- قرأت التعقيب الذي بعثه ل(الجزيرة) الدكتور سعيد الرفاعي.. عضو هيئة التدريس بقسم التربية البدنية وعلوم الحركة بجامعة الملك سعود الذي أشار فيه إلى أنه (سعيد) بتفاعل كاتب هذه السطور مع تعقيب (رئيسه) الدكتور جمال القروني على الاستطلاع المنشور تحت عنوان: (متى تساير الرياضة الإيقاع العلمي..!؟) وقد تضمن تعقيبه أن معد الاستطلاع مارس لغة حملت نفساً متوترة ونظرة ازدرائية ضد رئيس القسم..!!
* بداية أحب أن أشكر الدكتور (سعيد) على هذا التعقيب الذي يبدو أنه أراد أن ينهي عن خلق وأتى بمثله مع الأسف.. حين ذكر بأنني مارست لغة متوترة في تعقيبي على الدكتور (القروني).. مع أنه أقحم نفسه في موضوع ليس له فيه ناقة ولا جمل...!! في الوقت ذاته أحب أن أوضح له.. عندما قال في تعقيبه: لقد سمى (خالد الدوس) استطلاعه خطأ بالتحقيق العلمي ولا يزال بينه وبين ذلك شوط ليس ببعيد والاستعداد لديه كامن.. والتحقيق العلمي لا يتم فيه الاقتصار على الأشخاص الذين يحملون اتجاهاً واحداً.. كما ظهر من اتجاهات آراء المستطلعين ولا يُقصي من يحمل فكراً مختلفاً مع معد الاستطلاع فهذا يبدو أنه تحقيق (عمدي)! وربما لتسويق وجهة نظر محددة سلفاً..!! وهنا أود أن أوضح للدكتور الرفاعي أن الأسلوب - المتعاقدين - الذي تناوله في تعقيبه.. حمل في ثناياه إثماً مبيناً.. لأنه (ظن).. والظن هنا أكذب الحديث كما رُوي في الأثر.. فحين أشار إلى أن التحقيق (عمدي) ربما لتسويق وجهة نظر محددة سلفاً.. أراد بذلك (قلب) الحقيقة لأهداف ومآرب أخرى.. لكنه -يبدو أنه- كتب تعقيبه مستنداً على رد (د. القروني) ورد معد الاستطلاع دون أن يقرأ الاستطلاع بكامل تفاصيله ليعرف أن الاستطلاع العلمي الذي نشرته -الجزيرة- لم يقتصر على الأشخاص الذين يحملون اتجاهاً واحداً بل كانت هناك بعض الآراء المعارضة لفكرة إنشاء مركز للبحث العلمي داخل جهاز الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. ومنهم الإعلامي المخضرم وعضو مجلس الشورى (سابقاً) الدكتور (بدر كريّم) والبروفيسور (عبد الله الدوس) مدير المركز البحثي التقني في جامعة الملك سعود.. وهما بالمناسبة طالبا بالكراسي البحثية الرياضية فقط.. فكيف يزعم الدكتور الرفاعي أن استطلاع كاتب هذه السطور سُمي خطأ (بالتحقيق العلمي) طالما أن اتجاهات الآراء كانت متباينة ومختلفة وليست حلها في اتجاه واحد كما ذكر.. فأبسط المبادئ في البحث العلمي (دقة المعلومة ودقة البيانات) ومعلومة الدكتور للأسف.. افتقدت للدقة والتحري وهنا مربط الفرس...!! كنت أتمنى لو أن (د. سعيد) كان واقعياً واعترف أن (الجزيرة) استضافت اثنين من قسم التربية البدنية وعلوم الحركة هما الأستاذ المشارك الدكتور صلاح السقاء، والأستاذ المشارك الدكتور حبيب الربعان المتخصصان في الرياضة (نظرياً وتطبيقياً) وليس في الجغرافيا أو الإدارة العامة..!! وثمَّن لهما هذه المبادرة المهنية وليس (محاولة) الدفاع المستميت لرئيسه الذي كنت أتمنى لو أن د. (القروني) هو الذي قام بالرد على تعقيبي عليه.. حين اتهم (الجزيرة) بتجاهل قسم التربية البدنية وعلوم الحركة.. وقد تجاهل أو تناسى أنها استضافت عضوين من هيئة التدريس بالقسم هما (د.السقاء) و (د.الربعان) مما يثير الكثير من التساؤلات فهل هذا التجاهل شخصي..!!؟ الله أعلم.. كنت أتمنى لو جاء التعقيب من كلية التربية في جامعة أم القرى أو جامعة طيبة على اعتبار أننا لم نستضف أحداً من هاتين الجامعتين في استطلاعنا الرياضي العلمي...!؟ بل حرصنا على أن يكون أكثر المستطلعين من جامعة الملك سعود لمكانتها العلمية وعراقتها وتطورها البحثي بقيادة فذه ممثلة بمعالي الآستاذ الدكتور عبدالله العثمان (رجل المرحلة) وهو يخوض بجامعته العريقة معركة تنموية في المشاريع التعليمية والأكاديمية ومجالات البحوث العلمية التي تعد بلا ضير بوابة التقدم والتطور الأكاديمي.
* ثمة أمر آخر تطرق له (د. سعيد) في ثنايا رده.. حين أشار في تعقيبه إلى عدم معرفتي بواقع الأبحاث في القسم وأنني أعطيت لنفسي حق الحكم على مجهول لدي على حد زعمه وأن أبحاث القسم ذات علاقة بالرياضيين السعوديين وتم نشرها في مجالات علمية على مدى العشرين سنة الماضية ودورها في اكتشاف المواهب وبدء صناعة الأبطال من خلال الأسلوب العلمي وآلياته على برامج إعدادهم.. أولاً أعرف أن أبحاث القسم تصب في قناة النشاط البدني المدرسي وليس للرياضيين السعوديين.. وهي أبحاث عامة تتعلق بالاتجاهات والترويح واللياقة وغيرها وهي أبحاث تنظيرية تصب في ما يُسمى (النشاط المدرسي) واللياقة وغيرها.. ثانياً بودي أن أسأل د. (سعيد الرفاعي).. أين هم أبطال الألعاب المختلفة الذين صنعتهم أبحاث التربية البدنية وعلوم الحركة من نتائج أولمبياد أثينا وبكين..!؟ أين صناعة هؤلاء الأبطال من المنتخبات السنية التي عجزت عن التأهل لنهائيات كأس العالم أو الفوز بالبطولات القارية والعربية منذ سنوات وآخر هذه الإخفاقات السنية هذا العام.. فأين معطيات الأبحاث العلمية التي يتحدث عنها من نتائج بكين والمنتخبات السنية..!!؟ وياليت يتفضل سعادة الدكتور ويزوِّد (الجزيرة) بالأبحاث التي صنعت الرياضيين السعوديين أو ساهمت في تحقيق إنجازات رياضية..؟
* وأخيراً وليس آخِراً.. ندرك أهمية البحوث العلمية في كافة المناشط الحياتية والرياضية تحديداً.. ودورها كحصان جامح في ميدان التفوق ومضمار النجاح.. وإزاء ذلك حرصت (الجزيرة) على الأخذ بمبدأ الحيادية والموضوعية في الاستطلاع الرياضي العلمي.. ولم تغفل عن (الرأي المؤسس)... فاستضافة الأكاديميين جاءت من خلال الأسلوب العلمي المحايد وهو التخصص والخبرة والكفاءة العلمية والتنويع وهذا هو الأسلوب العلمي المتبع في العمل الأكاديمي.. إلا إذا كان ثمة أسلوب آخر يراه الدكتور (الرفاعي) لتحكيم الأبحاث في غير تخصصهم والعمل البحثي المشترك في غير التخصص.. ومحاربة المتخصصين من الزملاء.. فهذا أمر يخصه بالتأكيد...!! فمعظم الذين شاركوا في الاستطلاع متخصصون في الحقول البحثية ويملكون الثقافة العلمية الرصينة التي أعطت استطلاع (الجزيرة) زخماً إعلامياً واصداء واسعة.. تؤكد الطريقة العلمية السليمة التي انتهجت في العمل المهني وصياغته في القالب العلمي.. ووضعت باستطلاعها الرصين الكرة في مرمى الجهة المعنية بقطاع الشباب والرياضة.. وهنا يجب أن يدرك الجميع أننا لا نستهدف أحداً وإنما نسعى من خلال أطروحاتنا بشكل عام للوصول للهدف المنشود.. بما يخدم حركتنا الرياضية في وطننا الحبيب وبما يتماشى مع مكونات ومنطلقات ومتطلبات حقبة العولمة الرياضية.. والله من وراء القصد.
خالد الدوس