الحملة الإعلامية المنظّمة التي استهدفت الأستاذ عبد الرحمن الزيد الحكم الدولي السابق نائب رئيس لجنة الحكام ليست جديدة ولا مستغربة.. لكن الغريب موقف المعنيين باتحاد الكرة من هذا الهجوم الشرس الذي استهدف ذمة وأمانة واحد من أنزه وأكفأ من أنجبتهم الملاعب السعودية تحكيمياً وأكثرهم إخلاصاً وتضحية وتمثيلاً مشرّفاً لبلاده في مختلف المحافل الدولية ومنها نهائيات كأس العالم..
فالأستاذ عبد الرحمن الزيد الرجل الذي لا يرقى إليه الشك أمانة ونزاهة وقع ضحية أخطاء الآخرين وعدم تقدير اتحاد الكرة لتضحياته وجهوده في مجال التحكيم منذ سنوات طويلة.. حيث اكتفى المعنيون بالفرجة على هذا الهجوم المنظّم وكأنهم يباركون هذا التوجه وهم من دافع وبقوة عن أخطاء مكشوفة ومفضوحة لمجرد أنها تمس أشخاصاً مقرّبين أو لهم حظوة خاصة جعلت كل أخطائهم مقبولة.. والويل لمن يتعرّض لهم بكلمة.. هكذا جاءت نهاية المسؤول المخلص والنزيه عبد الرحمن الزيد.. ضوء أخضر مفتوح أمام كل من يتهمه زوراً وبهتاناً ودون ذنب اقترفه سوى أنه لم يرضخ لهم ويحقق مآربهم..
** أمر خطير جداً أن تصل الأمور لهذا الحد من اللا مبالاة تجاه الأشخاص الذين يخدمون بلدهم بكل كفاءة وإخلاص مقابل حماية تامة، بل سياج من الحماية حول كل من اتفق الجميع على فشلهم وضعف إمكاناتهم وعدم قدرتهم على أداء ما يناط بهم من أعمال.. نعم السكوت عن كل ما تعرَّض له الزيد حتم هذه النهاية الشجاعة للأستاذ عبد الرحمن الزيد.. فلماذا يتحمّل كل ذلك دون سبب منطقي أو دليل حسي.. لماذا تلصق به كل أخطاء تراكمات الماضي وسوء قطاع كامل هو قطاع التحكيم لمجرد ميول الرجل التي لم يكن لها أي تأثير في يوم من الأيام.. هل لأن الزيد رجل قوي أصبح عقبة في طريق من يريد أن يحقق أهدافه غير المشروعة عن طريق الحكام..؟! وهل مواقف الزيد الصريحة والمعلنة وعدم المداهنة لهذا وذاك فرضت هذه النهاية..؟!
حقيقة أمر مؤسف أن يفقد قطاع التحكيم والحكام رجلاً ومسؤولاً بمكانة الزيد ونزاهته وإخلاصه.. ومؤسف أكثر أن يترك الزيد دون سند حقيقي رغم أن أعماله ومواقفه هي خير سند له أمام الجميع.. لكن المتأثر الحقيقي هو قطاع التحكيم بغياب رجل بمكانة عبد الرحمن الزيد ليصبح هذا القطاع في غيابه هشاً وسالكاً لكل من يريد أن يحقق أهدافه.. فقد غادر الزيد وبقي المسؤول الحقيقي وهو رئيس اللجنة الأستاذ عبد الله الناصر الذي لن يقوى وحده على الوقوف في وجه هذا الإعصار القادم لتحقيق المصالح والغايات على حساب المنافسات الرياضية التي تفقد في كل يوم أفضل مَن لديها ليبقى من لا يستطيع مواجهة التيار وهذا هو الهدف الحقيقي..
فشكراً للزيد شجاعته وموقفه المسؤول بتحمّل تبعات وأخطاء لجنة كاملة وعدد كبير من الحكام في سبيل المصلحة العامة.. وهكذا هم الكبار الذين نحزن لمغادرتهم الساحة فلم يبق فيها سوى القليل والقليل جداً بكل أسف!
كأس الخليج سعودية!
** هكذا يقول مدرب منتخبنا الوطني الكابتن ناصر الجوهر.. فكأس الخليج ستكون سعودية حسب التصريحات الأخيرة لمدربنا الوطني.. وهذا بالتأكيد هو طموح الجميع وأملهم.. لكن هذا لن يتحقق بالكلام فقط.. فالدورة المقبلة ستكون من أصعب الدورات الخليجية بالنظر لتقارب مستويات جميع الفرق باستثناء المنتخب العماني الشقيق الذي بدوره لن يكون صيداً سهلاً بروح لاعبيه وحماسهم وقتاليتهم داخل الملعب والتي تصعّب مهمة أي فريق إذاً نريد أن نعرف على ماذا استند السيد ناصر الجوهر في تأكيده للجماهير بأن اللقب سيكون سعودياً..؟! فما قدَّمه الأخضر تحت قيادته حتى الآن لم يكن مقنعاً؛ فلم يظهر الأخضر بالشكل المطمئن لنا داخل الميدان.. وفي كل مباراة نكتشف أننا مكانك راوح.. فلا جديد فنياً على صعيد الأداء والتكتيك وخطط اللعب.. نعم لدينا لاعبون قادرون على الفوز باللقب ولدينا نجوم في كل خطوط الأخضر لكن هذا وحده ليس كافياً ما لم يكن لدينا فريق يؤدي داخل الملعب وليس أفراداً مميزين فقط.. وهذا ما نريد من الجوهر أن يقدّمه لنا في خليجي 19، فعلى الصعيد الجماعي تتفوَّق فرق عمان والإمارات وقطر وأيضاً العراق وهذا ما يجعلنا نتأكّد لو أن لدينا نفس الأداء الجماعي والخططي ولمعرفتنا بإمكانات لاعبينا فإننا يمكن أن نقبل هذا القول من الجوهر.. وشخصياً تمنيت أن يقول الجوهر إن البطولة قوية والمباريات صعبة وفريقنا يحتاج لتقديم الكثير من التضحية والأداء والقتالية داخل الملعب حتى يمكن له أن يحقق اللقب.. فشعور اللاعبين بصعوبة المهمة يجعلهم يتهيؤون لتقديم أقصى ما لديهم.. أما منحهم اللقب قبل أن تبدأ البطولة فهذا في تصوري خطأ كبير نتمنى أن يتجاوزه نجومنا وأن يعودوا لنا فعلاً باللقب لأن هذا هو مطلب الجميع.
لمسات
** بعض الحكام يستمتع بإيقاف اللعب ويبحث عن الأخطاء بحثاً ليطلق صافرته ويعيق اللعب ليظهر هو في الصورة.. ومن هؤلاء حكم لقاء الهلال والرائد في مسابقة كأس الأمير فيصل، عبد الله القحطاني.. فقد أفسد اللقاء بصافرات عديدة وأخطاء غير موجودة وتفنن في توزيع البطاقات وكأن اللقاء نهائي كأس العالم رغم أنها أخطاء مشتركة عادية.. وحين ظهرت الأخطاء التي تستحق العقاب ومنها إيذاء المنافس اختفت هذه البطاقات!!!
** ويلهامسون قدَّم مستوى هزيلاً جداً أمام الرائد.. ولم يحوّل كرة واحدة للمهاجمين السعود والعنبر.. تماماً كما فعل أمام الرائد في الدوري حين حضرت عرضياته بعد مشاركة ياسر القحطاني!
** الفرق التي تشارك بفرقها الأولى في مسابقة كأس فيصل ستكون خسارتها مضاعفة عندما تفشل في تحقيق اللقب.. وفي الهلال نجوم واعدة عديدة تنتظر الفرصة في كأس فيصل وبإمكانها الوصول للنهائي لو تم إشراكها لتكون الفائدة مزدوجة.. لكننا شاهدنا الخثران والعتيبي وويلهامسون بدلاً من الشمري والقرني والفرج والعايد والعنزي وغيرهم من الشبان.
** بطولة جديدة حققها الاتحاد بمقاييس رئيسه السابق.. تمثّلت في خطف لاعب الأهلي الأرجنتيني مانسو قبل أن يتم التعاقد معه!
** الاتحاد القطري سينظّم دورة دولية لمنتخبات الشباب بالتزامن مع كأس الخليج.. تماماً كما فعل في بطولة الخليج الماضية.. حيث الإعداد المتواصل للمنتخبات واللاعبين على مدار العام.. هذا هو التخطيط الصحيح غير المرتبط بالمشاركات كما نفعل نحن في إعدادنا المؤقت قبل البطولات.