Al Jazirah NewsPaper Wednesday  31/12/2008 G Issue 13243
الاربعاء 03 محرم 1430   العدد  13243
نهارات أخرى
عداوة المرأة للمرأة.. من يغذيها؟!
فاطمة العتيبي

يتكتل الرجال ويصطفون دون أن يرتبوا لذلك، لكن يقودهم الشعور الجمعي الواحد بضرورة بقاء السيادة لهم على حساب تقدم المرأة في خطوات واثقة، حتى لو كان ذلك على مستوى الحياة المعيشية التي يتأثرون فيها إيجابياً بتطور المرأة!!

* تبقى غالبية النساء المتفوقات في الطب -مثلاً- أو أي مجال آخر تنافس فيه الرجل.. تبقى النساء بلا زواج.. ويضغط المجتمع الرجالي عليهن بالهجران، ويؤلب المجتمع النساء على تحقيرهن لبقائهن بدون زواج!!

* يعلي الرجل من أسهم المرأة الجميلة وتفرد لها وسائل الإعلام طرقات الشهرة والمال وتتحول إلى وسيلة تسويقية عظيمة تدر المال ومكدسة في جيوب الرجال الذين تآمروا على إحداث خلخلة اجتماعية في ذهنية المرأة التي كادت في السبعينيات والثمانينيات تزاحم الرجال في ميادين التفوق في الطب والتجارة والسياسة.

فعادت خطوات؛ حيث عاد الجمال كرمز للمرأة المتفوقة جسديا والقبح للمرأة المتفوقة عقلياً، زاد ذلك ظهور نماذج نسائية متفرقة في رفضها لأنوثة المرأة (نوال السعداوي) و(مريم نور) واعتبارهما نموذجين للمرأة التي تتبع عقلها وتقفز على حدود جسدها!!

* على أرض الواقع.. اشتعلت حمى التنافس شكليا بين النساء لبلوغ رضا الرجال، فأثرت عيادات التجميل واشتهر الأطباء الرجال في ترويج نموذج جمالي واحد يكاد يكون نسخة مكررة.. حدد معالمها الرجل وذائقته..

بذلت المرأة مالها الذي تتحصله من جراء عملها على صنوف التلوين والعطور والأثواب والأردية في حرب ضروس مع الزمن ومع الرجل الذي يترصد لخطوط العمر على جبينها، وتحت عينيها، وكأنه هو بمعزل عن غزوة الزمن الكبرى.

* تتنافس النساء فرص عمل ضئيلة مقارنة مع الرجال الذين يجدون ما يناسبهم من أعمال مهما تواضعت خبراتهم وقدراتهم، بينما تبذل المرأة الكثير من الجهد لتطوير قدراتها وخبراتها حتى تحظى بشرف المنافسة على مقاعد محدودة وسط جموع من النساء المؤهلات اللاتي يتنافسن على هذه المقاعد القليلة.. ومن الطبيعي أن يكون التنافس بين النساء أشد نسبة لقلة الفرص وقلة الحظوظ.. وغالباً يتحكم الرجل في اختيار المرأة، ومن تحظى برضاه تفوز بفرص أكثر، ومن لا تجد دعما لوجستيا من الرجل تخسر أسهمها مهما علت قدراتها!

لذلك؛ تجد وسائل الاتصال الفعال بين النساء شبه غائبة للأسباب سالفة الذكر.. يضاف إليها قلة ثقة المرأة بالعدالة حولها؛ حيث يشكل الرجل المعادي للمرأة تحزبات نسائية تابعة له يحركها لتقف ضد المرأة التي هي ندٌّ له..

* والأندية الأدبية لا تخلو من مثل هذه الأجواء، مثلها مثل بقية المجالات التي يحاول الرجال فيها بث معلومات تقدس الرجل وتبجل مكانته العلمية ومرونته وعدالته على حساب المرأة الصابرة التي تتبع كل الأنظمة بحرفية لقلة ثقتها في محيطها، ولكي تسد كل الثغرات التي يمكن أن يهاجمها منها أعداؤها.. وبذلك تفقد القدرة على كسب مزيد من الأصوات الداعمة لتجربتها.. بينما يكتسب الرجل صفة المرونة في عمله لقوة وطول باعه في تجربته العلمية، ولثقة من حوله؛ حيث لا تشق المرأة صفوف الرجال عادة ولكن يحدث العكس..!!

* إنها إحدى وسائل النسق الاجتماعي في مقاومته لمفاهيم جديدة تتعلق بالمرأة تتناقض مع ما أضمره المجتمع طويلا.. فهو يهدف عبر إغراق المرأة بالتفاصيل والحروب والمعارك النسائية إلى إثبات ما يريد إثباته (إن المرأة لا تصلح للقيام بأي عمل خارج حدود المنزل)!!.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد