام 2007م لكن القوانين منعتك من اللعب حتى تكمل سن الثامنة عشرة في السنة التي تليها، ما مدى صعوبة ذلك وكيف تعايشت معه؟
= تلك الشهور الأربعة دون لعب ساعدتني على التأقلم مع الأجواء الجديدة، بدأت بتعلم اللغة الإيطالية وحضور جميع مباريات الفريق والسفر معه وكل ذلك زاد من عزيمتي وإصراري على التألق عند إتاحة الفرصة لي، في يناير 2008م تمكنت من إكمال أوراق تسجيلي واللعب وكانت البداية رائعة. سجلت العديد من الأهداف وأخذت مكاني كلاعب أساسي في التشكيل الحالي، هذا العام نطمح للفوز بكأس الاتحاد الأوروبي واحتلال مركز في بطولة الدوري يؤهلنا للعب في بطولة أندية أبطال أوروبا السنة المقبلة.
- أنت محاط من قبل البرازيليين في ميلان، هل ساعدك هذا العامل في الاستقرار وسهله عليك؟
= عندما وصلت لإيطاليا لم أكن أتحدث الإيطالية، وساعدني زملائي البرازيليون كثيراً في التأقلم مع الأجواء هنا، نحن مع بعضنا دائماً داخل غرفة الملابس وخارجها، ولا زلنا نتواصل ونخرج للعشاء معاً في أغلب الأحيان ونشترك في أغلب الاهتمامات.
- أحد أولئك البرازيليين كان رونالدو الذي لعبت بجانبه في الموسم الماضي، أنت لم تخف أبداً إعجابك به؟
= اللحظات التي لعبتها بجانبه لحظات ستكون خالدة في قلبي لبقية حياتي، وكما قُلت لك إنني كنت أعشق هذا النجم منذُ أن كنت طفلاً صغيراً.
- ننتقل للحديث عن المنتخب البرازيلي الذي انضممت لصفوفه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، تمتلكون أقوى دفاع في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية وفي سجلكم هزيمة واحدة، ما مرئياتك لبقية مشوار التأهل لبطولة كأس العالم المقررة إقامتها في جنوب إفريقيا 2010م؟
= أعتقد أننا في موقع جيد للتأهل، حالياً نحتل المركز الثاني في التصفيات خلف الباراجواي بفارق ست نقاط، خسرنا العديد من النقاط بخاصة على أرضنا ويعود السبب إلى حماس المنافسين عند مواجهتهم للبرازيل؛ فالخطط تختلف والتركيز أمامنا يصبح أكبر، ورغبة الجميع في إبراز نفسه أمام البرازيل أيضاً هي أحد أهم الأسباب التي أدت إلى فقدانا بعض النقاط.
- حياتك شهدت بعض الأحداث المؤلمة، في سن العاشرة تعرضت لمرض وتم تشخيصه بأنه ورم، كيف تحملت تلك الفترة الصعبة؟
= لقد كان مؤلماً جداً.. خاصة بعد إجرائي للعملية تم اكتشاف تعقيدات أخرى تم علاجها عن طريق أخذ العديد من الحقن. هي محنة حقيقية واجهتني في فصل مضى من حياتي. أتذكر أنني كنت أبكي مع أمي بشكل يومي. أيام صعبة جعلتني أرى العالم بشكل مختلف مما أدى إلى نضوجي أكثر من أي طفل في عمري، دعم عائلتي هو ما ساعدني للتغلب على المرض.
- ننتقل للنواحي الإيجابية.. تمتلك شعبية كبيرة ومتزايدة بشكل مستمر، كيف تتحمل تلك الشعبية وكيف تتعامل معها؟
= عندما أرى الناس يسألونني الحصول على توقيعي أو أخذ صورة معي فإن سعادتي وقتها لا توصف، سبق أن تمنيت الحصول على تواقيع وصور لنجومي المفضلين؛ لذلك أنا متفهم جداً لرغباتهم، خصوصاً الأطفال الصغار، كما أنني عندما أسمع المشجعين يهتفون باسمي من المدرجات حتى وإن كنت في دكة البدلاء فإن ذلك يعطيني البهجة والسرور ويدفعني لتقديم المزيد لإرضائهم.
- ما طموحاتك الشخصية التي تهدف إلى تحقيقها مع النادي والمنتخب؟
= مع النادي أطمح إلى الفوز بأكبر عدد ممكن من البطولات، سواء المحلية أو الخارجية، ومع منتخب بلادي أطمح إلى الفوز ببطولة كأس العالم وأتمنى أن أُصبح أفضل لاعب في العالم.
- أخيراً.. هناك العديد من النجوم البرازيليين الذين يمتلكون تحركاتهم ومهاراتهم الخاصة والتي تميزهم عن غيرهم من اللاعبين مثل رونالدينهو ورقصته الشهيرة بعد تسجيله للأهداف، هل سنشاهد باتو يعمل حركة جديدة لنفسه؟
= حالياً ألعب مع رونالدينهو في الفريق ومن السهل أن أتعلم منه لو راقبته جيداً، أما بالنسبة للحركة فأعتقد أنني مميز بالسرعة وأتمنى أن تنهي تحركاتي السريعة اللقب الذي أُطلق علي.. باتو (البطة) (قالها ضاحكاً).