كان حديث الناس الأيام الماضية عن ميزانية الوطن هذا العام.. كل منا كان يقرأ الأرقام التي تهمه وبالصورة التي تعجبه!! أحدنا كان منشغلاً بالمقارنة بين منطقة وأخرى، بين الجامعات الناشئة، بين القطاعات المختلفة، بين...والآخر يدقق في أرقام العام الماضي ليعرف مقدار الزيادة في هذا الحقل أو ذاك من حقول التنمية المتعددة ويجهد نفسه في التفسير والتحليل رغبة في التوصل إلى النسب والمعادلات المعقدة.. أم الثالث فكان مهتماً بمخصصات التعليم التي تقدر بربع الميزانية،، وعلى لسان هذه الفئة أشير هنا إلى أن هذا دليل واضح وبرهان ساطع على اهتمام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولاة الأمر عموماً وفقهم الله بالتعليم سواء العالي أو العام، وأطرح في هذا المقام أسئلة عدة أعتقد أهمية طرحها للجميع وفي هذا الوقت بالذات:
* ترى هل أدرك من في الميدان التربوي والتعليمي هذا الجانب وتحول الهم عندهم من دائرة المصلحة الخاصة البحتة التي ستتحقق له جراء الزيادة المقررة إلى خانة المصلحة العامة التي بها يتحقق الرقي لهذا الوطن وأهله وساكنيه وقاطنيه، بل يتحقق بإذن الله البناء الصحيح للأجيال القادمة من أبناء هذا الوطن المعطاء، إذ إن الأرقام التي أعلنت لا تعدو أن تكون الخطوة الأولى يليها خطوات طويلة وحلقات متتابعة أهمها على الإطلاق حلقة من في الميدان الذين يرتبطون بالطالب مباشرة والذي من أجله كان كل هذا الضجيج؟
* هل يدرك القائمون على العملية التعليمية في بلادنا الغالية أهمية اختيار المنضوين تحت هذا الاسم (منسوبي التربية والتعليم) فيحفظوا الميدان التربوي من تسلل العاجزين عن تربية أنفسهم فضلاً عن أن يربوا أبناءنا وبناتنا خاصة في مرحلة الطفولة وسن الشباب؟
* هل يعرف ولي الأمر كم تنفق الدولة على تعليم وتربية ولده ذكراً كان أم أنثى فيلتفت هو بنفسه لمن حقهم الرعاية والاهتمام ويقوم بواجب التربية أحسن قيام ويمد جسور التعاون مع المدرسة من أجل رأس ماله الحقيقي بعيداً عن الاتكالية الفجة والتنصل عن المسئولية الأهم في حياة كل منا؟
* هل يستشعر المقاولون الذين رست عليهم مشاريع الدولة التعليمية المسئولية الملقاة على عواتقهم فيقومون بأعمالهم بكل أمانة وصدق بعيداً عن التدليس والمماطلة والمخادعة حتى لا يصنفوا في خانة خونة الوطن وسُراق المال العام المتلاعبين بمقدرات البلاد وممتلكات الأجيال وإن لم يسمعوها من الناس فهي في القلوب (ولسان الحال أبلغ من لسان المقال)؟
وأخيراً أتمنى أن يكون كل منا على مستوى الثقة التي منحى إياها ولي الأمر كل حسب موقعه في خارطة الوطن المعطاء، ودمت عزيزاً يا وطني. وكل عام وأنتم بخير.