«الجزيرة» - عبدالله المحيسن
الركود الاقتصادي الذي طال السوق المحلية خلال العام الجاري كان له أثر كبير على كثير من النواحي الاقتصادية العامة التي لها علاقة مباشرة مع المستهلك إلى درجة إغلاق ودمج أسواق متخصصة بسلع معينة وتغيير أنشطة محال أصابها الركود الاقتصادي في مقتل!
الصيدليات وحدها قاومت الركود ووضعت موطئ قدم لها في السوق حتى أن كثيرا منها استغل إغلاق محال للتربع في مكان الراحلين من المنافسة حتى أنها أصبحت ظاهرة ملفتة للنظر؛ مما خلق سوقا تنافسية كبيرة أثرت بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الصيدليات القديمة من حيث تجديدها ووضع أسعار تنافسية لجذب أكبر قدر من مرتاديها إلى درجة بيعها لسلع لا علاقة لها بمهام الصيدلية! (الجزيرة) تجولت في عدد من الأسواق وشاهدت عن قرب التغيرات الجديدة التي طرأت على تجارة الدواء، حيث لم تزد فترة الركود سوى الصيدليات التي انتشرت بقوة في جميع المدن لتقتحم شوارعها وتتصارع أكثر من صيدلية في شارع واحد, ولم تلتفت الصيدليات المنتشرة للإعلانات التجارية لعدم الحاجة لها ولم تحتكر صيدلية منتجا دون الأخرى.
وما يثير الاستغراب بحسب قول بعض المواطنين ان بعض ما تبيعه الصيدليات تشاركه الكعكة بعض المحلات التجارية الأخرى مثل حليب الأطفال وبعض مستلزمات الأطفال التي تعج بها الصيدليات وكذلك المنتجات التجميلية التي تغص بها الأسواق النسائية، ومع كل هذا تتحرك الصيدليات في الشوارع والمراكز التجارية.
خالد محمد، أحد المواطنين قال: إن هامش الربح محدد لكل الأدوية ومسعر على الأدوية مستغربا هذا التنافس الكبير على أرباح محددة وتمنى أن يسهم ذلك في جودة الخدمة وتنوع الأدوية التي وللأسف مع كثرة الصيدليات إلا أننا نجد أدوية لا توجد في بعض الصيدليات. وقال خالد ان الصيدليات تعتمد اعتمادا كليا على مستلزمات التجميل من الكريمات وغيره وتشكل 80 %من أرباح الصيدليات فيما تشكل مستلزمات الأطفال النسبة المتبقية.
وقال عبد الله سلامة: ان انتشار الصيدليات دفع الصيادلة إلى البحث عن الربح دون النظر لما يحتاج إليه المريض حيث تفاجأت في احدى المرات عندما طلبت من الصيدلي إحضار الدواء الموجود في الوصفة ليعتذر عن وجود الدواء ويقوم بعرض مجموعة من الأدوية محاولا إقناعي بأنها بديل للدواء المطلوب، ليعلق الدكتور محمد الخليل نعم عندنا يقوم الطبيب بكتابة وصفة طبية لدواء معين فإنه يقوم بكتابة اسم تجاري (trade name) يختص بشركة معينه والصيدلي عندما يقوم بعرض البدائل فهو يقوم بعرض الأسماء التجارية الأخرى لنفس المادة العلاجية مع تغير الاسم التجاري لشركة أخرى ولكن هناك بالتأكيد اختلاف في الجودة من شركة لأخرى وهذا ما جعل بعض المستشفيات الكبرى في بعض القطاعات المختلفة تسعى لإحلال المنتج الأم(brand).
وتابع محمد الخليل أن سبب هذا الانتشار الكبير للصيدليات في الفترة الحالية عائد للكميات المجانية التي تمنحها شركات الأدوية للمشترين بكمية كبيرة؛ الأمر الذي دعا كثير من أصحاب الصيدليات لزيادة فروعهم لتصريف الكميات الكبيرة والحصول على منتجات مجانية، فكلما ارتفعت كمية الشراء ارتفعت الكميات المجانية التي تمنحها شركة الدواء وبين أن ما نراه من انتشار للصيدليات ليس إلا انتشار فروع هذا بالنسبة للأدوية. أما مستحضرات التجميل فتحقق أرباحا عالية لأكثر الصيدليات بسبب عدم تحديد أسعارها وكذلك بسبب ثقة الزبون في ظل وجود بعض المنتجات المقلدة وبعض المخالفات التي ترتكب عند التخزين.
كما أوضح الدكتور محمد الخليل أن مستحضرات التجميل يتم شراؤها من نفس فروع توزيع الشركات، في حين أكد الدكتور محمد عبد الكريم أن معظم الانتشار المشاهد للصيدليات هو انتشار لفروع الصيدليات للمساعدة في تخفيف كميات الأدوية المخزنة في المستودعات وقال الدكتور عبد الكريم ان أرباح الصيدليات مرتبطة بحجم المستودع فكلما زادت الكميات زادت الأرباح بالحصول على كميات مجانية أكثر.
وبين الدكتور محمد عبد الكريم ان ربح الدواء دون النظر للكميات المجانية يختلف بحسب مصدر التصنيع فمعظم الأدوية المستوردة من أوربا يكون الربح فيها من 10% إلى 15 % أما الأدوية المصنعة محليا فتكون أرباحها من 25% إلى 35%. وأضاف الدكتور محمد أن رخصة الصيدلية تسمح ببيع الأدوية ومستحضرات التجميل ومستلزمات الأطفال وأن ما نشاهده من بيع بعض الصيدليات لألعاب الأطفال هو توسيع لنشاط البيع ولجذب أكثر عدد من فئات المجتمع المختلفة؟ وقال ان أرباح الصيدليات لا يمكن تحديدها من حيث نوع المبيعات فالصيدلية القريبة من المستوصف تشكل الأدوية أعلى نسبة مبيعات أما الموجودة في المراكز التجارية فمستحضرات التجميل هي الأعلى.