قدّم الأمير عبد الرحمن بن مساعد والمهندس جمال أبو عمارة رئيسا الهلال والاتحاد عملاً إدارياً ضخماً، وأيضاً كان لأعضاء شرف الناديين العملاقين دور مؤثر في الحفاظ على النجوم أو في إحضار عناصر محلية وأجنبية قدمت مردودا (مميزاً) في المباريات التي شاركت فيها؛ ليحتل (هوامير) الكرة السعودية مركزي الصدارة والوصافة.. وبفارق كبير عن البقية.
** في المباريات الأربع الماضية التي شهدت تقليص الهلال لفارق النقاط من خمس إلى واحدة، حيث نال النقاط الاثنتي عشرة كاملة، في حين جمع الاتحاد ثماني بعد تعادله مع الاتفاق والحزم، فكان للدور الفني الذي يقوده الروماني كوزمين العامل الأكبر؛ فهو يرفض ولا يمارس هواية الاختراعات التدريبية التي يقوم بها (كالديرون) الذي يضع الهداف عماد متعب في دكة الاحتياط، ويبعد هشام أبو شروان عن مركزه، ويصر على تواجد محمد حيدر ومناف أبو شقير رغم تواجد صالح الغوينم وأحمد حديد، ويرفض الاستقرار على رباعي الدفاع، فمرة تجد أسامة المولد في الظهير الأيمن رغم عدم إجادته لمهام المركز الذي يتطلب السرعة والمهارة والقدرة على المراوغة وهي متوافرة في الدوخي الذي رفضه كالديرون ليرحل مأسوفاً عليه لقطر، ليتم إحضار الفريدي الذي لم يستفد منه الاتحاد لكثرة اختراعات مدربه!!
** إن عدم وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب ليس العامل الوحيد الذي يتفوق فيه كوزمين على كالديرون؛ فهناك الانضباط التكتيكي؛ ففي الهلال كل اللاعبين يعرفون واجباتهم الدفاعية والهجومية؛ ولهذا هز نجوم الزعيم شباك الرائد ونجران تسع مرات، ورفض الدعيع زيارة مرماه، في الوقت الذي سجل فيه العميد عشرة أهدافاً، لكن فوضوية خط دفاعه بقيادة المنتشري وتكر وعدم التزامهما بالقيام بالمهام الموكلة لهما ساهمت في اهتزاز مرمى مبروك زايد خمس مرات، أمام الوطني والحزم، فهدف وليد الجيزاني يوضح حجم الفوضى التدريبية وعدم ترابط خطوط الفريق؛ فالجيزاني وجد نفسه في مواجهة الحارس الاتحادي بمجرد استخلاص الكرة من الصقري؛ لأن خط الدفاع بعناصره الأربعة كان في منطقة جزاء الحزم ينتظر عرضية الصقري التي لم تحدث!!
** حقيقة مثل هذه الفوضى لا تجدها في الهلال؛ فكل اللاعبين ملتزمون بالأدوار المنوطة بهم؛ فرباعي الدفاع بقيادة أسامة هوساوي لا يتركون أماكنهم إلا وفق توجيه فني من كوزمين الذي قام بتحفيظ كل لاعب دوره، فظهرت خطوط الفريق مترابطة ورائعة رغم أنه خاض عدداً من المباريات المهمة بدون الشلهوب - التايب - القحطاني - الغامدي - ليستعين مدربه بعناصر واعدة أمثال نواف العابد وسلطان البيشي المصنفين ضمن فئة الشباب. وحتى لا نظلم كالديرون فإنه أتاح الفرصة لسلطان النمري - نايف هزازي - عبد العزيز الصبياني الذين أنقذوا العميد من خسائر كادت تحدث، وآخرها لقاء الحزم، لكن هذا لا يعني تجاهل تخبطاته الفنية التي ظهرت في أكثر من مباراة ولم تعد خافية على أبسط المتابعين، لتنقذه فترة التوقف الحالية التي يجب أن يستفيد منها لإعادة الفريق لتوهجه الذي قدمه في بداية الدوري قبل أن يفقد الصدارة في الأمتار الأخيرة مثلما حدث في الموسم الماضي. فالاتحاد يحتاج إلى الثبات على قائمة رئيسية في كافة خطوطه لضمان وجود الانسجام مع وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب وتوظيفهم التوظيف الجيد مثلما كان يفعل أفضل مَنْ درّبه البلجيكي ديمتري!!
محطات ساخنة
** ناصر الشمراني هداف الدوري في الموسم الماضي والحالي، مشاركته أساسياً في دورة الخليج القادمة مسؤولية المدرب ناصر الجوهر ولن يكون أمراً مقبولاً وجوده في قائمة الاحتياط!!
** افتخر بالصحنة والدلم يا أبا سليمان، والزميل المالكي أكد أن النصر حقق بطولتين في الناشئين أمام الأهلي وفي درجة الشباب أمام بدنة، فكيف أكون من زور التاريخ، في الوقت الذي قال البعض إن صغار الأصفر لم يسبق لهم أن حققوا لقباً بعد فوزهم بكأس الاتحاد أمام الأهلي قبل شهرين.
** لم أجدد مبرراً مقنعاً لحالة الغضب التي كان عليها الأستاذ عبد العزيز الدوسري رئيس الاتفاق الذي أحبه وأقدره وأثمن الدور الذي قام به مع ناديه طوال مسيرته الإدارية الطويلة والعريضة المليئة بالإنجازات، لكنني ما زلت مُصرّاً على أن الاتفاق يعاني من نواقص كثيرة، لا تمنحه حق المشاركة في بطولة آسيا التي تحتاج لأندية قادرة على تقديم حضور جيد في المنافسة، وكنت أتمنى ترشيح الاتفاق للمشاركة في بطولة العرب، أو الخليج؛ فهي المكان المناسب، أما بخصوص انقطاع الكهرباء عن مقر النادي بسبب عدم تسديد الفاتورة أو تعطيل الكيبل فقد كانت حديث الصحافة الرياضية لأيام طويلة!!
** أهل التخصص في مجال التحكيم اختلفوا في القرارات التي اتخذها بلدياتي الحكم سعد الكثيري في مباراة الأهلي والشباب.. فهل قانون كرة القدم الموجود عند الزيد - الناصر - الغندور لا يطابق القانون الذي يملكه الفودة - الوادعي - المهنا.. لا تستغربوا كل هذا؛ فالعرب مثلما قال خبراء السياسة اتفقوا على ألا يتفقوا..!!
** غاب سامي اليوسف بلغته التحريضية ضد النصر قبل مباراة الاتفاق، فكسب فارس نجد المباراة بسهولة بعد أن حرمه خالد الزهراني في لقاء الجولة الأولى من ركلتي جزاء!!
** أحمد عيد عملاق الحراسة الأهلاوية صاحب الرقم القياسي في الحفاظ على شباكه وليس خالد الدايل أو محمد الدعيع، لكن المؤرخين لا يستطيعون ذكر هذه المعلومة المهمة، وفي مقدمتهم عبد الله جار الله المالكي الذي التزم الصمت الرهيب بعد أن هزمه خالد قاضي بالضربة القاضية الفنية..!!
** وكيل اللاعبين إبراهيم موسى قال للصحافة الرياضية إن لديه عروضاً من البرتغال وقطر وأندية محلية عديدة للخوجلي الذي وضعه ناديه على قائمة الانتقال، وعندما حانت لحظة فتح المظاريف تبخرت العروض الوهمية ولم يجدوا إلا عرض النصر، لينضم الخوجلي لقائمة الموسى الطويلة التي يتزعمها عبده عطيف وفهد السبيعي، والبقية تأتي.. نصيحتي للخوجلي وشقيقه التفاوض مباشرة مع إدارة ناديه لضمان عودته بدلاً من استمرار وضعه الحالي ثم يجد نفسه لاعباً ضمن فرق أحد أندية الدرجة الأولى مثلما حدث في العام الماضي..!
** إذا لم يقدم رئيس الأهلي ما يثبت حضوره للاجتماعات الدولية فإن مسفر الفرحان مطالب بالاتصال بسليم شيبوب لمعرفة كافة التفاصيل الخاصة ببطولة العالم للأندية حتى لا نتورط مرة أخرى فتكون اللجان العاملة باتحاد الكرة ضحية لمغامرات غير محسوبة..!!
** خالد البلطان الذي يعمل في الشباب بدون لجنة أحضر الشمراني هداف الدوري - السالم - المرحوم - الخيبري - القاضي، وسارع في علاج إصابة كماتشو الذي عاد لخوض المباريات، وفي النصر لم يتم علاج الحارثي - العباس - الموسى، وتم التعاقد مع أنصاف اللاعبين الذين استنزفوا أموال النادي، وجعلوا خزينته خاوية، وتركوا الفريق بدون مدرب، في الوقت الذي لم تعلن فيه إدارة البلطان إلغاء عقد ينرو بامبيدو إلا بعد وصول أنزو هكتور فعلاً. إذا أردت كيف تتطور المنشآت الرياضية وغيرها فقط (فتش) عن الإدارة..!!
** رغم اختلافي في بعض وجهات النظر مع نائبي الرئيس من النصر والهلال، إلا أنني من أشد المعجبين بالعمل الإداري الرائع الذي يقدمه الأميران وليد بن بدر ونواف بن سعد؛ فرسالتي التي أؤمن بها الإشادة بمن يستحقها وانتقاد المقصر متى أتيحت الفرصة، ولن أخاف في ذلك لومة لائم.. فشكراً للخلوقين جداً على ما يقدمانه لناديهما من مجهود جبار مع الوعد بالعودة للحديث عن هذا الموضوع المهم بالتفصيل.
إلى اللقاء الثلاثاء المقبل.
