غزةالأسيرة المصلوبة فوق طاولات المباحثات والمزايدات، والبوابات الموصدة.
غزة المغطسة بنهر الدم الفلسطيني المتدفِّق منذ الأبد.
غزة المختطفة من قِبل من يستعملها كدرع أو ترس في مواجهة عدو صهيوني طاغٍ ومتوحش, تجيز الكثير من الجماعات الإسلامية المتطرفة مبدأ التترس وهو إجازة قتل الكافر إذا تترس بالنساء والأطفال حتى لو أدى ذلك إلى هلاك النساء والأطفال، ولكن ما يحدث الآن أنّ حماس نفسها تترس بأجساد النساء والأطفال والعاجزين، وتحوّل المدينة إلى ساحة معركة، وتطلق صواريخها من قلب منازل ومدارس ومستشفيات المدنيين الآمنين، بنفس انتحاري لا يبالي بمحيطه، على الرغم من أنّ التترس محظور دولياً في اتفاقية لاهاي التي تنص على حظر التترس بالمدنيين أو استخدامهم لحماية أهداف عسكرية.
على مستوى آخر الذي نعرفه أنّ الكثير من الآراء الفقهية أجمعت على وجوب حقن دماء المسلمين، إذا كان عدد جيش العدو ضعف جيش المسلمين وأصبح المسلمون لا طاقة لهم بالمواجهة ... فنظرة إلى ميسرة في العدة والعتاد.
ولكن النفس الانتحارى الذي تمتلكه الجماعة التي تختطف غزة، مابرح هو الأعلى صوتاً، فما برح (هنية) يصرح سنصمد حتى تتلاشى غزة، بعدما جوعت غزة وسكانها لما يزيد عن العام والنصف، هاهو يلف حزامه الناسف حول أجساد المرضى والجوعى والمأسورين، ويسوقهم بهدف تنفيذ أجندته السياسية و خيار جماعته الانتحاري.
ولن نستغرب أن يخرج علينا بعد ذلك أي منهم مختالاً متبختراً بالنصر الإلهي المؤزر، جماعة الانتحاريين التي تختطف غزة عاجزة على أن تقدم قراءة مخلصة وواعية لمحيطها، فبمرور سريع على من كانوا يسمون أنفسهم بجبهة الصمود والتحدي، نجد أنّ سوريا قد انخرطت في عملية سلام معلن مع إسرائيل, وليبيا منشغلة بخيارها الأفريقي بعد أن ملّ زعيمها من العرب كما يقول!
وإيران التي تحاول أن تجيّر المشهد لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة، منشغلة بانتخابات داخلية تلوح في الأفق تلك الانتخابات التي تهيمن عليها أجواء الضائقة الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها إيران. ومازالت حماس تختطف (غزة) وتترس بأجساد نسائها وأطفالها، إنّ مشهد الأطفال الصرعى والقتلى على بوابات مدارسهم يزلزل أعماقنا، ويفجر عاصفة من النقمة والأسئلة حول ماذا سيقول التاريخ حول الجماعة التي تختطف غزة وتنحرها على مذبح عنترياتها وشعاراتها وقراءتها السياسية الرعناء للواقع.