خلال موسم القنص هذا العام الذي يستمر عادة ما يقارب الشهرين قمت برحلة ومعايشة على الواقع لهذه الهواية المحببة لنفوس الكثير عبر التاريخ وهواية الملوك والأمراء والنبلاء والكرماء والفرسان، فالقنص متعة وولع لمن تعلق به وأجاده وقد توجهت صباحاً من مدينة عرعر إلى حزم الجلاميد التي تبعد ما يقارب المائة كيلو متر، ثم اتجهت شمالاً إلى الغرب عبر طريق صحراوي ما يقارب نصف تلك المسافة حيث وصلت إلى أرض الحماد المرية العذية التي تخترقها عدة أودية أشهرها المرا والأبيض والشاظي واحامر، حيث تجولت صباحاً في سيحان البحيرات وآبار المرا وشعيب منقولة والمجيلس وحزوم أرقط وحزوم بطين وخباري الهوه وقارة لاهه ورجلة الهبيله وخباري الرقطان، وفي ظهر ذلك اليوم زرت مخيم الصقار المعروف في الشمال هليل بن طبعان السبيعي في سيحان البحيرات الذي أجريت معه هذا اللقاء وفي عصر ذلك اليوم توجهت إلى مخيم الشيخ مطلق بن طراد الهذال في منطقة شعيب الأبيض حيث رافقته عصراً في سيارته المجهزة بأدوات القنص في رحلة قنص في الأبيض وتلاع غنيم والشبهات والمتياهه ورجم جويان استمرت إلى المساء، حيث علمنا أثناء عودتنا عبر أجهزة الاتصال الخاصة بين الصقارين بأن أحد الصقارين صاد طير شبهان قرب قارة لاهه، وقد سألت الصقار هليل السبيعي عدة أسئلة تتعلق بالمقناص فأجاب قائلاً: والله بالنسبة للهواية صار لي واحد وعشرين سنة ما يطوفنا المقناص ومدته بحدود شهرين شبك الطيور شهر تسعة وعشرة ميلادي والطيور اشهرها في هذه المنطقة الحر والشاهين اللي يهاجرن ويمرن بهذه الديرة قادمات من دول أخرى، والحماد أفضل أرض للمقناص لانكشاف أرضه ووضوح الطير فيه وطبيعته الخلابة المكتسية بشجر الرمث وغيره، وموقعنا هذا هو شعيب المرا من غرب ويبعد عن مدينة عرعر ما يزيد على مائة وعشرون كيلومتر، وحالياً لدي طير نادر شاركت به في مسابقة الصقور في النعيرية عام 1427هـ والعام الماضي لم يجر سباق بسبب إنفلونزا الطيور و- إن شاء الله - هذا العام يصير سباق. |
وكان السباق في ذلك العام على مستوى الخليج وحصل طيري (نواف) على المركز الخامس على مستوى الخليج والمركز الثاني على مستوى المملكة ويعتبر حالياً هو الأول في منطقة الحدود الشمالية ولونه حمر وعمره قرناس خامس وقطع مسافة السباق في ثمانية وعشرون ثانية والمقناص فيه طرائف ولو اعد كثير وصدفة في احدى السنين كان بعض خوياي يريدون يعودون بعد انتهاء إجازاتهم وتوادعنا بعد صلاة الفجر هم سافروا وأنا ذهبت أقنص وقلت لهم: - إن شاء الله - أطرح طير هذا اليوم وتعودون وبعد ساعتين صدت شيهانة وهم صادفوا الشيخ خالد راكان المرشد في طريقه إلينا وعادوا معه لحضور الغداء الذي عملناه له، وعندما عادوا كنت بالصدفة عائد من القنص وبيدي الشيهانه التي صدتها فقلت: ما شاء الله جاكم الخبر. |
قالوا: لا جينا نحضر غداء الشيخ خالد المرشد ولا علمنا إلا الآن وبذلك أجاب الله دعوتي التي جاءت عن حسن نية وأنا - ولله الحمد - عام 1415هـ صدنا بالمنطقة هذي ثلاث طيور شيهانه ومثلوث وفرخ والرابع شيهانه فرخ بحفر الباطن صدتها، وأنا ذاهب لبيع الطيور الثلاثة في سوق الصقور وعام 1416هـ صدنا شيهانه ومثلوث وهذا العام صاد ابني خالد شيهانه في شهر رمضان وكنا معزومين على الفطور عند الشيخ مطلق الهذال الذي يقع مخيمه شرق منا، وفي طريقنا إليه طرحها ابني خالد وتأخرنا عن الفطور عشر دقائق. |
ومن قصائد القنص التي قالها هليل السبيعي اخترنا لكم قوله: |
يا رب ترزق هالديار المريه |
بالسيل من عقب الغبار يغسلها |
من شرقي الزمله لغربي صفيه |
المزنه الغرا يركز هللها |
ويعم كل المملكة بعشويه |
من فضل ربي كل ديره شملها |
ومني لابو نايف سلام وتحيه |
ورسالتي مع النسيم يحملها |
وقله لفيتك من ديار عذيه |
الديره اللي ينبسط من نزلها |
سوح البحيره والطرق والخفيه |
يا زين شمة شيحها مع نفلها |
وندور اللي صيدته بالشغيه |
على الرجم يلقا وباعلى جبلها |
قرناس اشقر ما يصيد الرديه |
الخرب تله والحباري هبلها |
وربعك نشامى من خيار السميه |
وقلوبهم بيض على البعض ولها |
يا رب تجمع كل حي بحيه |
والذاهبه للمذهبين تعقلها |
|
باقي ثلاث أيام ويقفى الشوب |
اقبل براد الجو واقفا لهوبه |
واهل الولع كل نواله على صوب |
واللي يبي له ديرة شد صوبه |
وركبوا على اللي جاهز مابه عيوب |
مجهزينه للطرد والصعوبه |
من نوع لاندكروز والاسم مرغوب |
واهل القنص في قيلهم وصفوا به |
ضد النفود وبالوعر تقل مهزوب |
يزعل يا من الغشم غرزوا به |
وليا انطلق يشدي لخشف مع غروب |
واهل البنادق طخهم صار صوبه |
منوة غريب ناوي دار محبوب |
يبي على مثله يزور امحبوبه |
قلبه عشق من نقوة البيض رعبوب |
حلا وملح وبالمثايل اعجوبه |
وليا حصل مطلوبكم فصل الثوب |
واختر لها من الماس دبلة خطوبه |
|