Al Jazirah NewsPaper Wednesday  31/12/2008 G Issue 13243
الاربعاء 03 محرم 1430   العدد  13243
أنت
تزوير التاريخ
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

لا يُزَوَّر إلا الثمين ولا يُرْجَم إلا المثمر.. هكذا هي الدنيا وهؤلاء هم البشر وهذا هو الحال.

من المألوف والمعتاد أن نجد من يدعي ويزور حقيقته أو حقيقة ما يتصل به على أنه ثمين.. لكن لم ولن نجد من يدعي ويزور حقيقته أو من يتصل به بأنه خسيس.. تماماً فلا نجد من يزور النحاس من المعادن.. ولا نجد من يرجم شجرة غير مثمرة.. المشكلة أن هذه الحقيقة الحياتية الثابتة لا تنطبق دائماً في مجال الفكر والرأي.. فلو التفت حولك لوجدت من يزور الفكر فيظهر الجيد رديئاً والجميل قبيحاً والواقع المضيء واقعاً مظلماً والعدل ظلماً والصدق كذباً.. ولا يهمه إذا كان هذا التزوير سوف يؤذي مجتمعه ووطنه.. تسوقه نحو ذلك قوى سياسية أو مذهبية طامحة للصعود حتى ولو على أشلاء الوطن.

للسياسة غاياتها وأهدافها.. لكن أن تكون الوسيلة لتحقيق تلك الغايات تدمير حياة مجتمع وإفساد رفاه أفراده وهز استقرار وطنه.. فهنا تكون غايات هؤلاء السياسيين إجرامية وعملهم جريمة.

المملكة ومعها دول الخليج كانت ولا تزال هي الصدر الحاني للشعب اللبناني.. لم تتدخل في شؤونه سوى لإسعافه أو إغاثته أو تمويل مشاريعه أو مساعدته على النهوض من عثراته أو ترتيب سلام جماعاته أو تأمين التزام أطرافه.. ثم دعم اقتصاده للوفاء بالتزاماته الدولية حتى ساعدوه على الوقوف على قدميه والتي بدأ بعدها بالحركة.. في وقت اشتركت فيه كل دول الجوار وغير الجوار في تحويل لبنان إلى ساحات قتال وثارات وتحدٍ ذهب ضحيتها لبنان ومجتمعه بطوائفه كافة.

في لبنان اليوم يوجه بعض زعاماته الطائفية سهامه تجاه المملكة.. وكأنه بهذا يحرضها على وقف كل دعمها للبنان من منطلق (الباب اللي يجيك منه ريح سده واستريح).. فهذا هو الحل الذي يريده هؤلاء حتى تعود حرب لبنان الأهلية جذعة.. فيمكنه أن يعيش ويكسب ويستمر معتلياً ظهر مجتمعه.

نعم لا يُزَوَّر إلا الثمين ولا يُرجم إلا المثمر.. ونعم لا يُزَوِّر الثمين إلا محتال مجرم أثيم.. ولا يرجم المثمر إلا العاجز القاصر الحقير.. فالحقيقة في لبنان صار لها وجه آخر يمكن أن تكون أي شيء آخر إلا أن يكون حقيقة.. يرددونها في الفضائيات ويدونونها في الصحف دون أن يندى لهم جبين أو يشمئز لهم ضمير أو يصدم بها لهم عقل.. فتراهم يخوضون في مستنقع كريه له غاية واحدة وهي التشويه المبني على البهتان.. فتتعجب هل هم يدرون أنهم لا يدرون أم أنهم لا يدرون؟



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5913 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد