مسقط - الوكالات:
أكد يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية أن القمة التاسعة والعشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي اختتمت أعمالها في مسقط أمس كانت (ناجحة) وخرجت بعدد من القرارات والتوصيات التي تخدم العمل الخليجي المشترك وشعوب دول المجلس بما يحقق الأمن والاستقرار لهذه الدول ويدعم جهود التنمية التي تشهدها.
وأشار الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بالمركز الاعلامي بفندق مسقط انتركونتيننتال إلى أن القمة ناقشت على مدى يومين عددا من القضايا الإقليمية والدولية والمستجدات في المنطقة السياسية منها والاقتصادية وتأثيرها على الدول الأعضاء.
ونوه يوسف بن علوي بالرؤية التي طرحها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان في كلمته خلال افتتاح مؤتمر القمة حول الوضع المالي العالمي وما يتطلبه من إيجاد قاعدة لاستقرار النفط في الأسواق بما لا يرهق المستهلك ويلبي متطلبات التنمية الشاملة ولا يلحق ضررا بالدول المنتجة مؤكدا أنه أصبح من الضروري أن يتم الاستقرار في سوق النفط لإيجاد حالة من التوازن وتجنب المضاربة التي ترفع هذه الأسعار.
وحول الوضع الخطير في غزة أوضح يوسف بن علوي أن هذا الموضوع حظي باهتمام كبير من قبل القادة خلال القمة وارتكز على ما يجري من أحداث مؤلمة في غزة والأراضي الفلسطينية مشيرا إلى أن هناك جهودا متعددة تبذل الآن.. كما تجري اتصالات عاجلة مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لتولي المسؤولية فيما يجري في القطاع من أجل وقف العدوان وفك الحصار. ودعا بن علوي القادة الفلسطينيين إلى التبصر وإيجاد أفضل الوسائل لانتزاع حقوقهم والترفع فوق تعقيدات السياسة مشيدا في هذا الصدد بجهود مصر في تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين واصفا الاتهامات التي وجهت لمصر بأنها (باطلة ولا تمت إلى الحقيقة في شيء) قائلا إن دور مصر (ناصع وستبقى الميدان الذي يفضل الفلسطينيون التوجه إليه).
وحول الدعوة إلى انعقاد القمة العربية الطارئة أشار بن علوي إلى ان هناك مشاورات تجري الآن بين القادة العرب لترتيب وتنظيم النتائج الإيجابية التي يمكن أن تخرج بها القمة موضحا أن انعقاد القمة العربية الطارئة لها ضوابط وإجراءات والمسؤولية تحتم بأن يتم التشاور بين القادة العرب حول كيفية انعقادها للتأكد من أن البرنامج الذي ستنظر فيه القمة القادمة سيساعد على اتخاذ موقف عربي يساعد الفلسطينيين يؤدي إلى تماسك الدور العربي. وأعلن بن علوي في هذا الصدد أن السلطنة ستشارك في هذا المؤتمر الذي يهدف إلى دعم المصالح الفلسطينية وحماية الأشقاء الفلسطينيين وجمع الأطراف الفلسطينية. وحول مستقبل العلاقات بين دول مجلس التعاون والإدارة الأمريكية الجديدة أشار بن علوي إلى أن دول المجلس رحبت بانتخاب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما وعبرت عن تطلعها للعمل سويا مع الإدارة الجديدة مشيرا الى ان الطرفين يملكان الكثير من المصالح المشتركة وان العمل ينصب في هذا الاطار لتدعيم هذه العلاقات مضيفا أن إدارة أوباما ستشهد مرحلة جديدة من العمل الفعال بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية. وفيما يتصل بعلاقات دول مجلس التعاون مع إيران قال ابن علوي إن علاقات دول المجلس مع إيران (علاقات جوار) وتتطلب ديناميكية مستمرة من المشاورات والاتصالات والحوار (وكلنا تربطنا علاقات متنوعة مع إيران ودول المجلس تثمن وتقدر عاليا هذه العلاقات).
من جانبه قال عبدالرحمن العطية إن البيان الختامي عكس في أجزاء كثيرة منه خاصة الجانب السياسي اهتمام القادة بما يحدث في قطاع غزة والجرائم التي ترتكبها إسرائيل هناك دون مراعاة للأنظمة والقوانين الدولية. وأوضح أن القادة وجهوا بإجراء اتصالات مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لممارسة مسؤوليتهم الكاملة بشأن ما يجري في غزة وفك الحصار عن الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وحول القمة الطارئة قال العطية إن انعقاد القمة له ضوابط وإجراءات وان هناك تشاورا يجرى على مستوى القادة العرب للتأكد من البرنامج الذي ستتدارسه القمة وكيفية انعقادها والنتائج الايجابية المرجوة منها لاتخاذ موقف عربي يساعد الفلسطينيين ويعزز التماسك العربي مشيرا الى ان مجلس الجامعة العربية على مستوى الوزراء سينعقد اليوم في القاهرة للنظر حول هذا الموضوع.. وثمن العطية دور جمهورية مصر العربية وما تقوم به الدول العربية من تشاور تجاه الهجمة الشرسة على غزة. وقال (إننا ندين كل من يستخدم وسائل لبث الفرقة والتفرقة.. مشيدا بدور مصر وأضاف أن الاتهامات الموجهة لمصر باطلة وان دورها هو دور الناصح.. مشيرا إلى أن مصر رعت التنظيمات الفلسطينية وسعت للمصالحة فيما بينها وستستمر في ذلك لتكون الميدان لتحقيق المصالحة. وفيما يتعلق بالشأن اللبناني قال العطية إن القادة رحبوا بخروج لبنان من محنته وبداية مرحلة سياسية جديدة لاستكمال بنود اتفاق الدوحة كما أنهم رحبوا باقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين الشقيقين سوريا ولبنان. وحول الوضع في العراق قال العطية إن القادة جددوا التأكيد على وحدة العراق وسيادته وهويته العربية الإسلامية إلى جانب أهمية الإسراع في تحقيق المصالحة الوطنية في العراق. وحول الوضع في السودان أوضح العطية أن القادة اهتموا بهذا الجانب خاصة ما يجري في إقليم دارفور وأشادوا في الوقت نفسه بالجهود التي تبذل لمعالجة هذه الازمة وثمنوا الجهد الذي تقوم به حاليا اللجنة الوزارية العربية - الإفريقية برئاسة دولة قطر.