اسمحوا لي أن أحزن ما شاءت غزة لي أن أفعل..
وأن أيأس ما شاء شتات العرب في أمرها أن يفعل..
وأن أقف عند خط الأمل ألوح للعابرين بإغلاقه ما دامت معابر الطاغية مشرعة..
وأن أفْرغ خزانات الأحلام في النجاة.. بعد أن حزت عنق النجاة مجزرة التاريخ..
وأن أتقيأ صمتي بعد أن صكت أصوات الفزع فضاءات فلسطين..
وأن أتخلص من مظلتي بعد أن مزقها تيه الريح..
وأن أركض حافية بعد أن اهترأ حذاء الحماية تحت الأقدام..
وأن أخلع عقلي لأحفظه في يقين المؤمنين بعد أن جن المتفوهون..
واسمحو لي أن أغلق الشاشات.., وأحطم المكبرات.., وأطوي الصحف..,
وأن أطلق لضحكة ساخرة أن تعم كل حائط من خلفه أو أمامه تعقد الاجتماعات..
أو لا تسمحوا .. فلست في انتظار أن تفعلوا..
غزة وحدها الناطقة الصادقة بكل شيء..
ولها أن تفعل ولكل ذات أن تتكاشف مع ما تقول.. فلسطين..
ذلك الموقف..
ولا نجاة..