Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/12/2008 G Issue 13235
الثلاثاء 25 ذو الحجة 1429   العدد  13235
هذرلوجيا
أعلى الله شأنكم يا...
سليمان الفليح

يبدو لي أنه منذ أن قامت الجامعات في مملكتنا الحبيبة والتي كانت تقع بالقرب من مساكن الطلبة وبيوتهم وأيام كانت الحياة بسيطة والاحتياجات التي يتطلبها الطالب الجامعي أبسط كثيراً من أيامنا هذه، أقول كانت الدولة تمنح كل طالب جامعي مبلغاً (شهرياً) لا يتجاوز ال(1000) ريال، وكانت هذه الألف في تلك الأيام - لثلاثة عقود خلت ربما- تفي بحاجة الطالب وتسد احتياجاته ولربما يوفر منها الطالب (الحريص) مبلغاً يساعد به أهله -الفقراء- في هجرتهم أو قريتهم البعيدة عن الجامعة. ومنذ ذلك التاريخ كان ذلك المبلغ منتظماً وبشكل شهري ويصل إلى يد الطالب ويتصرف به حسب احتياجاته المتواضعة أما اليوم وقد زادت تكاليف الحياة وأصبحت متطلبات الشاب حتى (ابن المتوسطة) تتعدى راتب الموظف البسيط بل وحتى المتوسط إذ إن الوضع يقتضي أن يقتني سيارة خاصة ولربما سكن خاص يدفع إيجاره الشهري وهو إذا ما فعل ذلك فإن عاداتنا وتقاليدنا تقضي أن يزوره الأهل أو الأصدقاء أو الأقارب أو أبناء هجرته وقريته وقبيلته ولربما يقيمون لديه عندما تقضتي ظروفهم مراجعة العاصمة، وأن عليه أيضاً أن يقوم بواجب الضيافة و(الكلافة) ومساعدتهم في (تعقيب) معاملاتهم وإذا ما قصر في ذلك فستجلده ألسنة الناس و(تسود) وجهه عند أهله وأقربائه لذلك لا يستطيع أن يتخلى عن صفة (المضيف الكريم) الذي يخدم أهل ديرته وبالإضافة إلى هذه الأعباء المرهقة فإن ارتفاع الأسعار وثبات هذه المنحة أو المكأفاة على (ما كانت عليه) منذ ثلاثة عقود أي لم يتجاوز ال(1000) رغم ارتفاع الرواتب عدة مرات ورغم ارتفاع الأسعار (مئات المرات) ورغم تكاثر المتطلبات عشرات المرات!! وظلت هذه المنحة (الضئيلة) الآن لا تكفي الطالب إيجار تاكسي أو طائرة ذهاباً وإياباً إلى أهله إذا كانوا بعيدين عن الرياض، بل الأسوأ من هذا أن حتى هذه المكافأة الضئيلة أصبحت تتأخر كثيراً عن الطلاب حتى تكاد تنقطع. لذا وفي خضم الزيادات الكريمة للمبتعثين من زملائهم في الخارج والتي وجه بها مليكنا المفدى يحفظه الله فإننا نرجو من الإخوة في التعليم العالي النظر إلى هذه المسألة بعين العطف والإنصاف وتحريك هذا المبلغ الضئيل إلى مبلغ يناسب متطلبات الحياة. وأعتقد أن هذا الأمر لا يغيب عن الأخوة في وزارتنا الكريمة التعليم العالي ل(تعلّي من شأن أبنائها الطلبة) أعلى الله شأنهم آمين.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد